هوغو شافيز متقدم على منافسه بـ30 نقطة وأنصاره يستعدون لاحتفالات ضخمة في فنزويلا

أكثر من 16 مليون فنزويلي شاركوا بالانتخابات الرئاسية والمرشح المعادي لبوش في المقدمة

TT

تقدم الرئيس الفنزويلي، هوغو شافيز، كفائز محتمل بدرجة كبيرة في الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس في فنزويلا ويتم الاعلان عن نتائجها الرسمية غدا، وفق آخر الاستطلاعات من كراكاس، بعد أن شارك حوالي 16 مليون ناخب ممن أدلوا بأصواتهم في 32 ألف مركز للاقتراع باشراف ألف مراقب دولي، معظمهم من دول القارة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي.

وأفادت آخر الاستطلاعات ان رئيس فنزويلا، المعروف بمعاداته للولايات المتحدة والداعي الى «اشتراكية للقرن الواحد والعشرين» يتقدم بنحو 30 نقطة على خصمه الاشتراكي ـ الديموقراطي مانويل روزاليس، حاكم ولاية «سوليا» الواقعة في غرب فنزويلا.

وكان شافيز، البالغ من العمر 52 سنة، قد انتخب رئيسا لأول مرة في 1998 وأعيد انتخابه عام 2000 بنحو 6 بالمائة من الاصوات، وقد خاض انتخابات أمس لولاية ثالثة من 6 سنوات، حاصرا أعداءه بـ«الامبريالة الاميركية وخدامها» على حد تعبيرات كررها مرات عدة خلال حملته الانتخابية التي ينافسه فيها 14 مرشحا، أهمهم خصمه روزاليس.

ورأى الخبير السياسي لويس فيسنتي ليون، وهو مدير معهد «داتا اناليزيس» للتحقيقات انه «من المرجح جدا ان يفوز شافيز بالانتخابات، والعامل الوحيد غير المحسوم يكمن على ما يبدو في حجم فوزه» كما قال.ويحظى الرئيس الذي تعرض عام 2002 لمحاولة انقلاب دعمها آنذاك خصمه الحالي، بتأييد قوي من ملايين الفقراء الذين يمثلون نصف السكان البالغين 25 مليون نسمة، ويتوقع بذلك فوزه بعشرة ملايين صوت في الانتخابات من جولة واحدة، الفائز فيها هو من يحصل على أكبر عدد من الأصوات.

ويستمد الرئيس الفنزويلي شعبيته من البرامج الاجتماعية التي طبقها ومولها بفضل العائدات النفطية لبلاد تنتج مليونين و400 ألف برميل وتعتبر المنتج والمصدر الخامس للنفط في العالم. والملفت انه على رغم الخلافات الدبلوماسية والعداء القائم بين فنزويلا والولايات المتحدة، فان الأخيرة هي المستورد الاول لنفط فنزويلا التي تملك اكبر ثروة بترولية في دول أميركا اللاتينية.

ويندد روزاليس، زعيم المعارضة الموحدة الذي يدير ولاية نفطية ثرية، بالنظام الفنزويلي «الكوبي الشيوعي» داعيا الى اسقاط «الايديولوجيا السياسية» وفك الروابط التي اقامها شافيز مع الدول المعادية للولايات المتحدة، ككوبا وبعض دول الشرق الاوسط. كما وبعد ان شهدت أميركا اللاتينية 11 انتخابات رئاسية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2005، نظمت فنزويلا أمس آخر انتخابات رئاسية للعام الجاري على خلفية الصراع على النفوذ المحتدم بين الولايات المتحدة وعدوها اللدود شافيز، الموصوف من بعض وسائل الاعلام في دول بالقارة الأميركية بأنه «صدام أميركا اللاتينية».

وقد جرت الانتخابات الرئاسية في فنزويلا أمس بعد حملة محتدمة في ارجاء البلاد وبعد ان شهدت انتخابات رئاسية سابقة في الماضي اضطرابات اجتماعية كبيرة حملت الناس على التهافت الى المحلات التجارية مع اقتراب موعد الانتخابات لتخزين المواد والبضائع.

وتبارز المرشحان المتنافسان بحشد جموع المؤيدين في المهرجانات الانتخابية وبتسريب الشائعات وتبادلا الاتهامات برفض كل منهما الاعتراف بهزيمته. وهدد شافيز الواثق من فوزه بتسريع اقرار تعديل دستوري يسمح له بالترشح للرئاسة للعدد الذي يشاؤه من الولايات، فيما نددت المعارضة بالامر معتبرة انه ينذر بقيام «ديكتاتورية» في البلاد. وقد أيقظ أنصار شافيز، وفقا لما درجوا عليه من عادة، الاحياء الشعبية منذ ساعات الفجر الاولى من اجل «التصويت ضد الشيطان بوش» وهو اللقب الذي يطلقه شافيز على الرئيس الاميركي.