حذر المفوض الاعلى لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة انطونيو غوتيريس أمس من تكرار «الظاهرة العراقية» في دارفور التي قد تعرقل جهود الاسرة الدولية الرامية الى انهاء أعمال العنف في هذا الاقليم. فيما اعلنت المنظمة الدولية امس أنها أجلت نحو 200 من موظفيها غير الأساسيين ومن وكالات أخرى من مدينة الفاشر اكبر مدن اقليم دارفور بسبب المخاوف من الوجود المتزايد لميلشيا الجنجويد وعناصر مسلحة اخرى في المنطقة.
وشهدت مدينة الفاشر امس تظاهرات احتجاجا على الهجوم حيث تدخلت الشرطة وفرقت المتظاهرين وقال شهود عيان تحدثوا لـ«الشرق الاوسط»، إن طالبين اصيبا في المظاهرات التي كان اغلب المشاركين فيها من التلاميذ في شتى المراحل الدراسية. وقد اغلقت اسواق المدينة ابوابها اثناء التظاهرات.
وبحث الرئيس السوداني عمر البشير مع كبير مساعديه مني اركو مناوي زعيم حركة تحرير السودان الموقعة على اتفاق ابوجا، ملابسات هجوم مليشيات الجنجويد على مدينة الفاشر. وقال المتحدث الرسمي باسم حركة تحرير السودان مصطفى جميل في تصريحات صحافية في الخرطوم ان مناوي الذي اعتكف في منزله احتجاجا على الهجوم على المدينة تلقى أمس اتصالاً هاتفياً من الرئيس البشير تناول احداث الفاشر الاخيرة وموقف الحركة منها.
وفي طوكيو نقلت وكالة فرانس برس عن غوتيريس الذي كان يتحدث خلال منتدى عالمي في العاصمة اليابانية قوله «عندما نراقب الوضع في دارفور نشعر بالعجز ونعود الى موقف الحكومة السودانية الرافض لتدخل الامم المتحدة، ويبدو ان مجلس الأمن عاجز عن اتخاذ قرار» ضد الخرطوم. وأضاف «في نظري ان العالم يعاني مما يعرف بالظاهرة العراقية» التي تترجم بمعارضة شديدة للتدخلات الاجنبية. وأوضح ان «رفضا كبيرا سجل خصوصا في الدول النامية لكل ما قد يؤدي الى تدخل اجنبي». وأضاف غوتيريس، ان مجلس الامن الدولي سينظر في «ادوات» جديدة اقل إلزاما من عملية تدخل.
وفي الخرطوم قالت راضية عاشوري المتحدثة باسم الامم المتحدة في السودان ان المنطق وراء هذا القرار هو «مخاوفنا الأمنية المتصاعدة نتيجة للوجود الزائد للجنجويد في بلدة الفاشر ووجود جماعات مسلحة أخرى في المنطقة».
وأوضحت عاشوري بان 82 من موظفيها غادروا الفاشر الليلة قبل الماضية. وكانت المنظمة الدولية قد أعلنت من قبل ان عملية الاجلاء شملت نحو 100.
الى ذلك قالت مصادر دبلوماسية هولندية ان الهولندي يان برونك مبعوث الامم المتحدة الى السودان سيعود الى الخرطوم قبل نهاية الاسبوع الحالي من اجل تسليم مهمته للشخص الذي تولى القيام بها مؤقتا، مشيرة الى ان برونك سيمكث في السودان خمسة ايام يتوجه بعدها الى نيويورك لتقديم تقرير الى الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان حول الزيارة.