الألمان يصنعون مغناطيسا أقوى من مغناطيسية الأرض2,5 مليون مرة

TT

بدأ في مركز أبحاث روسندورف العلمي تشغيل أكبر مغناطيس من نوعه في العالم حسب تقدير العلماء الألمان. وذكرت ايفا ماريا شتانغة وزيرة البحث العلمي في ولاية سكسونيا(شرق) في كلمة الافتتاح ان الحقول المغناطيسية الهائلة الناشئة عن المغناطيس ستعين الأبحاث العلمية في كل العالم على معرفة المزيد عن بنية الأرض. ويبلغ وزن المغناطيس طنا واحدا ويفترض، في المرحلة الأولى، أن يستخدم لانتاج حقل مغناطيسي بقوة 80 تيسلا، على أن يجري الارتفاع بالإنتاج تدريجيا وصولا إلى 100 تيسلا، وبالوصول إلى 100 تيسلا تزيد قوة المغناطيس 2,5 مليون مرة عن مغناطيسية الكرة الأرضية، ويكون العلماء قد بلغوا الطاقة القصوى الممكنة لإنتاج الحقول المغناطيسية الخالية من «الشوائب».

وحسب كلمة وزيرة البحث العلمي فإن قوة أكبر مغناطيس صنعه العلماء الاميركان حتى الآن لا تزيد عن 71 تيسلا، والمشكلة هي أن مختبرات معهد روسندورف لا تتسع لإجراء التجارب على المغناطيس الذي صنعوه ويتشاورون حاليا مع العلماء الأميركان بهدف نقل المغناطيس إلى المختبر الوحيد في العالم (في كاليفورنيا) الذي يتسع لمثل هذه القدرة المغناطيسية الهائلة.

وذكر البروفيسور يواخيم فوزنيتسا، رئيس قسم المختبرات المغناطيسية في روسندورف، أن العلماء يودون استخدام المغناطيس الكبير في دراسة المواد ومغناطيسي الأرض إلى جانب استخدامه في المجال الطبي لتحسين أجهزة الفحص الذرية والأجهزة التي تستخدم الرنين المغناطيسي. ويمكن لتطوير وتحسين كفاءة هذه الأجهزة أن يحسن علاج الأمراض السرطانية وأن يسرع عملية تشخيص التغيرات السرطانية الأولى في الخلايا.

وطبيعي فإن تشغيل هذا المغناطيس الهائل، حسب تصريح فوزنيتسا، يحتاج إلى مولدات كهربائية مختبرية «مصغرة» هي الأكفأ من نوعها في العالم وموجودة أيضا في مختبر روسندورف. والمولدات الصغيرة هناك مؤهلة لتوليد تيار كهربائي قوته 5000 ميغاواط خلال فترة قصيرة، وهو ما يعادل الطاقة الكهربائية اللازمة لتجهيز مدينة صغيرة بالكهرباء.

وتلقى معهد روسندورف العديد من الطلبات التي تكشف رغبات العلماء، بين الولايات المتحدة واليابان، باستخدام المغناطيس للأبحاث العلمية. وقالت الوزيرة شتانغة إن ألمانيا تضع المغناطيس تحت تصرف كافة المراكز العلمية في العالم، وهو مشروع ألماني تم تمويله بمبلغ 23 مليون يورو من قبل وزارة البحث العلمي في زاكسن، وينتظر أن يتلقى دعما آخر بقيمة 1,3 مليون من الاتحاد الأوروبي.