دبلوماسيون إسرائيليون سابقون يدعون اليهود الأميركيين لوقف الحملات ضد خليفة رامسفيلد

TT

حذر دبلوماسيون اسرائيليون سابقون يهود الولايات المتحدة من مغبة الحملة التحريضية على وزير الدفاع الأميركي القادم، روبرت غيتس، باتهامه انه معادٍ لاسرائيل، فقالوا انهم من خلال العمل معه في عدة مناصب شغلها في الماضي أثبت انه ودود جدا لاسرائيل. والتحريض عليه قد يدفعه الى مواقع عدائية.

وكانت أوساط اسرائيلية قد اشارت الى ان تاريخ غيتس الذي سيحل محل دونالد رامسفيلد مليء بالأحداث العدائية لاسرائيل، وانه أحد الذين اتهموا اسرائيل بالمسؤولية عن فضيحة بيع الأسلحة الى ايران في العقد الماضي، وأحد الذين تسببوا في الأزمة عدة مرات بين اسرائيل والولايات المتحدة عندما اكتشف بيع اسرائيل لأسرار عسكرية الى الصين عندما قامت بتحديث طائرات روسية قديمة في حوزتها من دون أن تبلغ واشنطن. لكن دافيد أربل، المسؤول السابق في «الموساد» (جهاز المخابرات الاسرائيلية الخارجي)، يقول انه من خلال عمله الطويل لعدة سنوات مع غيتس عرف فيه سياسيا محنكا وقائدا محنكا وواقعيا، فهو «أميركي وطني يضع مصلحة الولايات المتحدة فوق أي اعتبار، فإذا تلاقت مع مصلحة اسرائيل تجده صديقا ودودا، وإذا اصطدمت المصلحتان، تجده مختلفا، ليس معاديا، بل ودود واقعي لا يتردد في توجيه الانتقاد لأحد».

وقال موشيه أراد، سفير اسرائيل في واشنطن في فترة الرئيس جورج بوش الأب (1987-1990)، عندما كان غيتس نائبا لمستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، انه عمل معه سنتين فوجد فيه صديقا حميما ومتفهما لمشاكل الأمن الاسرائيلية. ووجده عنوانا للسفارة في كل شيء. وقال زلمان شوفال، سفير اسرائيل في واشنطن في زمن حكم نتنياهو (1996 -2000)، انه لا يذكر وجود اشكالات خاصة مع غيتس.

وسئل في الموضوع أيضا دوف زكايم، النائب السابق لوزير الدفاع الأميركي، وهو يهودي أيضا، فقال: ان غيتس هو رجل سياسة براغماتي لا يتمسك بالآيديولوجيا ويضع على رأس اهتمامه مصالح الولايات المتحدة. ولكن فيما يتعلق بإسرائيل، فإنه من اصدق اصدقائها في صفوف القادة الأميركيين. ومن الخطأ وضعه في خانة الأعداء. فهو من العاملين في أروقة المطبخ السياسي الأميركي منذ فترة حكم رونالد ريغان، أكثر الرؤساء الاميركيين تأييدا لاسرائيل. وكان دبلوماسيون اسرائيليون قد أعربوا عن مخاوفهم من أن تنقلب الادارة الأميركية على اسرائيل في السنتين القادمتين المتبقيتين من حكم بوش، بسبب الموظفين والمسؤولين الجدد في البيت الأبيض، الذين كانوا قد خدموا في زمن الرئيس جورج بوش الأب، أي عندما اصطدم بوش الأب مع رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل، اسحق شمير. وقال: هناك عشرات الموظفين والمسؤولين الذين لجأ اليهم بوش الإبن، وهم من معارف والده السابقين، وقد أثبتوا جميعا أنهم أصدقاء لاسرائيل. من أبرزهم: نائب الرئيس ديك تشيني، الذي كان في زمن والده وزيرا للدفاع، ووزير الخارجية السابق، كولن باول، الذي خدم لدى بوش الأب في وظيفة قائد أركان الجيش، وبول فولبوبتش، نائب وزير الدفاع الذي خدم في الماضي أيضا بنفس الوظيفة، ووزيرة الخارجية الحالية، كوندوليزا رايس، التي خدمت يومها مستشارة في مكتب الرئيس لشؤون روسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق، وستيف هادلي، الذي خدم في حينه مساعدا لوزير الدفاع، فانتخب الآن مستشارا للأمن القومي في الولايات المتحدة.