السعودية: اعتقال 136 شخصا من أصحاب الفكر الضال في عمليات استباقية

اللواء التركي لـ«الشرق الأوسط»: الخلايا الإرهابية كانت تهدف إلى إحياء العمل الإرهابي داخل البلاد

TT

نجحت سلطات الأمن في السعودية من إلقاء القبض على 136 شخصا في عمليات استباقية متزامنة في عدد من المناطق، وضبط اسلحة وأموال بعملات مختلفة ووثائق ووسائل اتصال واجهزة حواسيب ووسائط الكترونية تفصح عن الفكر الذي يحمله هؤلاء وتكشف عن اهدافهم الاجرامية.

وفي بيان رسمي لوزارة الداخلية، صرح مصدر مسؤول بأن قوات الامن تمكنت من رصد ومتابعة العديد من التحركات المشبوهة للمتأثرين بالفكر الضال الذي جعلوا من أنفسهم أدوات في أيدي الغير للإساءة الى دينهم ومجتمعهم ووطنهم، واتخذوا من تكفير المسلمين وسيلة لاستباحة الدماء والاموال وعملوا على تأجيج الفتنة والتغرير بحدثاء الاسنان وتجنيدهم للخروج للمناطق المضطربة، إضافة الى التستر على المطلوبين وتمويل عملياتهم التي تستهدف الوطن في أمنه ومقدراته وقوت أبنائه.

وتابع البيان، من خلال المتابعة التي استهدفت الاحاطة بتفاصيل هذه التحركات والتحقق من كل من طالته الشبهة تبين ارتباط هؤلاء المتورطين بعناصر خارجية استغلت حركة الزوار والمعتمرين لتهريب الاشخاص بهدف تدريبهم في الخارج واعادتهم للعمل داخل الوطن تحقيقا لاحلامهم المريضة في خلق بيئة مضطربة فيه.. وعلى ضوء ذلك تم اتخاذ الاتي:

اولا: بتاريخ 12 سبتمبر (أيلول) 2006، وبعد متابعة أمنية تم القبض في عملية استباقية بمدينة الرياض على واحد وثلاثين شخصا، منهم أربعة مقيمين والبقية سعوديون، وذلك بعد أن تبين أنهم شكلوا خلية ارتبطت تنظيميا بما كان يخطط له سبعة من المنتمين للفئة الضالة، تم التعامل معهم بمدينة الرياض يوم الجمعة 23 يونيو (حزيران) 2006، وأعلن عن ذلك في حينه وقد اتضح ان هذه الخلية على وشك التحرك بعد أن اصدروا الفتاوى التي تبيح لهم خطف الأبرياء والمساومة عليهم وقتلهم والسطو على التجار والبنوك كما أباحوا ارتكاب المحرمات إمعانا في إخفاء نواياهم وأهدافهم. كما كان من بينهم من كتب وصيته على أن تعلن بعد تنفيذه لعمل انتحاري يستهدف الابرياء الآمنين ومقدرات الوطن وقد نص فيها على اعتناق الفكر التكفيري كما ضمنت رسائل الى الوالدين وآخرين يبرر فيها هلاكه منتحرا والعياذ بالله.

ثانيا: في عملية أمنية بدأت بتاريخ 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2006، تم القبض على ستة سعوديين في منطقة الجوف شكلوا خلية دأبت على استخدام عوائلهم في التستر على مطلوبين وتهريبهم الى الخارج مرتبطين بوسطاء هناك لتسهيل مآربهم.

ثالثا: في عملية أمنية بدأت بتاريخ 11 أكتوبر (تشرين الأول) 2006، تم القبض على خمسة أشخاص من جنسيات مختلفة من بينهم سعودي واحد كانوا على ارتباط فكري وتنظيمي بمطلوب قاموا بإيوائه والتستر عليه قبل ان يلقى ذلك المطلوب مصرعه في عملية أمنية بحي المباركية في مدينة الدمام بتاريخ 4 سبتمبر (أيلول) 2005، اعلن عنها في حينه.

رابعا: في عملية أمنية بدأت بتاريخ 14 أكتوبر (تشرين الأول) 2006، تم القبض على ستة عشر عنصرا من بينهم مقيمان والبقية سعوديون ممن يعتنقون الفكر الضال، وذلك في عدة مناطق شملت مكة المكرمة والرياض وجازان والجوف، حيث كانوا على ارتباط بوسطاء بالخارج لتأهيل وتدريب الافراد ثم تأمين عودتهم للعمل في الداخل.

خامسا: بتاريخ 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2006، قامت قوات الامن بعمليات متزامنة في مناطق الرياض والشرقية والقصيم وحائل اسفرت عن القبض على أربعة واربعين عنصرا جميعهم سعوديو الجنسية، حيث شكلوا تنظيما يعتنق اعضاؤه الفكر التكفيري وقد عملوا على نشره والترويج له وتمجيد الفئة الضالة اذ كان لبعضهم ارتباط بعناصرها الاجرامية كما قاموا بتأسيس ما اسموه لجان مالية وشرعية واعلامية لتنفيذ مخططاتهم في داخل الوطن اضافة الى التحريض على سفر الافراد للمناطق المضطربة وتيسيره لهم.

سادسا: وفي عملية امنية بدأت بتاريخ 27 أكتوبر (تشرين الأول) 2006، بمنطقة حائل تم القاء القبض على خلية مكونة من اربعة عشر عنصرا من بينهم مقيم واحد والبقية سعوديون عملوا على نشر الفكر التكفيري والترويج له من خلال الوسائط الالكترونية وغيرها، إضافة الى تمويل انشطة تخدم التوجهات الضالة. سابعا: وفي عملية بدأت بتاريخ 30 أكتوبر (تشرين الأول) 2006، تم القبض في منطقة القصيم على خلية مكونة من ثمانية اشخاص سعوديين يعتنقون الفكر الضال ويحرضون على تسهيل سفر الافراد للمناطق المضطربة بطريقة غير مشروعة اضافة لارتباطهم بعناصر مطلوبة.

ثامنا: في عملية أمنية بدأت بتاريخ 30 أكتوبر (تشرين الأول) 2006، تمكنت قوات الامن من القاء القبض في المدينة المنورة على خلية مكونة من اثني عشر عنصرا اثنان منهم سعوديان والبقية مقيمون من جنسيات مختلفة حيث كانوا على تواصل مع عناصر خارجية تسعى لجمع الاموال وتجنيد الافراد وترحيلهم الى اماكن الفتن للتدريب والتهيؤ للاعمال الاجرامية.

ومن خلال تنفيذ هذه العمليات الامنية تم ضبط اسلحة وأموال بعملات مختلفة ووثائق ووسائل اتصال واجهزة حواسيب ووسائط الكترونية تفصح عن الفكر الذي يحمله هؤلاء وتكشف عن اهدافهم الاجرامية كما توصلت التحقيقات الجارية الى معلومات عن اشخاص اخرين لهم علاقة بما تقدم ذكره ولاهمية معرفة حقيقة موقف هؤلاء الاشخاص فقد اشعر ذووهم بالايعاز لهم بمراجعة اقرب جهة امنية او مراجعة اقرب ممثلية لخادم الحرمين الشريفين لمن هو متواجد في الخارج لايضاح موقفهم والا فسوف يعتبرون من ضمن المطلوبين امنيا الذين سيعلن عنهم وتطبق بحقهم الاجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات.

من جهته، ذكر لـ«الشرق الأوسط» اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي لوزارة الدالخية السعودية، أن هذه الخلايا كانت تهدف إلى إعادة إحياء العمل الإرهابي داخل البلاد، بعد أن تمكنت السلطات الأمنية من تحجيمه والقضاء عليه، وذلك عبر عدد من القيادات الأجنبية التي سقطت في قبضة الأمن السعودي. وأكد التركي أن وزارة الداخلية ستعمل على الإعلان عن أسماء الأشخاص الذين أثبتت التحقيقات الأمنية أنهم على علاقة بعدد ممن ألقي القبض عليهم في تلك العمليات، في حال لم يستجيبوا للنداء التي أطلقته وزارة الداخلية عبر هذا البيان، والتي دعت فيه عائلاتهم إلى الإيعاز لأبنائها بمراجعة اقرب جهة امنية او مراجعة اقرب ممثلية لخادم الحرمين الشريفين لمن هو متواجد في الخارج لايضاح موقفه. وأوضح التركي أن عمليات الخطف التي كانت تعتزم تلك الخلايا الإرهابية تنفيذها، ليست مقصورة على شريحة معينة، بل كانت تشمل شرائح واسعة من مجتمع بلاده. وعن جنسيات من قالت وزارة الداخلية إنهم قياديون في تلك الخلايا، اكتفى التركي بتأكيده أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، فيما لفت إلى أن العناصر الخارجية التي أشار إليها البيان بأنها لها أحلام مريضة في خلق بيئة مضطربة داخل السعودية، هم على مستوى الأفراد، وليسوا على مستوى حكومات.