مقتل 84 في يوم عراقي دام وإطلاق «كاتيوشا» على مقر الدليمي

اعتقال 35 مشتبها بينهم مصريان و7 قذائف هاون تستهدف اجتماعا لأهالي «العدل»

TT

شهدت بغداد امس واحدا من أسوأ ايامها، اثر مقتل 84 شخصا، بينهم 51 في ثلاثة تفجيرات متتالية بسيارات ملغومة، واصابة 86 في أحد الاسواق بوسط بغداد. كما تعرض مقر الدكتور عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق العراقية ببغداد أمس لاطلاق صاروخ من نوع كاتيوشا سقط على بعد 50 مترا منه، وادى الى مقتل ثلاثة عراقيين واصابة 6 جميعهم من عائلة واحدة. واشار المصدر الى ان الدليمي كان موجودا في مكتبه اثناء سقوط الصاروخ، الا انه لم يصب بأذى.

وذكر شاهد عيان ان اثنين من التفجيرات وقعا في سوق خضراوات مكتظ بنساء يتسوقن في منطقة الصدرية، قرب الوسط التجاري لبغداد. واضاف انه رأى كثيرا من القتلى والمصابين في المنطقة، في حين ارتفع دخان اسود كثيف. وقال الشاهد، الذي طلب عدم كشف هويته «هز الانفجار الاول المنطقة ووقعت قطعة كبيرة من الشظايا بالقرب مني. رأيت اناسا يحملون جثثا واخرين مذهولين يهرولون في كل الاتجاهات».

وقال شهود عيان أمس، ان صاروخا سقط على منزل في احد احياء منطقة حي العدل غرب بغداد، عندما كان مؤتمر اهل العراق، الذي يرأسه الدليمي يعقد اجتماعا مع اهالي المنطقة في مسجد مالك بن انس، القريب من مكان الحادث، لمناقشة الواقع الامني للمدينة، وكان يحضر الاجتماع عدد من اهالي المدينة من الشيعة والسنة».

وقال بيان لمؤتمر اهل العراق، الذي يتزعمه الدليمي، ان «سبع قذائف هاون.. استهدفت اجتماعاً دعا اليه المؤتمر العام لاهل العراق لاهالي حي العدل من السنة والشيعة في جامع مالك بن أنس لمناقشة الاوضاع الامنية والسبل الكفيلة بحماية أهل المنطقة ومنع بودار التهجير في المنطقة». واضاف البيان ان القذائف سقطت «في المنطقة المحيطة بالجامع، حيث سقطت قذيفتا هاون على روضة الاطفال المجاورة للجامع، كما سقطت قذيفة هاون في المدرسة الابتدائية القريبة من الجامع، مما أدى الى اصابة العديد من المواطنين الابرياء». وقال البيان ان «القذائف التي سقطت في المكان والتي امكن جمع عدد من بقاياها كان مكتوب عليها تاريخ الصنع وهو 2006». من جهة ثانية اعلنت مصادر امنية عراقية امس مقتل 15 شخصا، بينهم خمسة من عناصر الجيش، في هجمات متفرقة في البلاد، في حين لقي 18 شخصا حتفهم في حادث مروري جنوب شرق بغداد. واعتقلت قوة مشتركة من الجيشين العراقي والاميركي 35 مشتبها فيه في بعقوبة، بينهم مصريان. وقال مصدر امني عراقي ان «مسحلين يستقلون سيارتين اطلقوا النار على دورية للشرطة كانت امام مستشفى اليرموك (غرب بغداد)، ما اسفر عن مقتل احد العناصر واصابة اثنين». واشار الى ان «مسلحين اطلقوا النار على النقيب في الشرطة حيدر موسى علوان، الذي يعمل في وزارة الداخلية، بينما كان في منطقة بغداد الجديدة (شرق) فاردوه قبل ان يلوذوا بالفرار». وفي الدجيل شمال بغداد، اعلن مصدر في الشرطة «مقتل خمسة من افراد الجيش العراقي كانوا يرتدون ثيابا مدنية، بينما كانوا في طريقهم الى قاعدة التاجي شمال بغداد».

وقال المصدر ان «مسحلين مجهولين نصبوا مكمنا واطلقوا النار من اسلحة خفيفة على الخمسة، وهم من سكان بلد، ما اسفر عن مقتلهم». وفي اليوسفية جنوب بغداد، اوضحت المصادر ان «شرطيا قتل بانفجار عبوة ناسفة على الطريق الدولي استهدفت دورية لجهاز حماية المنشآت، كما اصيب ستة اخرون في الحادث».

وفي بعقوبة شمال شرق بغداد، اعلنت الشرطة ان «مسحلين اطلقوا النار على سيارة تقل ستة اشخاص، كانت ضمن موكب تشييع في طريقهم من الخالص الى النجف، فقتل اثنان منهم». وقتل مسلحون شخصين وسط سوق الخالص.

من جهة ثانية، اعلن مصدر اعلامي عسكري عراقي ان «قوة مشتركة من الجيشين الاميركي والعراقي اعتقلت 35 مشتبها فيه خلال حملة دهم بدأت فجر امس وانتهت ظهرا في حي اليرموك (غرب) المدينة». واضاف المصدر «بين المعتقلين اثنان يحملان الجنسية المصرية»، مشيرا الى «تحرير احد المخطوفين اثناء العملية».

وفي السماوة، اكدت مصادر امنية مقتل فتى في الرابعة عشرة من العمر واصابة شخص اخر مسن بجروح، اثر اشتباكات بين ميليشيات وقوات الشرطة. واوضحت ان مسلحين هاجموا مباني حكومية مساء اول من امس وصباح امس بقذائف الهاون، فردت قوات الأمن على المهاجمين، ما اسفر عن مقتل الفتى واصابة المسن.

وفي الاسكندرية جنوب بغداد، اعلنت الشرطة مقتل شخص واصابة آخر اثر انفجار عبوة ناسفة وسط البلدة. كذلك، قتل شخص آخر بانفجار عبوة ناسفة على الخط السريع بالقرب من بلدة المسيب. وقالت الشرطة ان «القوات الاميركية قتلت مسلحا كان يضع عبوة ناسفة على الطريق السريع في المنطقة ذاتها».

من جهة ثانية ذكر مصدر في شرطة مدينة الكوت العراقية أن 18 شخصا لقوا حتفهم وأصيب ثمانية في حادث مروري وقع صباح امس ببلدة الوحدة جنوب شرق بغداد. وأوضح المصدر أن سائقا فقد السيطرة على شاحنته الكبيرة بسبب السرعة الزائدة أثناء القيادة ودخل موقفا للحافلات ودهس 26 شخصا من بينهم أطفال ونساء كانوا داخل الموقف في حي الوحدة صباح امس. وقال المصدر إن 18 شخصا فارقوا الحياة على الفور، فيما أصيب ثمانية آخرون، مشيرا إلى أن من بين الضحايا نساء وأطفالا.

وأضاف أن «عددا من الحافلات الصغيرة وسيارة أجرة دمرت جراء انحراف الشاحنة، التي ارتطمت بالسيارات التي كانت واقفة داخل موقف الحافلات». وأكد المصدر الامني أن سائق الشاحنة أصيب بجروح طفيفة جراء الحادث، وقد تم اعتقاله وسيتم التحقيق معه لمعرفة ما إذا كان الحادث عرضيا أو أنه حادث متعلق «بالارهاب».