تسميم ليتفينينكو: اكتشاف آثار مشعة في 12 موقعاً بلندن.. والبحث عن طائرة خامسة

«بريتيش إيرويز» تفتح خطا ساخنا لمسافريها المذعورين وتسعى للاتصال بـ 33 ألفا منهم

TT

أعلن وزير الداخلية البريطاني جون ريد امس العثور على اثار مشعة في 12 موقعا تقريبا في لندن منذ وفاة الجاسوس الروسي السابق الكسندر ليتفينينكو الذي توفي مسموما بمادة «البولونيوم 210». وكشف ان السلطات تبحث عن طائرة خامسة، بعد التعرف على الطائرات الأخرى، في اطار التحقيق. وكانت السلطات قد اعلنت في وقت سابق العثور على آثار مادة مشعة في طائرتين، تابعتين لشركة الخطوط الجوية البريطانية (بريتش ايرويز)، ما أثار الذعر بين آلاف المسافرين الذين حاولوا الاتصال بشرطة الطيران، رغم ان هذه الاخيرة اكدت بان «المخاطر الصحية منخفضة جدا».

وقال ريد أمام البرلمان: «حتى الآن جرت او تجري مراقبة 24 موقعاً، والخبراء اكدوا العثور على آثار في نحو 12 من هذه المواقع»، مشيرا الى ان مواقع اخرى قد تخضع للمراقبة ايضاً. وأضاف ان السلطات تبحث عن طائرة خامسة، وهي طائرة روسية، في إطار التحقيق الذي تجريه في وفاة العميل الروسي ليتفينينكو.

وقال ايضاً ان ايا من الفحوصات طبية التي خضع لها الاشخاص الثمانية للتحقق من اصابتهم بمواد مشعة، لم تكن ايجابية. وأكد العثور على اثار البولونيوم 210 المشع على متن طائرتين من طائرات شركة «بريتش ايرويز» موجودتين في مطار هيثرو، وان طائرة ثالثة، موجودة الآن في مطار موسكو، تخضع للتحقيق. وحسب ريد، فان طائرة رابعة وصلت صباح امس الى مطار هيثرو بلندن، تخضع للفحص. وقال ريد ايضاً ان السلطات البريطانية ستتصل بكل الدول التي توقفت فيها الطائرات التي تحمل اثارا مشعة.

وأقامت شركة الخطوط الجوية البريطانية خطوط اتصال ساخنة لنحو 33 الف مسافر استخدموا طائراتها في رحلات الطيران المعنية. وقالت الشركة امس انها تحاول الاتصال بالركاب الـ33 الف، مضيفة ان هؤلاء المسافرين اضافة الى ثلاثة الاف من افراد طواقمها استخدموا الطائرات المعنية خلال 221 رحلة في جميع انحاء اوروبا. وعلقت الشركة منذ ذلك الحين استخدام الطائرتين في رحلات من مطار هيثرو.

وكان ليفينينكو قد لقي حتفه الخميس الماضي في أحد مستشفيات لندن متأثرا بتسمم إشعاعي بمادة تعرف باسم «بولونيوم 210». وحمل ليفينينكو، في رسالة كتبها قبل وفاته، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مسؤولية قتله، الامر الذي نفاه مرارا الكرملين.

وقالت وزارة النقل الروسية انها شددت اجراءات التفتيش ومراجعة النسب الاشعاعية في المطارات اعتبار من يوم امس، اثر ما اعلنته شركة الخطوط الجوية البريطانية. وقالت مصادر ان الشركة البريطانية تراجع 800 من المسافرين على متن رحلاتها التي تمت بين موسكو الى لندن في الفترة من اواخر اكتوبر (تشرين الاول) حتى مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضيين.

وافادت شبكة «نيوز رو» الالكترونية الروسية بان اندريه لوغوفوي، الموظف السابق في جهاز المخابرات الروسية، كان وصل الى لندن على رحلة للشركة البريطانية في 31 اكتوبر. وكانت عدة مصادر بريطانية تحدثت عن التقاء لوغوفوي بليتفينينكو، في الاول من نوفمبر الماضي في لندن. واشارت المصادر الى ان السلطات المختصة وجدت بقايا اثار اشعاعية على متن الطائرة التي استقلها لوغوفوي في رحلة العودة الى موسكو في الثالث من نوفمبر.

ومن جهته، أعرب أناتولي سافرونوف مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاص بشؤون مكافحة الارهاب امس عن استعداد المخابرات الروسية لتقديم العون للسلطات البريطانية بشأن التحقيقات الخاصة بالمواد الاشعاعية التي عثر عليها على متن الطائرات البريطانية. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للانباء عن سافرونوف قوله «ان القيادة اكدت رغبتها السياسية في التعاون بشكل كامل في كافة الجوانب» المتعلقة بالموضوع.