أبو مازن: علينا أن نحتفظ بالأمل في تشكيل حكومة وحدة وطنية

حماس تواصل هجومها على «تنفيذية» المنظمة وتصفها بالفاقدة للشرعية

TT

أعاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الأمل الى إمكانية استئناف الحوار بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، الذي أعلن عن وصوله الى طريق مسدود في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في أريحا يوم الخميس الماضي. ففي مؤتمر صحافي مشترك مع المرشحة الاشتراكية للرئاسة الفرنسية سيغولين رويال في غزة أمس، قال أبو مازن، انه لا يزال لديه الأمل في إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية مع حركة حماس رغم انهيار المفاوضات.

وأعلن أبو مازن أن المساعي الآن متوقفة «ولكن علينا دائما أن نحتفظ بالأمل، نحن كما قلت في أكثر من مؤتمر صحافي ولقاء نريد حكومة وحدة وطنية قادرة على فك الحصار، ولفك الحصار معروف أن هناك ضرورات لا بد من توافرها، لذلك كلما تأخر الوضع كلما ساءت الأحوال الاقتصادية للشعب الفلسطيني». وأوضح «أن المسألة ليست خلافا على مقاعد أو مواقع إنما القضية هي قضية مبدأ. نحن نريد حكومة قادرة على فك الحصار عن شرائح المجتمع الفلسطيني».

أكد الدكتور إسماعيل رضوان الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن قرارات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تُعد «انقلابا على خيار الشعب الفلسطيني»، محذرا من أنها ستقود إلى خلافات كبيرة من شأنها أن تؤجج الموقف.

من جانبه قال أيمن دراغمة، النائب عن حماس، إن الطريق لم يغلق أمام تشكيل حكومة الوحدة الوطنية واستكمال المشاورات حولها. وأوضح في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين: «لا سبيل إلا بالحوار، وأنا أرى أن الفرصة ما زالت سانحة للجلوس واستكمال مشاورات تشكيل الحكومة لأن حكومة الوحدة على أساس برنامج سياسي وطني هي هدف وطني»، مؤكدا وجود توافق حول البرنامج السياسي للحكومة «شريطة الانطلاق من وثيقة الوفاق الوطني»، مضيفا «أما بالنسبة للوزارات السيادية فيجب أن تبحث على طاولة الحوار وليس من خلال الحوار عبر الفضائيات».

في غضون ذلك واصلت حركة حماس هجومها على اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي طالبت في اجتماعها يوم الجمعة الماضي إسماعيل هنية بالاستقالة وهددت باتخاذ مزيد من القرارات «المهمة» في اجتماع تعقده اليوم برئاسة ابو مازن في غزة. وقال الدكتور رضوان «كان الأولى باللجنة التنفيذية أن تؤكد على خيار الحوار بدلا من التلويح باستخدام صلاحيات رئيس السلطة، التي هي أصلا قاصرة على إقالة الحكومة فقط».

واتهم رضوان في تصريح لـ «المركز الفلسطيني للإعلام»، اللجنة التنفيذية، التي وصفها بالفاقدة لشرعيتها، بالرضوخ للشروط والملاءات الأميركية والصهيونية، قائلا «كنا نتوقع من اللجنة التنفيذية أن تجتمع لتؤكد على التمسك بالثوابت الوطنية وعدم الرضوخ للإملاءات الأميركية واللجنة الرباعية».

وحمل رضوان اللجنة مسؤولية توتير الساحة الفلسطينية، مستغربا وقف المسؤولين في حركة فتح الحوار مع حماس «في الوقت الذي يلهثون فيه ويهرولون للقاء العدو الصهيوني، والاستعداد التام للبدء في مشاورات مع الاحتلال».

وأوضح رضوان أن حماس عندما أرادت تطبيق التفاهمات مع فتح على أرض الواقع، وجدت تراجعا واضحا من جهات في فتح، ووجدت اشتراطات جديدة لربط المسارات... ربط التهدئة، والجندي الأسير، مع تشكيل الحكومة، وهو ما ترفضه حماس، مشيرا إلى أن «جهات ترفض إشراك حماس في الحكومة تحت طائلة مشاركة ما يسمى بالمستقلين».

وتعقيبا على تصريحات أبو مازن في المؤتمر الصحافي مع رايس في أريحا يوم الخميس الماضي، أوضح رضوان أنه «لا خيار إزاء ما يعيشه الشعب الفلسطيني إلا الحوار من أجل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، والالتزام بالتفاهمات التي تمت بين حماس وفتح وبين الرئاسة والحكومة، وخلاف هذه الخيارات سيكون فاشلا ولن يؤدي إلى تحقيق الوحدة بين أبناء الشعب الفلسطيني».

وأكد الناطق أن حركة حماس ستبقي الباب مفتوحا لأجل التوصل إلى اتفاق، والتغلب على الخلافات من أجل التوصل إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، محذرا من أنه «لا خيار إلا بالحوارات ثم الحوارات لأجل تشكيل الحكومة، وأي وصفة أخرى، خلاف هذا، ستكون وبالا على الشعب الفلسطيني، وستكون ضارة بأبناء الشعب الفلسطيني».