ليتفينينكو: استجواب «الشاهد الرئيسي».. واكتشاف «مواد مشعة» في سفارة بريطانيا بموسكو

أكاديمي يعمل «في العالم الرمادي للاستخبارات» يشرح سبب عدم تناوله السوشي مع الضحية

TT

التقى فريق المحققين البريطانيين بمسؤولين قضائيين في موسكو، امس، في اطار تحقيقهم في قضية تسميم ضابط الاستخبارات الروسي السابق الكسندر ليتفينينكو، وكان مقررا ان يستجوبوا امس أيضاً الشاهد الرئيسي العميل الاستخباراتي السابق اندري لوغوفوي. وذكر لوغوفوي مسبقا، امس، انه تبلغ رسميا بأن لقاءه مع محققي الشرطة البريطانية سيتم «بمشاركة مسؤولين في النيابة الروسية العامة». وأكد هذا العميل السابق الذي أصبح رجل أعمال يخضع للمراقبة في مستشفى خوفا من اصابته بمواد مشعة، أن أطباءه «سمحوا بهذا اللقاء». وكان لوغوفوي قد التقى ليتفينينكو في فندق «ميلينيوم» في وسط لندن في الاول من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قبل ان تظهر على الاخير عوارض التسمم بمادة البولونيوم 210 المشعة. ويقول لوغوفوي ان لقاءه مع ليتفينينكو الذي حضره ايضا روسيان آخران، جرى بعد ارتياد ليتفينينكو مطعم سوشي، حيث التقى مع الاكاديمي الايطالي ماريو سكاراميلا. وينفي لوغوفوي، أن يكون له أي دور في التسميم الذي قاد الى وفاة الجاسوس السابق.

وتزامن استجواب لوغوفوي مع العثور على «اثار قليلة من مواد مشعة» في سفارة بريطانيا في موسكو، حسبما افاد دبلوماسيون.

وفي الوقت ذاته، أعلنت الشرطة البريطانية أمس أنها تحقق الآن في «مقتل ليتفينينكو» بعد ان كانت تحقق في قضية «وفاة». وكان ليتفينينكو، 43 عاما، عقيدا سابقا في الاستخبارات الروسية وأحد أشد المنتقدين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. من جهته، نفى بوتين وغيره من المسؤولين الروس أي علاقة لهم في المسألة، وتعهدوا بالتعاون مع أجهزة التحقيق البريطانية.

من جهته، صرح نائب وزير العدل الروسي فلاديمير كوليسنيكوف، ان روسيا ستجري تحقيقا خاصا بها في موت ليتفينينكو. وقال في تصريحات نقلتها صحيفة «كومرسانت» الروسية، ان ليتفينينكو مواطن روسي وكان يحمل الجنسية البريطانية ايضا، و«لذلك يجب ألا تقف مؤسساتنا الامنية مكتوفة الايدي امام ما جرى. علينا اتخاذ قرار حول الاجراءات الواجب اتخاذها وإجراء تحقيقات خاصة بنا».

في غضون ذلك، غادر الاكاديمي الايطالي سكاراميلا امس مستشفى بلندن، كان قد دخله اثر العثور على إشعاعات في جسمه. وقال سكاراميلا من ناحية أخرى، ان الهدف من لقائه مع ليتفينينكو كان لتحذيره من أن حياته في خطر. وأوضح في مقابلة مع شبكة «سي. إن. إن» الإخبارية عن اللقاء: «لقد تلقيت عدة رسائل بريد إلكترونية من مصدر آخر عرّفني (ليتفينينكو) عليه قبل سنوات، أبلغني فيها إن حياته وحياتي محور اهتمام أشخاص عدائيين، ولذا علينا توخي الحذر». وأضاف أن «المشكلة بالنسبة لي أن الرسائل البريدية الإلكترونية كانت مليئة بالتفاصيل الكثيرة والخاصة لدرجة لم تبد معها حقيقية».

وتابع في المقابلة التي أجريت معه قبل مغادرته المستشفى انه حاول تحذير ليتفينينكو بأنهما أصبحا هدفين «لأشخاص على علاقة بتنظيمات سرية»، مشيرا الى ان هذه التنظيمات لا تخضع لسيطرة الدولة الروسية، إلا ان عناصرها في الغالب من المتقاعدين من جهاز الاستخبارات الروسية.

وعمل سكاراميلا مع ليتفينينكو في تحقيق برلماني إيطالي حول مزاعم بوجود علاقات بين سياسيين إيطاليين وجهاز الاستخبارات السوفياتي السابق «كي جي بي». وقال سكاراميلا الذي لم يتناول أي طعام خلال اللقاء مع ليتفينينكو: «ألكسندر كان دائماً متيقظا، ونظراً لأني أشعر بأني في حالة جيدة ولم أتعرض للتسمم، لا أعتقد أني كنت هدفا أيضا. يجب التأكيد من هذا الواقع». وأوضح سكاراميلا أن سبب عدم تناوله الطعام خلال اللقاء هو لأنه لا يحب السوشي، لكنه التقى مع ليتفينينكو في ذلك المطعم «لأنه كان يحب هذا النوع من الطعام». وأضاف ان الشرطة البريطانية التي تحقق في مقتل ليتفينينكو لا تعتبره مشتبهاً فيه وانه تعاون مع المحققين.

وكانت مصداقية سكاراميلا موضع تدقيق، لأنه كان قد أدلى سابقا بمزاعم لم يتم التحقق منها حول علاقة لرئيس الوزراء الإيطالي الحالي رومانو برودي بجهاز الاستخبارات الروسية السابق في العهد السوفياتي. وقالت المستشارة في شؤون الاستخبارات في مجلس الشيوخ الإيطالي أندريا ميرغيليتي، إن سكاراميلا معروف بابتداع المزاعم. وأضافت: «ماريو سكاراميلا أحد الذين يعملون في العالم الرمادي للاستخبارات».