مسؤول أميركي: العلاقة «الخاصة» بين لندن وواشنطن تنهار

قال إن بوش يتجاهل طروحات بلير والعلاقة كانت دوما «أحادية الجانب»

TT

فجر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية مفاجأة بقوله إن دور بريطانيا كجسر بين أميركا وأوروبا «يتبخر الآن أمام أعيننا»، وأن العلاقة بين واشنطن ولندن، في عهد الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء توني بلير، كانت دوما «من جانب واحد» و«تتجاهل» الطروحات البريطانية.

ونقلت صحيفة «التايمز» البريطانية امس عن كندل مايرز، وهو محلل رفيع في الخارجية الاميركية، قوله في منتدى أكاديمي عقد ليل الثلاثاء الأربعاء في واشنطن ان كل محاولات بريطانيا للتأثير على سياسة الولايات المتحدة في السنوات الماضية كانت تبوء بالفشل. وأضاف: «كنا نتجاهلها. إنه أمر مؤسف». وتابع قائلاً: «منذ البداية كانت علاقة من جانب واحد. لم يكن هناك استرداد، ولا شعور بالتبادل». وعبر عن «شعوره بالخجل» للطريقة التي كان يتعامل بها الرئيس بوش مع رئيس الوزراء بلير، الذي قام بدور كبير في الوقوف «جنبا الى جنب» مع الولايات المتحدة منذ تعرضها لهجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001.

وإثر الكشف عن هذه الملاحظات، دعا سياسيون بريطانيون الى مراجعة ما يسمى العلاقة الخاصة بين لندن وواشنطن. فقد ذكر مينزيس كامبل، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي المعارض في بريطانيا، ان ملاحظات مايرز تعكس إحساسا حقيقيا، وسط بعض المفكرين الأميركيين، بعدم الارتياح للدعم غير المحدود الذي يقدمه بلير إلى بوش. واعتبر كامبل ان «العلاقة الخاصة تحتاج إلى إعادة توازن وإعادة تفكير وتجديد». وتوقع مايرز، الذي يعد متخصصا في الشؤون البريطانية، تراجع الرباط بين بوش وبلير، وتأثير ذلك سلبياً على الدور المفترض الذي تلعبه لندن «كجسر» بين ضفتي الأطلسي، فقال: «ما أعتقده وأخشاه هو أن بريطانيا ستتراجع عن الولايات المتحدة بدون الاقتراب من أوروبا، وبهذا فإن معنى جسر لندن ينهار».

ورأت «التايمز» أن الملاحظات التي عبر عنها مايرز سينظر إليها كدليل اضافي على وجود انقسام في الخارجية الأميركية تجاه سياسة البيت الابيض، وانها تعد ايضاً بمثابة دليل على ضعف بوش، وهو يناضل من أجل وقف انجرار العراق الى الحرب الاهلية، خصوصاً بعد هزيمة حزبه في انتخابات الشهر الماضي وخسارتهم الاغلبية في مجلسي الكونغرس. لكن ملاحظات مايرز لم تلق قبولا لدى وزارة الخارجية التي يعمل لديها. فقد ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية تيري ديفيدسون: «ان العلاقة الأميركية ـ البريطانية هي حقا خاصة». وأكد أن «الآراء التي عبر عنها مايرز لا تعكس وجهات نظر الحكومة الأميركية»، مشيرا الى انه «كان يتحدث كأكاديمي، وليس كممثل لوزارة الخارجية».