الشاعر يحذر من مغبة اللجوء إلى حل الحكومة وتنظيم استفتاء لإنهاء الأزمة

داعيا أبو مازن للعودة إلى الحوار

TT

حذر ناصر الدين الشاعر، القائم بأعمال رئيس الحكومة الفلسطينية، من مغبة لجوء الرئيس محمود عباس (ابو مازن) الى حل الحكومة وتنظيم استفتاء للخروج من الأزمة الحكومية الحالية. وناشد ابو مازن «دعوة لجنة الحوار لتشكيل حكومة الوحدة لاستئناف الحوار من النقطة التي توقف عندها»، رافضا العودة إلى نقطة الصفر، ومشددا على «ضرورة الالتزام بما تم التوقيع عليه، كون الشارع الفلسطيني لم يعد يحتمل أكثر من ذلك، وتحقيقاً لرغبة المؤسسات الأهلية والجماهيرية والحزبية والتنظيمية الداعية لإخراج شعبنا من هذه الأزمة ورفع الحصار عنه».

وقال الشاعر خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير العمل محمد البرغوثي، في أحد فنادق رام الله، إن ما اتفق عليه يتعدى ما يختلف حوله حالياً من تسمية رئيس الوزراء، وتوزيع الحصص والوزراء، بما يمثله كل فصيل في المجلس التشريعي والمستقلون، مشدداً على أن برنامج حكومة الوحدة الوطنية هو برنامج وثيقة الوفاق الوطني، التي هي محل إجماع كافة الفلسطينيين.

وحول الدعوات الصادرة عن اعضاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح بحل الحكومة الحالية وتنظيم استفتاء شعبي، قال الشاعر «أية خيارات فيها طعون دستورية لن تكون خيارات توافقية، وإذا كان الخيار حل الحكومة، فماذا سيكون بعد الاستفتاء؟».

ونفى الشاعر في تصريحات صحافية في رام الله علمه بأية تفاصيل عن الخطاب المتوقع للرئيس ابو مازن. وقال: «أنا لا أريد أن نرجع للوراء، لقد تم التوافق على وثيقة الوفاق الوطني أن تكون هي مرتكزاً للحكومة وتم التوافق على خطاب التكليف، وعندما نصل للنتائج النهائية يتم عرض الصورة للناس بشكل كامل». وقال إن ابو مازن ابلغ الحكومة بنيته استئناف الجهود لتشكيل حكومة الوحدة. وتوقع الشاعر في تصريحات صحافية أن تحسم مسألة تشكيل الحكومة في وقت قصير، مشيرا الى ان حوارات حركتي فتح وحماس نجحت في حسم معظم القضايا الخلافية، وأنه لم يتبق إلا تحديد أسماء الذين سيتولون حقائب وزارية في الحكومة المقبلة. وطالب الشاعر بعدم إعطاء الفرصة لمن سماهم «الأقلية التي لا ترغب في تشكيل الحكومة للوصول الى اهدافها» مشيراً إلى أن «الجميع يعيش تحت قبضة الاحتلال الإسرائيلي». وقال ان اغلاق باب الحوار «لن يرضي أحداً من الغيورين الصادقين لأن كل الشعب يريد أن يرى الحكومة الجديدة حتى لا تبقى الكرة في الملعب الفلسطيني فيما الممارسات الإسرائيلية وهضم الحقوق واجتزاء القضية الفلسطينية والجدار العنصري تخنق الجميع». واعتبر الشاعر أن التوصل لتشكيل حكومة الوحدة أمر مبدأي واستراتيجي وليس مرحلياً. وأضاف «عدم وجود حكومة وحدة يغذي كل شيء، يدمر الوحدة الفلسطينية، بينما الشعب والشارع ملاّ من التصريحات والخلافات. وعلى القائمين على أمور الشعب ان لا يغلقوا باب الحوار ويجب ان نجتاز العقبات وإيجاد طرق بديلة لأن الخيار الوحيد هو التوحد مع بعضنا البعض». وقال «الشعب يريد حكومة وحدة تعيد البناء الداخلي ومقومات النهوض الفلسطيني لحمل الهم الفلسطيني حيث أننا متفقون على القواسم المشتركة، فلماذا نغلق الأبواب». ورفض الشاعر تحميل أي طرف المسؤولية على حساب طرف آخر، مناشداً كافة صناع القرار الاجتماع الفوري ولملمة شعث المجتمع الفلسطيني. وحث الشاعر الجميع على عدم العودة للوراء بمناقشة أمور تم حسمها. الى ذلك ذكرت مصادر فلسطينية أن لجنة الخبراء السداسية المنبثقة عن منظمة التحرير التي تدرس الخيارات المتاحة امام ابو مازن لانهاء الازمة الحكومية الحالية بحثت خيار تفعيل منظمة التحرير واعادتها الى الواجهة مرة اخرى للتعامل مع القضايا المختلف عليها داخل الساحة الفلسطينية. وقال ياسر عبد ربة عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة ان اللجنة اجتمعت بالفعل ودرست عددا من الخيارات لتفعيل دور المنظمة مرة اخرى وسيتم تقديم هذه الخيارات لرئيس السلطة لانتخاب الانسب منها.

وقال قيس عبد الكريم عضو المجلس التشريعي إن تفعيل منظمة التحرير يأتي في السياق الطبيعي لتقوم هذه المنظمة بدورها في معالجة العديد من جوانب الخلل في الوضع الفلسطيني الحالي ومن ابرزها المشاكل الناجمة عن الحصار الظالم المفروض على ابناء الشعب، معتبرا ان المنظمة هي المرجعية السياسية العليا وهي المعنية بشأن التفاوض ويمكن ان تكون قادرة من خلال اتصالاتها العربية والدولية على حل بعض الجوانب التي تعجز الحكومة الحالية عن حلها.