خادم الحرمين الشريفين للمشاركين في اللقاء الوطني السادس: علينا تحاشي الغلط في العمل.. ومن لا يغلط لا يعمل

وعد باستقدام شركات صينية لإنهاء المشاريع التعليمية المتأخرة

TT

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على ضرورة المواطنة الصالحة التي تعتبر ركيزة من ركائز الدولة الحديثة. وبارك للشعب السعودي تمسكهم بوطنيتهم وأصالتهم العربية.

جاء ذلك خلال استقباله أمس أعضاء الهيئة الرئاسية لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وذلك بحضور الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، المشاركين والمشاركات في اللقاء الوطني السادس للحوار الفكري الذي عقد بمدينة الجوف خلال الفترة من 28 ـ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تحت عنوان «التعليم.. الواقع وسبل التطوير».

وقال خادم الحرمين الشريفين في الكلمة التي القاها على المشاركين في هذه المناسبة بعد أن ألقى تحية السلام على الحاضرين «إخواني أخواتي.. أبنائي وبناتي.. أحييكم تحية الإسلام وأحيي فيكم التمسك بهذه العقيدة والتمسك بوطنكم العزيز والتمسك بأخلاقكم العربية الأصيلة.

إخواني.. كم يسعدني أن أراكم وأرى هذه الوجوه النيرة تعمل وتفكر وتجتهد لمصلحة الدين والوطن.

إخواني وأخواتي.. مبدأي ومبدأكم إن شاء الله كله.. دين ثم وطن ثم صبر ثم عمل. وهذه ولله الحمد ألمسها في كل السعوديين سواء في الشرق أو في الجنوب أو في الغرب أو في الشمال إن شاء الله بعد أيام نشاهدها فيهم.

أشكركم وأتمنى لكم التوفيق وأرجو منكم أن لا تبخلوا علي ولا على دولتكم بالنصح والإرشاد.

إخواني.. إن الذي لا يعمل لا يغلط. أما الذي يعمل فيغلط ولكن المهم أنه يتحاشى هذا الغلط، وهذه إن شاء الله في كل اخوانكم المسؤولين.. أرجو لكم التوفيق والنجاح وشكرا لكم».

وكان الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، رئيس اللقاء الوطني السادس للحوار الفكري الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين قد أشار في كلمته، إلى أنه تنفيذا لتوجيهات المقام الكريم بإجراء حوارات بين مؤسسات الخدمة والمجتمع لمناقشة تطلعات واهتمامات وتوقعات المواطنين والظروف التي تحيط بالخدمة وتحدياتها، فقد بدأت هذه السلسلة بقطاع التعليم.

وتحدث عن اختلاف التحديات التي تواجهها مؤسسات الخدمة في الوقت الحاضر عن التحديات التي كانت تواجهها في الماضي، مشيرا إلى أن المدرسة كانت هي المصدر الوحيد للتغذية الفكرية في السابق بينما تعددت مصادر التغذية الفكرية حاليا مما يزيد من مسؤولية المدرسة في تصحيح الأفكار الخاطئة ومن ثم تدريس الصحيح والسليم.

وأشار إلى التعايش في ظل حكم الإسلام بين جميع الفئات مع المحافظة على قيمها وهويتها الثقافية بينما استمرت حرب دينية في أوروبا لمدة ثلاثين سنة واستمرت محاكم التفتيش أكثر من ثلاثة قرون وأبيدت شعوب بأكملها.

وأشار إلى أن القرآن الكريم ندد في أكثر من مائة وعشرين موضعا بسفك الدم والفساد في الأرض والعلو فيها ويرفض جميع أنواع الحروب ولا يستثني منها إلا حربا واحدة يتوفر فيها الدافع الأخلاقي وتحكم بالعدل وتراعي الاعتبارات الإنسانية، وهذه الحرب ليست إلا الجهاد.

إثر ذلك، سلم الشيخ صالح الحصين نسخة من ملخص نتائج اللقاء الوطني السادس للحوار الفكري لخادم الحرمين الشريفين، ونسخة مماثلة لولي العهد.

وأكد المهندس عبد الله بن يحيى المعلمي أن التعليم قضية أمة ومستقبل وطن ومصير أجيال، مشيرا إلى سعي المتحاورين إلى بحث تلك الأسس بموضوعية وتجرد وعمق تجمعهم عقيدة راسخة يتفانون في الذود عنها ويوحدهم وطن يتبارون في حبه ويستلهمون كلمات قائدهم فلا تفريط في العقيدة أو الوطن.

وعبر شبكة الصوت المغلقة، أوضحت الأستاذة المساعدة بقسم الكيمياء بجامعة الملك سعود، ليلى بنت عبد الكريم الجهيمان، أن التعليم انتشر في المملكة وتم القضاء على الأمية ومنحت منظمة اليونسكو وزارة التربية والتعليم شهادة بذلك، وأنشئت الكليات والجامعات وبدأت تنتشر. ولقد انتهت الحكومة من مرحلة نشر التعليم ووصلنا الآن إلى مرحلة الارتقاء بمستوى التعليم، وهو من أهم التحديات التي يواجهها التعليم الآن.

بعد ذلك، بين الدكتور فارس بن حمد النصيري انه بحث الحوار الوطني في قضايا التعليم العام والتعليم العالي والتعليم الفني من قبل المتحاورين والمتحاورات وبمشاركة الوزراء وكبار المختصين في هذه القطاعات الثلاثة. وقد أدلى كل بدلوه نحو إعطاء تصور مستقبلي لما سيكون عليه التعليم في هذه البلاد الطاهرة.

وعبر شبكة الصوت المغلقة، تحدثت المعلمة في إدارة التربية والتعليم للبنات بالمدينة المنورة مرام بنت عبيد الله الاحمدي، فقالت «نحن نعيش تطورات في بلادنا تشهد بحسن السياسة المتبعة من أهمها استشراف المستقبل والتركيز على قضاياه الجوهرية لاسيما ما اتصل منها ببناء الانسان في ميادين التربية والتعليم، والتي تعد قضيتنا، وهي الوسيلة والاستثمار والعدة في مجال مسيرة الأمة ونمائها وضمان مستقبلها حيث كان الإنسان السعودي وما زال هدف التنمية وعمادها».

بعدها ألقى الطالب فيصل الدهش كلمة المشاركين في الحوار الفكري أشار خلالها إلى متابعة وإصغاء زملائه الشباب إلى كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز منذ إعلان قيام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني لتحقيق وترسيخ ثقافة الحوار بين أفراد المجتمع وفئاته بما يحقق المصلحة العامة ويحافظ على الوحدة الوطنية في إطار الشريعة الإسلامية.

وعبر شبكة الصوت المغلقة، عدت الطالبة تهاني خميس الغدير اتاحة خادم الحرمين الشريفين الفرصة لهم للمساهمة في بناء الوطن امتدادا لفهم ابعاد المسؤولية وتعميق روح الولاء والانتماء الوطني.. وعبرت عن الشكر لمن وعيَّ الدور وأكد انهم شركاء في شرف المواطنة التي تتطلب مزيدا من العمل والحب.

إثر ذلك، التقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بحضور الأمير سلطان، بأخواته وبناته المشاركات في اللقاء الوطني السادس.

وفي الزيارة التي كانت «الشرق الأوسط» هي الوسيلة الإعلامية الوحيدة الموجودة في الصالة المخصصة بالنساء، أكد خادم الحرمين أن «المشاريع لها أول وليس لها آخر، وأن المشكلة تكمن دائماً في الشركات التي تدير هذه المشاريع، إلا أننا الآن سنستقدم شركات من الصين لتنفيذ هذه المشاريع بإذن الله»، وذلك في إجابته عن مطالب الجوهرة بنت فهد الوكيل المساعد للشؤون التعليمية في كليات البنات بالرياض، والتي طالبت بتقديم دعم للكليات، وسألت عن وضع الجامعة الخاصة بالبنات.

كما استمع خادم الحرمين للعديد من المطالب النسائية التي تركزت في مجملها على تقديم دعم لصندوق المشاريع الصغيرة الخاصة بالنساء، وتوطين الكليات والأعمال في القرى لتخفيف العبء على المدن الكبيرة التي تشهد إقبالاً كبيراً من المدن الأخرى والأرياف، بالإضافة لبعض المطالب بتغيير كادر هيئة التدريس في بعض الكليات ورفع رواتب أعضاء هيئة التدريس، بالإضافة لمطالب أخرى بضرورة ايجاد حلول للشباب العاطلين وايجاد وظائف تتلاءم وطموحاتهم.