مبارك يحذر من تدمير لبنان وتحويله إلى ساحة للصراعات الدولية

دعم دولي لحكومة السنيورة «الدستورية» وموسى اليوم في بيروت

TT

حصلت حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة المحاصرة بتظاهرات تطالب بسقوطها، على دعم دولي وعربي واسع، إذ حذر الرئيس المصري حسني مبارك من تدمير لبنان وتحويله الى ساحة للصراعات الدولية في حال استمرار تظاهرات المعارضة. في حين قدمت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت التي تزور لبنان دعم بلادها لحكومة السنيورة «الدستورية». وأعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى انه يزور لبنان اليوم في مسعى لإيجاد مخرج للأزمة. وقد حذر الرئيس المصري حسني مبارك من «معركة قاتلة يتم فيها تدمير لبنان» اذا ما استمرت التظاهرات المناهضة للحكومة في الشارع داعيا قيادات لبنان إلى «إعمال العقل والحكمة والسعي لحل المشكلات عن طريق الحوار دون أن يفرض أي طرف رأيه على الطرف الآخر».

وشدد مبارك في تصريحات عقب لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، على ضرورة عدم تدخل أي أطراف خارجية في الشأن اللبناني، معرباً عن خشيته من تدويل الأزمة الحالية مما يلحق أضراراً كبيرة بلبنان، معتبرا ان «القضية كانت تحتاج إلى حكمة في التعامل مع الخلافات الداخلية».

وقال الرئيس المصري: «إن ما أخشاه، إذا استمرت المسيرات واتخذت شكلاً طائفياً، أن ينضم إليها أنصار لهذه الطوائف من خارج لبنان، وإذا دخل الكثيرون مرة ثانية من الخارج فأعتقد أنها ستكون معركة قاتلة وسيتم تدمير لبنان، ولن يستطيع أحد وقتها التحكم فيها، خصوصا لو استمرت فترة طويلة، وستكون النتيجة تحول لبنان إلى ساحة للقتال، مما يعرضه للخطر».

وشدد على ان التظاهرات «قد تؤدي إلى شجار وتدمير وهذا خطر جدا» قائلا ان «لبنان لن يتحمل هذا الامر وستكون النتيجة ساحة للقتال والخراب والنهب والدمار وسوف يضيع لبنان».

وحول اتهام إيران وسورية بالتدخل في تدبير ما يحدث في لبنان، قال مبارك «أنا أسمع هذا الكلام.. أنا أتكلم عن التشكيلات الطائفية الموجودة في لبنان وستكون مشكلة وأخشى من تدويل هذه القضية».

وعن الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ورسالته إلى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، قال مبارك: «إننا نحاول قدر المستطاع أن نتشاور مع الأطراف ذات التأثير في الجانب اللبناني كما أن اتصالاتي مستمرة مع الدول العربية المعنية بقضية لبنان الذي يهمنا كلنا كأمة عربية».

وقال الرئيس المصري إنه طلب من بري التحلي بالمرونة وحل المسألة دون اللجوء إلى التظاهرات التي تزيد من صعوبة الموقف.

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي «إننا متفقون في الرأي على ضرورة حل المشكلة في لبنان وفقا للقرارات الدولية واحترام الدستور اللبناني» مؤكدا أن «مصر وروسيا ستعملان من أجل عودة الاوضاع إلى طبيعتها في لبنان وتجنب نشوب حرب أهلية»، حسب ما نقلت وكالة الانباء الألمانية.

ومن جانبها، أكدت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت دعم بلادها لحكومة السنيورة وأثنت على «شجاعة الحكومة اللبنانية التي أعطتها الانتخابات سلطة دستورية وثباتها أمام المشاكل الكبيرة التي تواجهها».

وقال بيكيت في مؤتمر صحافي بعد زيارتها السنيورة في السرايا الحكومي «أجرينا محادثات بناءة، وقد جئت الى هنا لكي أقدم الدعم لشعب لبنان وحكومته اللذين يواجهان هذه الصعاب، وايضا لكي انظر عن كثب الى الخطوات العملية التي حصلت من جراء قرارات الحكومة البريطانية وايضا تقديم المساعدة لحل بعض المشاكل.

وبحثنا في ما يمكننا القيام به للمساعدة في التغلب على المسائل التي تتعلق بالتطبيق الكامل لكل اوجه القرار 1701 لكي يتمكن لبنان من العودة ليكون دولة ديمقراطية مستقلة».

وردا على سؤال حول التحركات الشعبية في الشارع ، قالت: «إن المتظاهرين لديهم اسبابهم للتظاهر وان زيارتي كانت مقررة من ذي قبل. وكنت أود ان تكون الفرصة لكي اظهر الدعم للحكومة اللبنانية، وان هذه الحكومة انتخبها الشعب اللبناني وانها حكومة لديها السلطة الدستورية التي تعطيها اليها الانتخابات، لذلك اعتقد ان الاسرة الدولية تدعم الحكومة الدستورية وهذا الامر جيد وليس بسيئ».

وعن استمرار الحكومة، قالت: «انه من الخطير ان اعطي تكهنات، من البديهي ان الحكومة تواجه بعض الصعاب والحكومة اظهرت شجاعة قوية وثباتا في وجه مشاكل كبيرة، وليس هناك تبريرات لهؤلاء الذين يحاولون حل مشاكلهم عن طريق الاغتيالات».

وإثر زيارتها رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ان «المحادثات كانت مفيدة للغاية وقد تحدثتنا في التطورات الاخيرة والصعاب والمشاكل التي يواجهها لبنان، واعتقد ان من المهم الان ان يبذل الجميع كل طاقاتهم، وهذا ما عبرت عنه الحكومة البرطانية للرئيس بري بان تبذل كل الطاقات لاعادة اعمار لبنان ولمستقبل أفضل مزدهر».

وأعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في بيان اصدره امس انه سيتوجه اليوم الى بيروت «للقاء المسؤولين اللبنانيين».

وأكد موسى في البيان ان «لبنان يمر بمرحلة دقيقة جدا تستدعي المتابعة النشطة من قبل الجامعة العربية» وانه «سيلتقي بعدد من القيادات اللبنانية للتشاور»، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

واضاف ان «المهم الآن هو حماية الوحدة الوطنية اللبنانية وتحقيق الوفاق الوطني اللبناني الذي كان الدرع الحامي للبنان».