مخاوف الإشعاعات تأخر طائرة في موسكو.. ونفي تعرض سكاراميلا للتسمم

وثيقة تتهم مجموعة «شرف وكرامة» الاستخباراتية الروسية بقتل 5 بينهم ليتفينينكو

TT

أخرت أنباء عن اكتشاف مواد مشعة على متن طائرة فنلدية في مطار بموسكو، إقلاعها لفترة من الزمن امس، في وقت نفت السلطات الصحية في لندن، تعرض الايطالي ماريو سكاراميلا، الشخصية المحورية المهمة في قضية وفاة الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتيفينينكو بالتسمم، للتسمم هو الآخر.

فقد ذكر متحدث باسم شركة الطيران الفنلندية «فين ـ اير» انه عثر، خلال فحص أولي، على مواد اشعاعية على متن طائرة تابعة للشركة في مطار موسكو، لكن «في اطار النسبة المسموح بها». واضاف المتحدث تانيلي هاسينن انه تم فحص الطائرة من جديد، ولم يعثر الخبراء على نسبة اشعاعات اكثر من المسموح بها، وبالتالي سمح للطائرة التي كانت تقل 70 راكبا بالاقلاع باتجاه هلسنكي. وكانت التقارير قد ذكرت في وقت سابق امس ان الطائرة منعت من الاقلاع وجرى اخضاع الركاب للفحص.

وجاءت هذه الحادثة بعد أيام على العثور على مواد إشعاعية في طائرتين بريطانيتين على الاقل، في إطار التحقيق في وفاة الضابط السابق في الاستخبارات الروسية ليتفينينكو، مسموما بمادة (بولونيوم 210) في لندن. كما جاءت تزامنا مع خضوع الاكاديمي الايطالي ماريو سكاراميلا لتحاليل طبية في لندن بعد الاشتباه في وجود مواد اشعاعية في جسمه.

وأعلن متحدث باسم المستشفى الذي ادخل اليه سكاراميلا في لندن، ان هذا الاخير «في صحة جيدة» وان التحاليل الاولية تظهر ان «ليس هناك اي دليل على تسمم بالاشعاعات». وتدحض هذه التصريحات الطبية ما نشرته امس الصحافة البريطانية ومفاده ان حالة سكاراميلا الصحية في خطر وانه يقترب من الموت. فقد ذكرت صحيفة «ديلي ميرور» استنادا الى مصدر في الشرطة لم يكشف عن اسمه ان «الاطباء اعتبروا فرصه في البقاء على قيد الحياة شبه معدومة، ويتوقعون تفاقم حالته الصحية وانه سيموت». كما رأت صحيفة «الصن» ان سكاراميلا «مصاب بمرض خطير» في حين اعتبرت «ديلي ميل» ان حياته في خطر. وكان سكاراميلا قد نقل الى مستشفى يونيفرسيتي كوليدج، وينظر اليه كشخصية غامضة ومثيرة للجدل ويقدم نفسه على انه خبير في الشؤون الامنية ومستشار دولي. وقد التقى سكاراميلا، بليتفينينكو في مطعم ياباني في لندن في الاول من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهو نفس اليوم الذي شعر فيه الضابط الروسي السابق بالاعراض الأولى للتسمم.

كذلك، افادت تقارير بأن نتائج فحوص أجريت على مارينا، زوجة ليتفينينكو، فيما يتعلق بتعرضها للاشعاعات كانت إيجابية لكنها منخفضة المستوى. وانتهى الاطباء البريطانيون من تشريح جثة ليتفينينكو في مستشفى رويال لندن، فيما يتوقع ان تظهر نتائج التحاليل الهادفة للوقوف على سبب وفاته خلال ايام. وطبقا لصحيفة «الغارديان» البريطانية فإن جثة ليتفينينكو كانت تحتوي على قدر من «بولونيوم 210» من شأنه قتله 100 مرة وكان سيكلفه 20 مليون استرليني (39 مليون دولار) لحيازته. من ناحية اخرى، اعلنت شركة «ايزي جت» الجوية البريطانية المنخفضة الاسعار امس ان سكاراميلا استقل رحلتها بين نابولي بايطاليا، ومطار ستانستد بلندن، في 31 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، وانه عاد ادراجه في الثالث من نوفمبر على متن رحلة اخرى لنفس الشركة. وقال الناطق ان الشركة الجوية على اتصال بالسلطات المعنية وستتعاون كليا.

بدورها، قالت شركة الخطوط الجوية البريطانية (بريتش ايرويز) ان طائراتها الثلاث التي كانت محل فحص فيما يتعلق في وفاة ليتفينينكو، تلقت الضوء الاخضر لمواصلة رحلاتها. وكانت اثار اشعاعات قليلة قد عثرت على متن طائرتين بريطانيتين، تنقلتا بين لندن وموسكو، منذ تسمم ليتفينينكو.

من جهة اخرى، كشفت الصحف البريطانية تفاصيل المعلومات التي سلمها سكاراميلا الى ليتفينينكو في المطعم الياباني. فقد كتبت صحيفة «ديلي تلغراف» ان الوثيقة التي سلمت الى ليتفينينكو تتهم اجهزة الاستخبارات الروسية ومجموعة معروفة باسم «شرف وكرامة» تضم ضباطا سابقين برئاسة كولونيل، بقتل اكثر من خمسة اشخاص بينهم الجاسوس الروسي السابق لاعتبار انهم يضرون بالمصالح الروسية. واضافة الى رجل الاعمال بوريس بيريزوفسكي الذي وصف بانه «العدو الاول لروسيا» وليتفينينكو، ذكرت الوثيقة ماريو سكاراميلا والسناتور الايطالي باولو غوزانتي رئيس «لجنة ميتروخين» المكلفة التحقيق في نشاطات جهاز «كاي جي بي» في ايطاليا ابان الحرب الباردة.

وجاء في الوثيقة التي اوردتها «ديلي تلغراف» ان اسمي سكاراميلا وغوزانتي غالبا ما يردان خلال محادثات سرية بين ضباط يعملون لحساب جهاز «اس في ار» (احد الاجهزة التي خلفت كاي جي بي) وللكرملين وقدامى «اس في ار» في مجموعة «شرف وكرامة». واضافت ان «ضباط الاستخبارات هؤلاء يتحدثون اكثر فاكثر عن ضرورة استخدام القوة ضد سكاراميلا وغوزانتي بالنظر الى نشاطاتهما المتواصلة المناهضة لروسيا فضلا عن بيريزوفسكي وليتفينينكو».

وقد أعد هذه الوثيقة باحث روسي يقيم في روسيا يدعى يفغيني لايماريف، وتتهم الوثيقة مجموعة الضباط هذه بقتل الصحافية الروسية المعارضة آنا بوليتوفسايا، في اكتوبر الماضي.