صدام يحضر محاكمة الأنفال رغم طلبه إعفاءه من ذلك

الرئيس المخلوع احتج لدى القاضي قائلا إنه ومحاميه «منعوا من توضيح الحقيقة»

TT

استأنفت امس المحكمة الجنائية العليا العراقية محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين واعوانه، بتهمة ارتكاب «إبادة جماعية» ضد الاكراد، خلال حملات الانفال عام 1988، بحضور صدام رغم طلبه من القاضي ان «يعفيه» من ذلك.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، وجه صدام حسين قبل يومين رسالة الى القاضي محمد العريبي يطلب فيها «اعفاءه من حضور هذه المهزلة». من جهتها، ذكرت وكالة رويترز انه في الخطاب الموجه الى القاضي، الذي سلمه صدام الى محام من فريق الدفاع، قابله يوم الاثنين، قال الرئيس العراقي السابق انه وفريق دفاعه منعوا من «توضيح الحقيقة»، حول دوره في حملة الانفال، التي يقول الدفاع انها كانت عملية مشروعة ضد أكراد انحازوا الى ايران خصم العراق، التي خاضت معه حربا استمرت من عام 1980 حتى عام 1988.

كما ان صدام، الذي ينتظر النظر في استئناف قدمه ضد حكم الاعدام الصادر ضده في قضية منفصلة بشأن قتل قرويين من الشيعة، انتابته حالة غضب شديد عندما رفض قاض ان يعطيه الفرصة لتفنيد مزاعم الادعاء بأنه استولى بالخداع على عشرة مليارات دولار من أرصدة الدولة.

وقال صدام في الخطاب، الذي نشره محاموه انه لذلك يبلغ القاضي انه لا يستطيع تحمل هذه الاهانات المستمرة منه ومن اخرين، وانه يطلب منه ان يعفيه من حضور جلسات «هذه المهزلة». لكن صدام وصل اليوم الى المحكمة مبتسما ليحضر جلسة شهد خلالها طبيب عمل في مستشفى تابع للبيشمركة الاكراد، بأنه عالج ضحايا هجمات بالغازات السامة. وحسب وكالة الانباء الالمانية (د ب أ)، روى الشاهد قيام الطائرات العراقية بقصف المنطقة، التي كان يوجد فيها بالاسلحة الكيماوية، وعن حالات الاصابة، التي شاهدها والمساعدة في تقديم الاسعافات اللازمة للمصابين، خصوصا الذين تعرضوا منهم لغاز الخردل، وكيفية دفن الموتى منهم بدون تغسيلهم، خوفا من التعرض للمواد الكيماوية.

وقد ادلى عشرات من شهود الاثبات بافاداتهم حول قصف مناطق في كردستان العراق بالاسلحة الكيماوية وحملات الاعتقال والتعذيب والاغتصاب والاعدام والمقابر الجماعية. وجلسة أمس كانت الثامنة والعشرين منذ بدء المحاكمة في 21 اغسطس (آب)الماضي. وحسب الادعاء، اسفرت حملة الانفال عن مقتل 180 الف كردي وتدمير ثلاثة الاف قرية وتهجير الالاف.