البحرين: الموالاة تستعيد اعتبارها وتحقق نصرا كاسحا في انتخابات الإعادة

المعارضة فازت بمقعدين من 11 وتتحدث عن تزوير وتوقعات بإعادة ترشيح الظهراني لرئاسة المجلس

TT

حسمت قوى الموالاة البحرينية نتيجة الانتخابات البرلمانية في بلادها، بعد ظهور نتائج انتخابات الإعادة لبرلمان 2006، والتي أعلنها فجر أمس وزير العدل الدكتور محمد علي منصور الستري، وأظهرت تمكن المستقلين والجمعيات السياسية السنية من الفوز بالغالبية الضئيلة بمقاعد البرلمان المقبل.

وأفرزت النتائج فوز الموالاة بتسعة مقاعد من 11 مقعدا تضمنتها انتخابات الإعادة في إحدى عشرة دائرة انتخابية، فيما لم تتمكن المعارضة سوى من الفوز بمقعدين فقط. وبعد أن تمكنت المعارضة البحرينية عن طريق جمعية الوفاق الوطني الإسلامية من الفوز بستة عشر مقعدا في المرحلة الأولى، عجزت عن إعادة تحقيق انتصارها الكاسح في المرحلة الأولى، ولم تتمكن من تحقيق مبتغاها من الفوز بخمسة مقاعد تصل بإجمالي مقاعدها في المجلس النيابي إلى 21 مقعدا تضمن به الغالبية وتفوز بمنصب رئاسة المجلس.

وقالت المتحدثة الرسمية باسم الانتخابات البحرينية عهدية أحمد السيد أن نسبة المشاركة في انتخابات الإعادة بلغت 69 في المائة، وهي تقل عن نسبة المشاركة في انتخابات المرحلة الأولى والتي بلغت نحو 73 بالمائة، إلا أن عهدية قالت ان نسبة المشاركة في انتخابات الإعادة ارتفعت عن نظيرتها في انتخابات 2002 والتي بلغت 43 بالمائة.

وكما كان اليسار البحريني أكبر الخاسرين في المرحلة الأولى، فإنه مني بخسارة ثانية كبيرة في انتخابات الإعادة، ولم يتمكن من الفوز بأي مقعد. وعولت جمعية العمل الوطني التي تمثل الحركة في البحرين، على ثلاثة مقاعد، عن طريق الزعيم الروحي للجمعية عبد الرحمن النعيمي في الدائرة الرابعة بالمحرق والتي خسرها أمام النائب السابق عيسى أبو الفتح، كما خسر أيضا رئيس الجمعية الحالي ابراهيم شريف في الدائرة السادسة بالعاصمة أمام المستقل عبد الرحمن أبو مجيد، الذي عد مفاجأة الانتخابات باعتباره وجها حديثا على الساحة السياسية في البحرين، لكنه تقدم بفارق كبير نحو الفوز أمام خصمه ذي التاريخ النضالي.

كما كانت الخسارة لجمعية العمل ايضا من نصيب المحامي سامي سيادي في الدائرة السابعة من محافظة المحرق، بعد أن فاز عليه مرشح جمعية المنبر الإسلامي (اخوان مسلمين) الشيخ ناصر الفضالة.

جمعية الوفاق الوطني الإسلامية خسرت، للمرة الأولى في هذه الانتخابات، عندما لم يتمكن عضو قائمتها مهدي أبو ديب من هزيمة منافسه إبراهيم الحادي عضو جمعية المنبر الإسلامي، الذي تمكن بدوره من الفوز وحجز مقعد إضافي لجمعيته.

وكما كان الخاسر الأكبر في انتخابات الإعادة جمعية العمل الوطني، فقد كانت المكاسب الأكبر للإخوان المسلمين الذين اضافوا ثلاثة مقاعد لحصيلتهم السابقة والبالغة ثلاثة مقاعد، فبالإضافة إلى الفضالة وابراهيم الحادي تمكن سامي سيادي من الفوز بمقعده على منافسه المستقل صلاح الجلاهمة.

وكذلك كان نصيب جمعية الأصالة السلفية التي اضافت إلى مكاسبها السابقة مقعدا خامسا بفوز ابراهيم ابو صندل على المستقل السلفي صلاح الجودر، علما أن السلفيين لهم مقعد آخر للسلفي المستقل الشيخ جاسم السعيدي الذي جدد فوزه من المرحلة الأولى.

المقعدان الوحيدان اللذان تمكنت المعارضة من الفوز بهما، كانا من نصيب عبد العزيز أبل الأمين العام للتحالف الرباعي السابق، والمدعوم من «الوفاق» و«وعد»، حيث تمكن من الفوز على منافسه المستقل عبد الحكيم الشمري، كما اضافت المعارضة ايضا المقعد الثامن عشر لها في حصتها الإجمالية عن طريق مكي هلال الذي فاز على زميله الوفاقي الآخر ميرزا أحمد.

من جهة ثانية شكك معارضون بحرينيون في نزاهة الانتخابات في الدوائر المعادة، واكدوا حدوث مخالفات في عشرة مراكز من ضمن 11 تمت فيها الاعادة. وقال عبد الله الديرازي وهو من جمعية حقوق الانسان البحرينية انهم يملكون دلائل على وجود مخالفات، وان 3 مرشحين معارضين على الاقل هزموا بالتزوير. وأوضح الديرازي الذي اختارته الحكومة ليكون ضمن فريق المراقبين، ان هناك تقارير واسعة الانتشار تشير الى ان عددا كبيرا من الجنود ارسلوا للتصويت لصالح مرشحي الموالاة، كما اشار الى وجود اكثر من 8 الاف بطاقة تصويت ليس مسجلا عليها عناوين الناخبين، تم ارسالهم لترجيح كفة بعض المرشحين الموالين للحكومة. وبإعلان وزير العدل البحريني لنتائج الانتخابات النهائية في انتخابات الإعادة، يغلق الباب على المنافسة للوصول للمجلس البرلماني، وتتشكل إلى حد ما معارضة قوية تختلف عن سابقتها في المجلس المنحل، وإذا كانت المعارضة لم تتمكن من تحقيق أغلبية كانت تطمح إليها، فإن ثمانية عشر مقعدا للمعارضة من ضمن اربعين مقعدا لا بد لها أن تلقي بظلالها على علاقة الحكومة مع السلطة التشريعية.

ومع انتهاء الانتخابات البرلمانية البحرينية تكون تركيبة المجلس قد افرزت 18 مقعدا للمعارضة، للوفاق (الشيعية) منها 17 مقعدا بالإضافة إلى مقعد آخر لمستقل لكنه قريب ومدعوم منها، في حين سيكون للموالاة 22 عضوا منهم 7 لجمعية المنبر الاسلامي، و5 لجمعية الأصالة، فيما تعود المقاعد العشرة الباقية لمستقلين قريبين ومتحالفين مع الخط الذي تمثله الجمعيتان الإسلاميتان اللتان تمثلان التيار العريض للشارع السني بالبحرين.

إلى ذلك، يتوقع أن يعيد الرئيس السابق خليفة الظهراني ترشيحه رئيسا للمجلس المقبل بدعم من الجمعيات الإسلامية والمستقلين، في حين سيؤول منصب النائب الأول للرئيس لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، والتي يبدو أن رئيسها الشيخ علي سلمان غير متحمس لهذا المنصب كثيرا، وربما يتم تحويله لأحد أقطاب المعارضة، في حين ستكون هناك منافسة أخرى على منصب النائب الثاني للرئيس، بين الشيخ عادل المعاودة الذي يريد تجديد فوزه بمنصبه السابق، وبين جمعية المنبر الإسلامي التي أصبح عدد أعضائها في المجلس الجديد يفوق عدد جمعية الأصالة، كما كان في المجلس السابق، وكانت «المنبر» قد دعمت فوز المعاودة في انتخابات نيابة المجلس في برلمان 2002.

النتائج النهائية لانتخابات الإعادة

* أولا محافظة العاصمة ـ الدائرة السادسة فاز فيها عبد الرحمن راشد عبد الرحمن بو مجيد.

ـ الدائرة السابعة فاز فيها عبد العزيز حسن علي أبل.

* ثانيا محافظة المحرق ـ الدائرة الثانية فاز فيها ابراهيم محمد بوصندل.

ـ الدائرة الرابعة فاز فيها عيسى أحمد ابو الفتح.

ـ الدائرة الخامسة فاز فيها سامي علي حسن قمبر.

ـ الدائرة السابعة فاز فيها ناصر الشيخ عبد الله ناصر الفضالة.

* ثالثا المحافظة الشمالية ـ الدائرة الثانية فاز فيها مكي هلال مكي.

ـ الدائرة الرابعة فاز فيها حسن سالم حسن الدوسري.

* رابعا المحافظة الوسطى ـ الدائرة الثالثة فاز فيها ابراهيم محمد ابراهيم الحادي.

* خامسا المحافظة الجنوبية ـ الدائرة الثالثة فاز فيها سامي محسن محمد البحيرى.

ـ الدائرة الخامسة فاز فيها خميس حمد محمد الرميحي.