صفير يحذر من الوصول إلى الصدام بين اللبنانيين ويدعو إلى الحوار الخالي من «العبارات البذيئة»

TT

حذر البطريرك الماروني نصر الله صفير من «أن الأمور إذا ظلت تتصاعد على هذه الوتيرة ستقود حتما الى صدام نحن في أمس الحاجة الى اجتنابه. وقد كفانا ما أصابنا من ويلات في الحرب التي اندلعت نارها على أرضنا بين تموز (يوليو) وآب (أغسطس) من هذه السنة». وقال «في اعتقادنا أننا لو عدنا الى الحوار الهادئ الواعي، رغم خيبات الأمل منه، على أن تخلو لغة التخاطب من الكلام السوقي والعبارات البذيئة التي بتنا نسمعها في هذه الأيام، فهذا يبقى الطريق الأسلم من الاضرابات والمظاهرات وشل السوق والحركة في البلد وترويع المواطنين».

ترأس صفير قداسا أمس في حضور النائبين السابقين فارس سعيد ومنصور البون ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد والمحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي جوزف صفير وحشود شعبية كبيرة من مختلف المناطق اللبنانية جاءت مستنكرة الكلام الأخير الذي تناول به النائب والوزير السابق سليمان فرنجية البطريرك الماروني. وقال صفير: «إن هناك بعضاً من الناس يقودون ضميركم كما يقود البائع الجوال عربته، فلا يسمعون الا لصوت المصلحة أو المنفعة الآنية أو الأهواء المضللة أو ما سوى ذلك من أصوات باستثناء صوت الضمير. انهم يصمون آذانهم عن سماعه». وأضاف: «ان ما يجري اليوم عندنا يدل على أن الكثيرين لا يسمعون الا صوت المنفعة، لا صوت الضمير. وكل شيء يوحي بأن الأمور اذا ظلت تتصاعد على هذه الوتيرة، ستقود حتما الى صدام نحن في أمس الحاجة الى اجتنابه. وقد كفانا ما أصابنا من ويلات في الحرب التي اندلعت نارها على أرضنا بين تموز وآب من هذه السنة... وفي اعتقادنا أننا لو عدنا الى الحوار الهادئ الواعي، رغم خيبات الأمل منه، على أن تخلو لغة التخاطب من الكلام السوقي، والعبارات البذيئة التي بتنا نسمعها في هذه الأيام، فهذا يبقى الطريق الأسلم من الاضرابات والمظاهرات وشل السوق والحركة في البلد وترويع المواطنين. واننا نسأل الله أن يجود علينا بنوره لنعرف كيف نتصرف تصرف الأخوة بمحبة واخلاص، لنهتدي الى الطريق القويم الذي يجب أن نسلكه لننقذ بلدنا». وعلى صعيد المواقف المستنكرة للتعرض للبطريرك صفير، زار امس وفد من شباب زغرتا الزاوية المقر البطريركي. وقد توجه صفير الى اعضاء الوفد قائلاً: «اننا نأسف شديد الأسف لما حصل سابقا ويحصل في هذه الأيام. وهذا هو الانقسام والتشرذم في الصف المسيحي... لقد أصبحنا منقسمين على بعضنا البعض، نتراشق بتعابير لا تليق بنا وبتعاليمنا وبحضارتنا. وإننا نسألكم ان ترصوا صفوفكم ولا تنساقوا الى اصوات الشر التي تريد لكم القتال والتقسيم. ان الوحدة هي وحدها التي تنقذ بلدنا مما يتخبط فيه من مشاكل».

هذا، وأقيمت القداديس والصلوات في كنائس زغرتا نصرة للبطريرك صفير ودعما لمساعيه الهادفة الى الوحدة الوطنية الجامعة. وتخللت الصلوات دعوات لتمكين البطريرك صفير «من توحيد الصف المسيحي حفاظا على الوطن في وجه الأخطار المحدقة به والظروف الصعبة التي يمر بها».