التحقيق في وفاة العميل الروسي السابق يمتد إلى روسيا وأميركا

TT

امتد التحقيق في ظروف وفاة العميل الروسي السابق مسموما بالاشعاع الى خارج بريطانيا، في حين زار محققون في القضية الولايات المتحدة، ويستعدون للسفر الى موسكو للتحقيق في ملابسات القضية التي تحولت موضوع جدل واسع بعد اكتشاف اثار للمادة المشعة القاتلة في اماكن عدة من لندن. وقال وزير الداخلية البريطاني جون ريد ان التحقيق يتوسع وسوف يمتد في كل الاتجاهات «حيثما تأخذه الشرطة» البريطانية.

وقال في حديث لشبكة سكاي نيوز البريطانية «في الايام القليلة المقبلة، اعتقد ان كل هذه الأمور سوف تتوسع لتتجاوز اطار بريطانيا».

وقد صرح مسؤول في الشرطة طلب عدم كشف هويته ان شاهدا محتملا في التحقيق في وفاة العميل الروسي السابق الكسندر ليتفيننكو، تم استجوابه في الولايات المتحدة، وان فريقا من الشرطة يستعد لمغادرة لندن الى روسيا في غضون ايام. وأضاف المصدر ان الشرطة البريطانية تأمل في التحقيق مع عدد من الاشخاص في موسكو بينهم اندريه لوغوفوي العميل السابق الذي التقى ليتفيننكو في الاول من نوفمبر (تشرين الثاني) اليوم الذي اصيب فيه بالمرض. وقد صرح لوغوفوي لصحيفة «صانداي تايمز» البريطانية امس انه اصيب بعدوى مادة البولونيوم 210، الا انه نفى ان يكون متورطا في وفاة العميل الروسي السابق.

واعتبر ان توجيه الاتهام اليه بالتورط في مقتل العميل الروسي السابق مسموما بالاشعاع هو من باب «الهاء الشرطة» عن العنصر الرئيسي في هذه القضية. وقد امتنع وزير الداخلية البريطاني عن التعليق على اتهام العميل الروسي السابق وحلفائه للكرملين، بالتورط في قتله مسمما بمادة مشعة في وقت نفى الكرملين بشدة هذه التهم.

وقال ريد ان «اسوأ الامور التي قد نقوم بها هي التكهن» حول ظروف وفاة العميل السابق والجهة المتورطة فيها، حسب ما نقلت وكالة الاسوشييتد برس. وفي لندن، عاود الاطباء البريطانيون امس، فحص مصدر المعلومات الايطالي للجاسوس الروسي السابق.

ويخضع المستشار الأمني ماريو سكاراميلا، 36 عاما، لمزيد من الاختبارات، لكن الاطباء قالوا إنه لم تظهر أعراض «تسمم إشعاعي» بالمادة المشعة بولونيوم 210 عليه، والتي يعتقد أنها كانت السبب في مقتل ليتيفيننكو.

وأظهرت الفحوص وجود البولونيوم 210 في بول سكاراميلا.

وقال سيرجيو راستريللي محامي سكاراميلا للقناة الرابعة بالتلفزيون البريطاني، إن موكله «يشعر بقلق بالغ».

وأضاف «أبلغه الأطباء أنه ملوث قطعا بالبولونيوم 210، لكنه ليس مصــدرا للاشعاع. لا بد أنه ابتلع أو استنشق جرعة متناهية الصغر منه»، حسب ما نقلت وكالة الانباء الالمانية. وكان سكاراميلا أحد آخر الاشخاص الذين كانوا على اتصال مع ليتيفيننكو قبل أن يشعر بالمرض في أول نوفمبر (تشرين الثاني).

وقد اعتبر انه كان والعميل الروسي السابق عرضة لمحاولة قتل، بسبب الاسرار التي يعرفانها. وقال «لدي اسباب تدفعني للاعتقاد ان تسميمي وتسميم ليتفيننكو، قد يكون مرتبطا بالمعلومات التي كان ينقلها لي خلال شهور» في بيان وزعته وسائل الاعلام الايطالية السبت.

وكانت وكالة حماية الصحة البريطانية أعلنت ان ثلاث طائرات تابعة للخطوط الجوية البريطانية (بريتيش ايرويز) سالمة، ولا تشكل أي خطر على ركوب المسافرين، وذلك بعد اكتشاف اثار خفيفة للاشعاع على متنها. وقد أحيل حتى الآن 24 شخصا لاخضاعهم لاختبارات خاصة لاحتمال تعرضهم للاشعاع. وينتظر الكشف عن نتائج تشريح جثة العميل الروسي السابق هذا الاسبوع، كما يتوقع اقامة مراسم دفنه في لندن، على أن يختم النعش بالشمع الأحمر نظرا الى الدرجة العالية من الاشعاع التي تحملها الجثة.

وقد كشفت صحيفة بريطانية امس، عن أن الاستخبارات الروسية اقامت شبكة ناشطة في بريطانيا تضم أكثر من 30 جاسوساً.

وقالت صحيفة «صاندي تلغراف» نقلاً عن مصادر رسمية إن «الشبكة الروسية المعقدة، تمثل أضخم تهديد جاسوسي تواجهه بريطانيا، كما أن العملاء الذين يعادلون واحداً مقابل كل خمسة دبلوماسيين روس في بريطانيا يقومون بمراقبة تحركات ونشاطات المهاجرين الروس والمعارضين لنظام الرئيس فلاديمير بوتين».

وأضافت أن الجواسيس الروس «متورطون أيضاً في عملية واسعة الانتشار، تستهدف رجال أعمال ونواباً وعلماء، في محاولة تهدف إلى سرقة أسرار الدولة وتعاملاتها التجارية».

وأشارت الصحيفة نقلاً عن مصادر رسمية بريطانية إلى «أن العملاء الروس ناشطون اليوم كما كانوا من قبل إبان ذروة الحرب الباردة، على الرغم من حقيقة أن الكرملين يعد الآن أحد أهم حلفاء بريطانيا في مجال محاربة الإرهاب الدولي».

وقالت إن هذه المعلومات الاستخباراتية قدمت إلى الحكومة الأسبوع الماضي في الاجتماع الذي عقدته لمناقشة القضايا الأمنية، وتم خلاله إبلاغها أن الجاسوس الروسي السابق اغتيل على أيدي قتلة يعلمون لحساب الحكومة الروسية.