رئيس البرلمان الصومالي يتحدث عن 15 ألف جندي إثيوبي في بلاده

توقع معارك عنيفة بين الحكومة والمحاكم حول مدينة دينسور الاستراتيجية

TT

قال مسؤول بارز في الحكومة الصومالية، إن قوات موالية لحكومته تتقدم باتجاه مدينة دينسور التي وقعت في قبضة قوات المحاكم الإسلامية أول من أمس بدون قتال، تمهيدا لاستعادتها من قبضة التنظيم الذي يسيطر منذ شهر يونيو (حزيران) الماضي على العاصمة الصومالية مقديشو وعدة مناطق في وسط الصومال وجنوبه، فيما أعلن أدم نور محمد وزير العدل الصومالي، وهو أمير حرب سابق، أن حكومته عازمة على استخدام القوة لدحر قوات المحاكم. بينما تحدثت مصادر أخرى عن توجه قوة عسكرية صومالية يقدر عددها بنحو 600 مقاتل بالإضافة إلى عدد غير معروف من القوات الإثيوبية ومعززين بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ صوب المدينة التي تحتل موقعا استراتيجيا فى إقليم باي على بعد 130 كيلومترا جنوب غربي معقل السلطة الصومالية في مدينة بيداوة الجنوبية.

ويقول قادة المحاكم الإسلامية في المقابل إنهم أرسلوا المزيد من قواتهم لتعزيز المواقع الدفاعية لنحو مائتين فقط من مقاتليهم المتواجدين حاليــا في المدينة، فيما يخيــم التوتر الحاد على المنطقـــة التي فر نصف سكانها على الأقل منهــا في غضون اليومين الماضيين تحسبا لاندلاع معارك عنيفة بين الطرفين.

وانضم أمس رئيس البرلمان الصومالي شريف حسن شيخ آدم الى تنظيم المحاكم الإسلامية في اتخاذ نفس الموقف الرافض لمساعي الإدارة الأميركية لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لتخفيف أو رفع الحظر الذي يفرضه منذ عام 1992 على تصدير الأسلحة إلى الصومال تمهيدا لنشر قوات حفظ سلام أفريقية هناك.

وحذر آدم في مؤتمر صحافي عقده أمس في العاصمة الكينية نيروبي من مخاطر اندلاع المزيد من أعمال العنف والحرب الأهلية في الصومال إذا استجاب مجلس الأمن الدولي للمساعي الأميركية.

وشدد آدم على أن توقيت المشروع الأميركي لتبني مجلس الأمن قرارا في هذا الصدد ليس مناسبا، موضحا أن إقراره سيعني إضفاء الشرعية على التواجد الإثيوبي المكثف في الصومال.

وقال آدم إن إثيوبيا تحتفظ بنحو 15 ألفا من قواتها العسكرية في الصومال وإنها ستتحمل مسؤولية نشوب حرب أهلية جديدة في هذا البلد الذي لم يبرأ من الفوضى السياسية والأمنية التي اجتاحته عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع محمد سياد بري عام 1991.

ومن المتوقع أن تسبب تصريحات آدم حرجا سياسيا ودبلوماسيا شديدا للسلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس الصومالي عبد الله يوسف من مدينة بيداوة الجنوبية، خاصة أن آدم محسوب على الإسلاميين وأول مسؤول صومالي رسمي يعطي تقديرات شبه رسمية لاجمالي عدد القوات الإثيوبية في الصومال.

وامتنع الرئيس الصومالي أو رئيس وزرائه علي محمد جيدي عن التعليق على تصريحات آدم، لكن مسؤولا مقربا من الجانبين قال إن آدم يبالغ في تقديراته بشأن حقيقة الوجود الإثيوبي. وكان ملس زيناوي رئيس الوزراء الإثيوبي الذي اعترف علانية قبل نحو أسبوعين للمرة الأولى بتواجد قوات عسكرية لبلاده في الصومال، قال إن عددها بضع مئات فقط وبهدف تدريب وإعادة تأهيل القوات العسكرية والأمنية للسلطة الصومالية. وأكد رئيس البرلمان الصومالي أن تواجد القوات الإثيوبية في الأراضي الصومالية كان أحد الأسباب المباشرة التي أدت إلى فشل انعقاد الجولة الثالثة من المفاوضات التي ترعاها الجامعة العربية بين المحاكم الإسلامية والحكومة الصومالية في العاصمة السودانية الخرطوم الشهر الماضي.