صفية السهيل: المرأة العراقية هي الأصلح لتبني مشروع المصالحة

اعترفت لـ«الشرق الأوسط» بمسؤولية البرلمان والحكومة ودول الجوار في الأزمة العراقية

TT

اعترفت صفية السهيل،عضو مجلس النواب (البرلمان) العراقي عن القائمة العراقية، التي يترأسها الدكتور اياد علاوي، بأن ما يحدث في العراق «هو مسؤوليتنا جميعا، كبرلمان وحكومة ودول اقليمية والتدخلات الدولية في الشأن العراقي»، مشيرة الى ان «مشكلة العراق مركبة، فهي مشكلة داخلية وخارجية، ويجب ان نتمتع بإرادة قوية لحلها وبدعم من دول الجوار، بألا تتدخل في الشأن العراقي وكذلك التدخل الدولي».

وأكدت السهيل «اهمية بناء قوات أمنية قوية يكون ولاؤها للوطن والمؤسسة العسكرية، لا لاحزاب وشخصيات سياسية»، مشددة على ان«الميليشيات والجماعات المسلحة من مختلف الاتجاهات تغلغلت في اجهزة الدولة، هذه هي الحقيقة المرة، وهي بحاجة الى مواجهة حقيقية لاستعادة سيطرة الدولة على الوضع العراقي».

وقالت السهيل لـ«الشرق الاوسط»، في حديث عبر الهاتف من مكتبها في بغداد أمس، ان «القاء اللوم حول ما يحدث في العراق على السياسيين العراقيين فقط مسألة غير عادلة، فالبرلمان والحكومة ودول الجوار والتدخل الدولي كله مسؤول عما يحدث في العراق، والاخفاق الذي نعاني منه تتحمل مسؤوليته بعض دول الجوار ودول غربية لها مصالحها الخاصة في البلد، ويجب ان ترفع هذه الدول يدها عن بلدنا».

واوضحت عضو البرلمان العراقي، ان ما يعيشه العراق «من عنف كبير سببه صراع سياسي طائفي لا علاقة للمجتمع فيه، وهناك من يتغذى اليوم سياسيا على المشروع الطائفي، والعراق بحاجة الى حكومة قوية وعادلة تعمل على تأسيس دولة القانون وتحاسب المسيء مهما كان هذا المسيء، وتحسم ملف الجماعات المسلحة وان تبقي السلاح محصورا بيد الدولة».

واضافت قائلة ان «العراق بحاجة ايضا اليوم الى رئيس حكومة قادر على اتخاذ القرارات وتفعيلها، فانا لا اتحدث بلغة طائفية ذلك ان مشروعنا في القائمة العراقية هو مشروع وطني بعيد عن الطائفية، من هذا المنطلق ادعو الى تفعيل ودعم الحكومة لتنفيذ قراراتها، فهناك مناطق في بغداد، الحكومة غير قادرة على دخولها». واكدت السهيل انها ليست «مع حكومة وحدة وطنية، فانا إما أؤمن ببرنامج الحكومة واعمل على تنفيذ هذا البرنامج، او اخرج من الحكومة واكون مع المعارضة، التي تراقب الحكومة وتعمل على تصحيح خطواتها، علينا ان نحاسب انفسنا وإلا ليس من المعقول ان اكون مع الحكومة من جانب ومن الجانب الاخر انا ضدها واعمل على اسقاطها، فاذا لم ننسجم مع برنامجها لماذا شاركنا فيها، وعلى من شارك فيها تنفيذ برنامجها خدمة للمواطن العراقي وليس خدمة لجهة معينة».

وأقرت عضو البرلمان العراقي بان«اعضاء البرلمان لا يسمون الامور بمسمياتها والكل واقع بين المطرقة والسندان، واذا سمينا ما يجري باسمائه الحقيقية فسوف نساهم بصب الزيت على نار الاقتتال».

واعترفت السهيل بان«مجلس النواب العراقي يعمل وفق منطق الفعل ورد الفعل، أي اننا لا نعمل وفق برنامج او خطة واضحة ومحددة». وطالبت السهيل بموقع سياسي اعلى للمرأة العراقية، وقالت «انها خير من يعمل لانجاح المصالحة الوطنية، وهي خير رسول للسلام، لكننا لا نجد أية امرأة في الرئاسات الثلاث ولا في المجلس السياسي للامن الوطني»، مشيرة الى ان «المرأة العراقية مظلومة وهي اكثر من تحملت وما تزال من المشاكل والازمات بسبب الوضع الامني السيئ ويجب ان تكون المرأة في اعلى سلم السلطة السياسية، وان تشارك في بناء القوات الامنية والقوات المسلحة»، مشيرة الى ان «العراق عبارة عن بيت كبير ويجب ان تساهم المرأة بقدر كبير في ادارته ولم شمل عائلته والعراقية هي الاقدر على ذلك».