مصر: سرور ينقذ حسني من «مذبحة النواب» حول تصريحات الحجاب

النواب أمطروا وزير الثقافة بانتقادات وزعيم كتلة الإخوان يساعد في إنهاء الأزمة

TT

أنقذ الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري (البرلمان)، وزير الثقافة فاروق حسني من «مذبحة النواب» أمس أثناء مناقشة تصريحاته الرافضة للحجاب، وذلك باستجوابه في جلسة اللجنة البرلمانية المشتركة المكلفة النظر في تلك التصريحات، فيما لعب الدكتور سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان دورا في تهدئة نواب الجماعة وإنهاء الأزمة.

فبينما ثار النواب في وجه فاروق حسني وأمطروه بسيل من الأسئلة والانتقادات لتصريحاته، سقط نائب الحزب الوطني الحاكم كرم الحفيان مغشيا عليه أثناء تقدمه نحو المنصة التي كان يجلس عليها حسني، مما دفع الوزير إلى الضرب بيده على الطاولة مهددا بالانسحاب من الجلسة وقال «أنا ماشي.. أنا مش جاي هنا أسمع الكلام ده»، وتدخل الدكتور مفيد شهاب وزير المجالس النيابية والشؤون القانونية لتهدئته، فيما بادر سرور بسؤال الوزير: هل أصدرت قرارات بمنع استخدام الحجاب، فأجاب الوزير: «لم يحدث بالمرة»، فسأله مرة أخرى: «هل تدعو السيدات لعدم استخدام الحجاب؟ فأجاب: «لم يسبق أن صرحت بذلك في حياتي». وسأله مرة ثالثة: هل للوزارة سياسة ثقافية ضد الحجاب؟ فأجاب فاروق حسني: «هذه تبقى سياسة خاطئة ومجنونة».

وهنا قال سرور: «الواضح أن الوزير ليست له سياسة ولا دعوة ضد الحجاب وبذلك يكون الأمر قد انتهى».

وكان اجتماع مشترك بين لجنتي الشؤون الدينية والاجتماعية والأوقاف ولجنة الثقافة والإعلام والسياحة بالبرلمان المصري قد عقد صباح امس بحضور نحو 150 نائبا، على الرغم من أن عدد الأعضاء الأساسيين والاحتياطيين في اللجنتين لا يزيد عن 90 نائباً.

وقال الدكتور محمد سعد الكتاتني، رئيس الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان انه على الرغم من عدم اعتذار وزير الثقافة بألفاظ صريحة في اجتماع اللجنة، إلا أنه (أي الوزير) اعتذر بما قاله خلال الاجتماع بشكل ضمني عما نسب إليه من تصريحات. وأضاف الكتاتني أمام أعضاء اللجنة «أنه يجب الانتهاء من هذا الموضوع عند هذا الحد».

وقال الدكتور سرور في بداية الجلسة: «نريد من وزير الثقافة أن يلقي بياناً حول سياسة الوزارة في ما يتعلق بالحجاب والقرارات التي اتخذها في هذا الشأن». ورد وزير الثقافة بالقول: «الموضوع أساساً موضوع رأي وموضوع حوار وليس موضوعاً دينياً». وحين بدأ بعض النواب في الاحتجاج على الطريقة التي يسير بها عمل اللجنة قال الوزير: «إذا لم يقل البرلمان رأياً حراً فهل هذا سيكون أمراً معقولاً.. أحب كل عضو في البرلمان.. لكن المفاجأة التي أشعرتني بغصة في نفسي أن أكون في نظر هؤلاء النواب الذين أحبهم مغتاباً.. كما لم يحدثني أي منهم منذ البداية عن هذا الموضوع الذي نشر بالصحف وهو مجرد رأي شخصي». وقال الوزير: «رأيي كان شخصياً بحتاً وبعيد كل البعد عن الدعوة.. أنا لست رجل دين ولا مفتياً ولم أقصد بالعلماء الإجلاء أي إهانة.. بل كنت أعني الفتاوى التي توجد في الفضائيات وعلى الأشرطة من المستشيخين بينما المفروض أن يكون الأولى للمشايخ المصريين لأن مصر هي التي علمت العالم الإسلامي أصول التجويد والترتيل، وإذا كان هناك زي بدأ يغزو مصر، وهو نوع معين من الحجاب، فأنا أرى أن الشكل في هذا الحجاب قد يتحول إلى ثقافة تريد بعض الدول مثل إيران تصديرها لمصر.. نحن في مصر نعرف الحجاب منذ زمن طويل لكنه حجاب مميز يخص الثقافة المصرية مثل الملس والطرحة التي ترتديها النساء المصريات منذ زمن طويل خاصة في القرى والأرياف».