كاسترو يغيب عن الاحتفالات والغموض يتعمق حول عودته

كوبا تعرض على أميركا تطبيع العلاقات «بناء على مبدأ المساواة»

TT

غاب الزعيم الكوبي فيدل كاسترو عن العرض العسكري الرسمي، الذي اقيم امس في هافانا، بمناسبة بلوغه الثمانين ومرور خمسين عاما عن وصوله الى السلطة، فيما تعمق الغموض حول قدرته على العودة لقيادة البلاد بشكل كامل.

ولم يتمكن كاسترو من حضور المناسبة، نزولا عند نصيحة أطبائه الذي يشرفون على وضعه الصحي منذ خضوعه لعملية جراحية في 27 يوليو (تموز) الماضي بسبب نزف داخلي. لكن رغم ذلك فإن المسؤولين الكوبيين يؤكدون ان حالته الصحية تتحسن. وقال كارلوس لاجي نائب الرئيس الكوبي، لنحو خمسة آلاف شخص في مسرح كارل ماركس بهافانا: «فيدل يتعافى وسيواصل القيادة. سنطلب منه أن يواصل القيادة لعدة أعوام».

ورغم ان المسؤولين الكوبيين، يؤكدون ان فيدل كاسترو سيعود لقيادة البلد، فإن غالبية المحللين السياسيين يرجحون إنه سيكون رئيسا صوريا، فيما يتولى شقيقه راؤول شافيز ادارة الحكومة. وقال لاجي: «لا يمكن الحياد عن الاشتراكية، لن تكون هناك خلافة، وإنما سيكون هناك استمرار». واضاف: «لا يمكن أن يكون هناك فيدل آخر، اذ لا أحد يستطيع تقليده. الكثير سيسيرون على نهجه». ونقلت وكالة «رويترز» أمس عن مارييلا كاسترو اسبن ابنة راؤول قولها ان عائلة فيدل كاسترو، طلبت منه عدم حضور الاحتفالات بعيد ميلاده بسبب صحته الضعيفة، و«من غير المرجح أن يعود الى السلطة بشكل كامل». وفجر راؤول كاسترو، مفاجأة خلال افتتاح العرض العسكري الرسمي الذي نظم في هافانا امس، بدعوته لتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة. لكن راؤول كاسترو، الذي يشغل منصب وزير الدفاع، اشار في حديثه الى ان تطبيع العلاقات سيكون «بناء على مبادئ المساواة والمعاملة بالمثل، وعدم التدخل والاحترام المتبادل»، مشيرا الى ان بلاده «لا تتسامح مع اي شكل من اشكال المساس باستقلالها».

واقيم الحفل التكريمي لكاسترو امس، بمشاركة 300 الف كوبي، وحضور 1800 مدعو اجنبي، بينهم ثلاثة رؤساء هم، البوليفي ايفو موراليس، والنيكاراغوي دانيال اورتيغا، والهايتي رينيه بريفال، وعدد من المسؤولين الأوروبيون. وقال رودريغو بوريا الرئيس الاكوادوري السابق «انه تكريم على شكل وداع»، فيما اكد وزير الخارجية الكوبي فيليب بيريس روكي، النجم الصاعد في النظام، ان فيدل كاسترو «عائد الى المعركة» حتى لو ان «اعداء الثورة الكوبية يعدون الدقائق ويتمنون وفاته». واكد الابن البكر لفيدل كاسترو الملقب «فيديليتو» انه يشاطر الكوبيين توقعاتهم. وقال فيدل كاسترو دياز ـ بالارت، وهو فيزيائي في السابعة والخمسين من عمره: «تسيطر علينا جميعا حالة الترقب نفسها. اؤكد لكم انه يتابع كل المناسبات والكلمات والاعمال».

وحضر مناسبة الاحتفالات، صديق كاسترو الحميم الكاتب الكولومبي غابريال غارسيا ماركيز، 78 عاما، الذي يعاني هو ايضا من متاعب صحية، وقال انه سيعود الى كوبا للمشاركة في «عيد الميلاد المائة» لفيدل كاسترو. وعقد مئات من المفكرين وناشطي اليسار و«يسار اليسار»، ومنهم الكاتب الفرنسي ـ الاسباني ايناسيو رامونيه، ندوة يومي الاربعاء والخميس الماضيين حول موضوع «ذاكرة ومستقبل: كوبا وفيدل».