تقرير للأمين العام للأمم المتحدة: وقف إطلاق النار ثبت والمشكلة التحليق الإسرائيلي

إسرائيل تربط بين وقف الطلعات وعودة الجنديين المخطوفين

TT

اعتبر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله اللبناني ثبت مشيرا الى ان قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونفيل) لم تسجل أية انتهاكات جدية لوقف الأعمال القتالية منذ بداية شهر سبتمبر (ايلول) الماضي سوى انتهاكات إسرائيلية شبه يومية للمجال الجوي اللبناني. وذكر أمين عام الأمم المتحدة كوفي انان في آخر تقرير له جاء على شكل رسالة حول تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 قبل مغادرة منصبه في نهاية هذا العام وجهها إلى المجلس قائلا «لقد ثبت وقف الأعمال القتالية وليس هناك أية أحداث أو مواجهة جدية».

وأفاد بأن اليونفيل لاحظت وقدمت تقارير حول انتهاك الطائرات الإسرائيلية بشكل شبه يومي للمجال الجوي اللبناني.

وبلغ عدد الطلعات الجوية الإسرائيلية للمجال الجوي اللبناني في الفترة الواقعة من بين نهاية شهر اكتوبر (تشرين الأول) وحتى يوم 16 من الشهر الماضي نوفمبر (تشرين الثاني) 14 طلعة جوية كل يوم. وبالرغم من احتجاج الحكومة اللبنانية على الانتهاكات الإسرائيلية لقرار مجلس الأمن ولسيادة لبنان غير أن الحكومة الإسرائيلية تعتقد كما ورد في رسالة انان «أن ما تقوم به لا يشكل انتهاكا بل جزء ضروري من الإجراءات الأمنية». وذكر أن وزارة الدفاع الإسرائيلية ربطت بين هذه الطلعات الجوية وعودة الجنديين الإسرائيليين الذين اختطفهما حزب الله في الصيف الماضي. ويسعى الجيش الإسرائيلي من خلال هذه الطلعات وبحسب رسالة الأمين العام إلى تأمين تنفيذ الحظر العسكري كما ورد في قرار مجلس الأمن 1701. وأكد انان في رسالته أن مثل هذه الغارات الجوية تتعارض مع القرار 1701 ومع بقية القرارات ذات الصلة قائلا إنها «تؤثر على مصداقية قوات اليونفيل وقوات الجيش اللبناني وعلى جهود استقرار الوضع وعلى جهود بناء الثقة بشكل عام». وذكر انان ان القوات الإسرائيلية تواصل الانسحاب من الجنوب اللبناني وما زالت تتخذ مواقع في قرية الفجر. وبين أن اليونفيل تواصل العمل مع القوات الإسرائيلية وقوات الجيش اللبناني لوضع اللمسات الأخيرة على سحب القوات الإسرائيلية من جميع الأراضي اللبنانية. وأفاد انان في رسالته أن قوات الجيش اللبناني وقوات اليونفيل قد اتخذت خطوات ملموسة لتثبيت مواقعها في المنطقة الواقعة ما بين الخط الأزرق ونهر الليطاني وقال«إن المنطقة قد أصبحت خالية من المسلحين ومن الذخيرة والأسلحة ما عدا التابعة للحكومة اللبنانية ولليونفيل».

وسجل الأمين بعض الحوادث الطفيفة في تلك المنطقة منها مواجهة حدثت بين أثنين من مقاتلي حزب الله مع فريق للألغام تابع للأمم المتحدة واعتقال ثلاثة من المشتبه فيهم غداة الحادث. وسجلت قوة الأمم المتحدة 13 حادثا مرتبطا بوجود أسلحة غير مسموح بها في المنطقة العازلة وأهم هذه الحوادث اكتشاف 17 صاروخ كاتيوشيا مع بضع متفجرات إضافة إلى وجود سبعة صواريخ وثلاث من قاذفات الصواريخ وكمية كبيرة من الذخيرة الحية. وقد بادر الجيش اللبناني الى مصادرة هذه الأسلحة وتدمير بعضها بحسب تقرير الامين العام. وذكر الأمين العام أن السلطات اللبنانية اتخذت مجموعة من الإجراءات لتأمين الحدود خصوصا الحدود مع سورية ومع ذلك لا تزال الامم المتحدة تتلقى تقارير عن عمليات تهريب غير شرعية للسلاح عبر الحدود السورية اللبنانية ولكن «الأمم المتحدة لم تتمكن من التحقق من صحة هذه التقارير». وقد تأكدت الأمم المتحدة من قيام السلطات اللبنانية بنشر حوالي 8 آلاف من قوات الجيش اللبناني على الحدود السورية اللبنانية. وأبلغ انان مجلس الأمن بأن قوام قوات الأمم المتحدة التابعة لليونفيل حتى كتابة رسالته قد بلغت 10 آلاف و480 فردا ومن مختلف الرتب العسكرية وتوقع أن يبلغ قوام القوات في هذا الشهر حدود 11 ألفا و500 فرد. ويذكر أن مجلس الأمن قد أذن في قراره 1701 نشر قوات يبلغ عددها 15 ألف فرد. وجدد كوفي انان الدعوة إلى إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين بدون شروط مع التأكيد على حل أزمة الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل وذكر أن الأمم المتحدة تبذل جهودا مكثفة مع جميع الأطراف بغية إيجاد حل لهذه المشكلة. وفي ختام رسالته من ثماني صفحات أبلغ أعضاء مجلس الأمن تعيينه لخبير رفيع المستوى في رسم الخرائط لاستئناف مراجعة المواد والخرائط من أجل الوصول إلى تحديد وضع الأراضي المتنازع عليها في منطقة مزارع شبعا. وقال انان أنه يدرس بحذر اقتراح الحكومة اللبنانية بوضع مزارع شبعا تحت رعاية الأمم المتحدة حتى يتم الرسم النهائي للحدود الدولية للبنان.