تظاهرات في طرابلس وصيدا تأييدا للحكومة والأعلام تزين الشرفات

مصادمات في أحياء بيروت السنية مع متظاهرين حاولوا دخولها

TT

بلغ الاحتقان الطائفي اشده في منطقة الطريق الجديدة البيروتية ذات الغالبية السنية، وتمثل في مشاهد تحطيم للدراجات النارية وصدامات بين اهل المنطقة ومتظاهرين لاسيما خلال الليل، في حين انتشرت الاعلام الوطنية على شرفات المنازل استجابة لطلب رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.

وقد عبر اهل المنطقة عن امتعاضهم من الوضع السائد الا ان معظمهم نفى تخوفه مما قد يحدث على اعتبار ان اهل المنطقة «ابطال لا يهابون شيئاً».

وقد عبر جهاد الذي رفض ذكر اسمه كاملا عن غضبه مما يحصل قائلا: «الناس تريد الحقيقة، وهم يتجنون على الحكومة التي كانت مقاومة عندما كان لهم مصلحة فيها وعندما اخذوا غايتهم منها اصبحت عميلة ومرتهنة لاسرائيل واميركا». وتساءل لماذا يدخل المتظاهرون من «الطرف الآخر» منطقتهم، مؤكداً ان الفريق الاخر لا يتجرأ على دخول الضاحية وجوارها.

ووفقاً لشاب آخر من اهل المنطقة فإن قدوم مجموعات من المعارضة الى المنطقة استفزاز بحد ذاته يستأهل الضرب راويا دخول سيارة رينو ميغان فيها سيدتان ورجل الى المنطقة نال ركابها نصيبهم من الضرب لولا تدخل بعض العقلاء من اهلها الذين فضوا المشكلة. وتحجج الشاب الذي رفض الافصاح عن اسمه ايضاً بالقول: «لو علقنا صورة الحريري ودخلنا الى الضاحية سنخرج من دون عجلات، هذا اذا خرجنا اصلا. فلماذا يدخلون منطقتنا ويبدأون شتمنا وشتم سعد الدين الحريري وفؤاد السنيورة».

واللافت ان الناس يؤكدون محاولاتهم للاستعداد لاي «هجوم» قد يصيب منطقتهم في هذه الفترة لانهم رجعوا بذاكرتهم الى احداث 1982 ـ 1983 عندما دخل الشيعة منطقتهم ونالهم من الاذى ما نالهم، كما يقولون. الا ان المؤسف وكما قالت منى ابنة المنطقة دخول «فان» الى منطقة الدنا عليه صور واعلام حزب الله بدأ ركابه بسب الحريري، وعندما حاول شباب المنطقة تمزيق علمه حصلت مشكلة كبيرة، وصدم 3 او 4 شبان ادخلوا المستشفى خلال محاولته الهرب، الا ان اهل المنطقة لحقوه وكسروا «الفان» في رد فعل غاضب.

ويقول ابو محمد ان اهالي الحي يتخوفون من وجود طابور خامس في صفوفهم: «لقد شاهدنا بالامس السوريين من الحسكة قادمين للمشاركة في المظاهرة هذا عدا عن القلق السائد من احتمال مراقبة خطوط الهاتف». والملاحظ هو عدم قدرة الناس على الصبر او الهدوء، فالكل جالس على جمر وينتظر ما الذي سيحدث وان كان العقلاء منهم ينفون امكان حصول مشكلات كبيرة ذات اهمية خاصة بوجود الجيش الذي طوق بالامس خلافاً حصل بين افراد مظاهرة عفوية مؤيدة للحريري واعضاء في الحزب القومي السوري الذين تبادلوا التراشق بالحجارة مع المتظاهرين من شرفة مكتب الحزب.

اما الناس فيبدو انهم يفكرون جدياً في تظاهرة سلمية، ضمن حدود منطقتهم تعبر عن تأييدهم للحكومة والحريري، لكنها لن تصل الى وسط البلد حيث يحتشد المعارضون وان كانوا لم ينفوا استعدادهم لمحاصرة عين التينة والقصر الجمهوري اذا استمر التطاول على حكومة السنيورة.

ويبدو ان عدوى الاحتقان انتقلت الى الشمال لاسيما في المناطق ذات الغالبية السنية التي ارتفعت نسبة التوتر فيها ليلا بعد تواتر الانباء عن نية المعتصمين تطويق السراي الحكومي. وما ان اطل رئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري عبر محطة «الحرة» وتلفزيون «المستقبل» في مقابلة مباشرة حتى انهمر الرصاص بغزارة في مناطق عدة من احياء مدينة طرابلس الشمالية لمدة ساعتين وسيرت مظاهرات سيارة تأييداً للحكومة، الامر الذي انعكس تخوفاً لدى السكان خاصة في المناطق ذات الغالبية العلوية ما استوجب تدخلا من القوى الامنية.

وفي صيدا، جابت الليلة الماضية مسيرات سيارة تأييداً للحكومة و«تيار المستقبل» رفع المتظاهرون خلالها الاعلام اللبنانية وصور رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري.

وقد تكرر هذا المشهد في زحلة (البقاع) حيث جاب شوارع المنطقة مناصرو قوى 14 اذار رافعين الاعلام اللبنانية ورايات حزب الكتائب، في الوقت الذي عززت فيه القوى الامنية دورياتها وحواجزها الثابتة والمتنقلة هند النقاط الرئيسية في منطقة البقاع الاوسط.

كما واصل انصار «تيار المستقبل» وقوى 14 اذار في عكار لليوم الثاني على التوالي حملتهم التضامنية مع الحكومة اللبنانية، عبر مسيرات سيارات جابت الطرق الرئيسية وترجلوا في ساحات البلدات المختلفة وعقد حلقات الدبكة والقاء الكلمات وترداد الهتافات.