السنيورة: أنا هنا طالما أتمتع بثقة مجلس النواب والشارع لن يحل مشكلة

حذر المعتصمين من محاولة اقتحام مبنى السراي الحكومية

TT

جدد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة التأكيد انه باق في السراي الحكومية بمواجهة الاعتصام الذي بدأته المعارضة منذ الجمعة الماضي. وقال: «انا هنا ولن ارحل. انا جالس هنا طالما اتمتع بثقة مجلس النواب».

وتحدث السنيورة الى الصحافيين في ختام قداس اقيم داخل السراي على نية وزير الصناعة بيار امين الجميل الذي اغتيل في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأكد: «ان الشارع لن يحل مشكلة. وان هذه الوسيلة ستستجلب وسيلة مقابلة. اما الطريقة الفضلى فهي العودة الى المؤسسات الدستورية» محذراً المعتصمين من اقتحام السراي الحكومية. وقد ترأس القداس مطران بيروت للطائفة المارونية بولس مطر. وحضره، الى جانب الرئيس السنيورة وعقيلته، والد الوزير الراحل الرئيس السابق للجمهورية الرئيس الاعلى لحزب «الكتائب اللبنانية» امين الجميل وزوجته السيدة جويس وافراد العائلة والوزراء مروان حمادة، شارل رزق، غازي العريضي، نايلة معوض، ميشال فرعون، خالد قباني، جان اوغاسبيان، طارق متري، محمد الصفدي، جهاد ازعور، جو سركيس، احمد فتفت وسامي حداد. كما حضر رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط وعدد من نواب اللقاء وكتلة «المستقبل» ورئيس «حركة التجدد الديمقراطي» نسيب لحود وعميد الكتلة الوطنية كارلوس اده والاعلامية مي شدياق وعدد من قيادات قوى «14 آذار».

والقى المطران مطر كلمة قال فيها: «نحن نتمسك بلبنان من اجل اولادنا. ونتمسك بلبنان من اجل منطقتنا ومن اجل العالم كله، من اجل خير العالم. هكذا يرد العالم الجميل لهذا الوطن الذي اعطى ويعطي العالم شهادة حية صادقة نريد اليوم ان نتمسك بها. والله قدير على ان يلين القلوب. ولبنان سيبقى بقوة جميع المؤمنين به وتلاقيهم الخير. والحوار بالنسبة الى وطننا هو الدم الذي يجري في عروقه، فاذا انقطع الحوار تقطعت الاوصال».

وعقب القداس تحدث الرئيس السنيورة الى الصحافيين، فقال: «نحن كحكومة نقدس حرية كل من يعبر عن رأيه. اما الحل لأي مشكلة فلا يأتي عن طريق الشارع على الاطلاق لأن هذه الوسيلة قد تستجلب وسيلة مقابلة وبالتالي لا نصل الى نتيجة». ورأى ان الطريقة الفضلى هي العودة الى المؤسسات الدستورية التي نص عليها القانون والتي تحترم حرية اللبنانيين وتعبر عن رأيهم».

وسئل حول مبادرة عربية، فقال: «هناك اتصالات معنا ونحن نقدر كل من يزورنا. وسيكون هناك مجال للبحث مع كل المعنيين. ولا نستطيع ان نقول ان هناك مبادرة». وشدد على ان «الامل يجب ان نصنعه... ونعتقد ان الشيخ بيار الجميل افتدى وطنا ولم يفتد وهماً. وطالما نؤمن بهذا الوطن يجب ان لا نفقد الامل على الاطلاق ويجب ان نعمل لاختراع اي طريقة تؤدي الى الخلاص. كفانا اوهاماً بأننا نستطيع الوصول الى حلول عن طريق غير طريق التفاهم والتوصل الى قناعات مشتركة في كل المواضيع حتى نستطيع ان نعيش على اساسها، اما غير ذلك فهو اوهام». وسئل السنيورة عن موضوع محاصرة السراي او اقتحامها، فأجاب: «يتصور البعض ان الحل باقتحام السراي. هذا ليس حلاً. هذا مشروع مشكل طويل عريض. وانا اعتقد ان هناك الكثير من العقلاء الذين يعرفون ان هذا الطريق لا يوصل الى شيء». واكد: «انا لن ارحل. انا جالس هنا طالما اتمتع بثقة مجلس النواب. انا موجود هنا بثقة اللبنانيين وثقة المؤسسات الدستورية» مشيراً الى «ان الاتصالات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري مستمرة وغير مقطوعة. والرئيس بري لديه دور وعليه مسؤولية. صحيح انه رئيس حركة امل، الا انه ايضاً رئيس السلطة التشريعية، وبالتالي يجب ان يفصل بين الاثنين. انه رجل وطني كبير ويعرف ما هي مسؤوليات مجلس النواب. وهو طالما قام بهذا الدور. وعليه ان يستمر في ذلك وأنا اعتقد انه سيستمر».

من جهته، قال الرئيس الجميل: «القداس في السراي هو رسالة الى الجميع ان لبنان لا يزال واحداً. وان القداس في السراي مع كل الاحبة من كل الاديان والطوائف هو امر جيد. لقد استشهد ابني بيار في سبيل وحدة لبنان وفداء له».

وسئل اذا كان القداس يعتبر دعماً للرئيس السنيورة والوزراء، فأجاب: «انا في الاساس متضامن مع الرئيس السنيورة. وقد اكدت على ذلك. فالرئيس السنيورة يعمل بشجاعة وبقلب كبير لانتشال لبنان من هذه المحنة والله يوفقه».

اما النائب جنبلاط فقال: «هذا القداس هو قداس الحق وهو لشهيد الحرية الذي انضم الى قافلة الشهداء من اجل السيادة والاستقلال. ونحن هنا في السراي عند رئيس وزراء كل لبنان الشرعي الدستوري مع الحكومة الشرعية الدستورية. نحن هنا وسنبقى هنا. نحن في بيروت وسنبقى في بيروت، والذين يطالبون بالمشاركة ويدعون انهم أقلية، انا لم أر في حياتي أقلية تملك عشرات الآلاف من الصواريخ والمدافع. ولو كانت هذه الاقلية في بلاد ديمقراطية عادية لكنا دخلنا في لعبة الديمقراطية العادية. لكن أقلية معها صواريخ، أقلية تقرر الحرب عندما تشاء وتقرر السلم عندما تشاء. هناك مناطق مقفلة بالمطلق على الدولة، أمن خاص، مال خاص، دعم مطلق من ايران وسورية. غريب امر هذه الاقلية وغريب مبدأ المشاركة هذا. لكن نحن هنا وسنبقى هنا».

وسئل جنبلاط عن التواصل مع الرئيس بري، فقال: «كنت عنده منذ اسبوع. ليس هناك مشكل مع الرئيس بري. المشكل مع مجموعة استأثرت بطائفة بكاملها او بقسم من طائفة واستأثرت بالوطن باسم ما يسمى أقلية». وسئل اذا كان متخوفاً، فأجاب: «انا لست متخوفا. لكن غريب هذه اللعبة الديمقراطية، غريب ان هناك عند الاقلية عشرات آلاف الصواريخ، لا أتصور ذلك، أمن خاص، ودولة ضمن دولة. نحن ندعوهم الى الانضمام الى الدولة لا اكثر ولا أقل. هذا كان هدف الحوار وسنبقى على هذه الاسس، على اجماع الحوار، هم لا يريدون اجماع الحوار. معنا وقت». من جهة اخرى، التقى الرئيس السنيورة في السراي النائب جنبلاط على رأس وفد من نواب «اللقاء الديمقراطي» في حضور الوزراء شارل رزق، ميشال فرعون ونايلة معوض. وأدلى السنيورة بتصريح شدد فيه على «ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية» وعلى ان الحوار هو السبيل الوحيد للتوصل الى حل للازمة» رافضاً «اتهامات التخوين». وتساءل: «كيف يمكن ان تكون حكومة المقاومة هي نفسها حكومة فيلتمان؟».

وتناول اهمية المحكمة الدولية لتكون «رادعاً لكل من تسول له نفسه ان يقدم على اعمال اغتيالات في المستقبل». وقال: «عندما نتفاهم على كل المواضيع لا تبقى هناك مشكلة بعدد الوزراء. وزير بالناقص وزير بالزائد، يأخذون النصف ليس لدينا مشكلة. المهم ان نكون متفقين على كل المواضيع مسبقاً وعلى حل كل مشاكلنا».