قضية التكفيريين الجدد بمصر: تحقيقات حول تسفير شباب من مرسى مطروح إلى العراق

فرنسي تونسي الأصل وليبي حاولا إقامة مدرستين لتحفيظ القرآن

TT

كشفت مصادر مطلعة في مدينة مرسى مطروح (500 كيلومتر شمال غربي القاهرة) أمس، أن السلطات الأمنية المصرية، تجري تحقيقات في الطريقة التي سافر بها عدد من شباب المحافظة للقتال في العراق مع الجماعات المسلحة، حيث أفرجت السلطات قبل يومين عن والد أحد المتطوعين، ويدعى قاسم عبد الغفار، بعد أن تمكن نجله «موسى» من السفر للعراق وتنفيذ عملية ضد قافلة للقوات الأميركية قتل فيها نحو 13 جندياً في مدينة الرمادي قبل نحو 3 أشهر. وينتمي «موسى» لقبيلة الصناقرة من مدينة الضبعة التي تبعد نحو 400 كيلومتر غرب القاهرة.

وكانت أجهزة الأمن المصرية قد ضبطت خلال الأيام الماضية تنظيما جديدا يعتنق أفكارا تكفيرية وجهادية يضم بين أعضائه 9 فرنسيين، قالت الداخلية المصرية قبل يومين إنها ستعيد سبعة منهم إلى باريس، كما يضم التنظيم 3 بلجيكيين وأميركي واحد وتونسيين اثنين ومثلهما من سورية، فيما يضم عددا لم يتم تحديده من المصريين.

وأكدت مصادر السفارتين الفرنسية والسورية في القاهرة أنهما ما زالتا تجريان اتصالات مع السلطات الأمنية المصرية لمعرفة موقف رعاياهما المتورطين في القضية.

وقال السفير السوري في القاهرة يوسف الأحمد لـ«الشرق الأوسط» إنه لا توجد لديه معلومات محددة حول المعتقلين السوريين على ذمة القضية، وانه سيجري اتصالات مع المسؤولين المصريين حتى تطلع السفارة على تفاصيل الموضوع، فيما قال مصدر إعلامي بالسفارة الفرنسية إن القنصلية العامة لفرنسا تتابع الموقف، غير أن الصورة لم تكتمل لديها، وحين يحدث ذلك ستعقد مؤتمرا صحافيا أو تصدر بيانا توضح فيه موقفها وكافة الحقائق حول رعاياها المتورطين في القضية. إلى ذلك، أوضحت المصادر في مدينة مرسى مطروح لـ«الشرق الأوسط»: ان اثنين أحدهما ليبي الجنسية والثاني يعتقد أنه تونسي حاول كل منهما على فترات متقاربة من عام 2005 بناء مدرستين لتحفيظ القرآن، وأن التونسي قام بشراء قطعة أرض من أحد المواطنين المحليين في منطقة تبعد 8 كيلومترات شرق مدينة مرسى مطروح، وقامت السلطات بهدمها بسبب بنائها بدون ترخيص، وتعتقد المصادر أن الليبي توقف عن العمل في بناء مدرسة أخرى لتحفيظ القرآن في منطقة الشيخ عطيوة التي تبعد كيلومترين شرق مدينة مرسى مطروح، واختفى، بعد هدم المدرسة الأولى. وكشفت المصادر أن شاباً آخر من أبناء مرسى مطروح وترجع أصوله لمدينة المحلة في شمال القاهرة، ويدعى صلاح المحلاوي، تمكن من السفر إلى العراق خلال العام الماضي ونفذ عملية انتحارية ضد جنود أميركيين في مدينة الرمادي. وقالت المصادر إن «المحلاوي» كانت له توجهات اصولية وأبعدته السلطات الأمنية في مصر عن ممارسة مهنته في تدريب الكاراتيه، فعمل بائعا متجولا للحلويات قبل أن يقتنع بالسفر إلى العراق. ورفضت والدة أحد المعتقلين، وتدعى «سامية الباشا»، التحدث عن سبب اعتقال نجلها «محمد»، وقالت: «هذه رغبة ابني.. وقال مصدر في مديرية التربية والتعليم بمحافظة مرسى مطروح، ان محمد وآخرين من أبناء المحافظة اعتقلوا مؤخراً لعلاقتهم بفرنسي تونسي الاصل كان يجتمع بهم في منطقة «أندلسية»، واضاف المصدر: كانت هناك مدرسة آيلة للسقوط وخالية من التلاميذ في منطقة الجراولة شرق مدينة مرسى مطروح بنحو 10 كيلومترات، وحاول التونسي ومعه ليبي آخر اتخاذها كمقر لإلقاء الدروس الاصولية بدلاً من قرية أندلسية، لكن السلطات الأمنية اكتشفت أمرهما، حيث تم اعتقال نحو 15 شاباً مصرياً وهرب ثلاثة آخرون على الأكثر منهم شقيقان ليبيان يدعيان منصور وشريف رجب.