فرنسا تدشن قناتها الإخبارية الدولية برعاية رسمية واحتفال ضخم

TT

أخيرا دخلت فرنسا سوق المنافسة التلفزيونية الفضائية بإطلاقها مساء أمس شبكة «فرنسا24» الإخبارية في احتفال ضخم أقيم في حدائق التويلري، المطلة على ساحة الكونكورد الشهيرة بمسلتها الفرعونية، بحضور الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي كان «عراب» المشروع، وأركان الدولة الفرنسية من وزراء ونواب وكبار المسؤولين.

وتضم الشبكة في مرحلتها الأولى قناتين فرنسية وانكليزية على أن تطلق برامجها بالعربية في الصيف المقبل وعلى الأرجح في شهر يوليو (تموز). غير أن القناة العربية انطلقت على الإنترنت مع القناتين الأخريين.

وكان شيراك زار بعد ظهر أمس مقر الشبكة الجديدة في ضاحية إيسي ليه مولينو الواقعة جنوب غربي باريس حيث اطلع على تجهيزاتها واللمسات الأخيرة التي قام بها الفنيون والصحافيون والإداريون من أجل «إسماع صوت فرنسا في العالم» وفق رئيس مجلس إدارة الشبكة ألان دو بوزياك. ونصبت في حدائق التويلري خيمة ضخمة للإحتفال بالمناسبة ودعي اليها 3000 شخص، فيما جهزت جادة الشانزليزيه بشاشات ضخمة لنقل أولى الصور للشبكة التي ستصل الى المشاهدين في أوروبا والعالم العربي وإيران وتركيا وأفريقيا عبر مجموعة من الأقمار الإصطناعية وعبر باقات الكايبل. وستصل القناتان الفرنسية والإنكليزية الى واشنطن ونيويورك على أن تصل لاحقا الى كل المدن الأميركية والى أميركا الشمالية وآسيا. وبعد اشهر طويلة من التحضير والتجهيز، دشن رسميا مساء أمس موقع «فرنسا 24» على شبكة الإنترنت www.france24.com على أن ينطلق البث التلفزيوني مساء اليوم في الساعة الثامنة والنصف بتوقيت غرينتش.

لكن المشاهد الفرنسى «العادي» لن يستطيع مشاهدة برامج الشبكة الجديدة التي يساهم في دفع كلفتها والممولة بشكل كامل من الميزانية الحكومية العامة. فالشبكة لن يتاح لها البث الأرضي «الكلاسيكي» ولن توضع على الشبكة الرقمية الأرضية، كما هي حال عشرات الشبكات الرسمي والتجارية. ومن أجل التقاطها في فرنسا، يتعين على المشاهد أن يكون مشتركا بإحدى الباقات التلفزيونية أو أن يمون مجهزا بقرص فضائي لاقط.

وتبلغ ميزانية الشبكة للسنة الأولى 86 مليون يورو على أن تهبط الى 80 مليون يورو في السنوات الأربع اللاحقة. ويمكن مشاهدة القناة عبر الكيبل او صحون استقبال الأقمار الاصطناعية في اوروبا والشرق الاوسط وافريقيا.

كما يمكن متابعتها في نيويورك وواشنطن حيث تتخذ المنظمات الدولية الكبرى مقرات لها.

وقال مسؤولون في الشبكة ان ثمانين مليون منزل تضم 190 مليون مشاهد سيتمكنون من متابعة «فرانس 24» عند اطلاقها.

ورغم أن تمويلها حكومي، فإن مسؤولي الشبكة يقدمون أنفسهم على أنهم «مستقلون» وأنهم يقدمون «نظرة فرنسية لأحداث العالم».

ويراهن مسؤولو الشبكة والدولة الفرنسية على «الوسيلة الإعلامية الجديدة» من أجل إثبات حضور فرنسا في الإعلام العالمي الذي تشتد فيه المنافسة خصوصا من قبل القنوات الأميركية والبريطانية وبعض القنوات العربية في ما خص الشرق الأوسط والعالم العربي.

وإطلاق الشبكة الجديدة يمثل إنجازا يعود الفضل فيه للرئيس الفرنسي شخصيا لأنه صاحب الفكرة واكثر المتحمسين لها.