علماء ألمان يوقفون تقدم عمر الفئران

TT

نجح فريق من علماء جامعة هانوفر الطبية (شمال ألمانيا) في وقف ميكانزم تقدم عمر الخلايا في الفئران المختبرية. وكتب البروفيسور كارل لينهارد رودولف في العدد الإلكتروني مجلة «نيتشر جينيتيك»قائلا إن إبطال عمل بروتين معين في جسم الفئران أطال عمرها بنسبة تتراوح بين 30 ـ 40 في المائة عن متوقع الأعمار الطبيعي، ولم يتسبب بظهور أية أمراض سرطانية فيها.

ويطلق على نهايات الكروموسومات اسم «التيلومير»، وهي المسؤولة عن انقسام الخلايا ونقل المعطيات الوراثية الكاملة إلى الخلايا الجديدة. ويتقلص طول التيلوميترات مع كل انقسام في الخلية ويقصر معها عمر الخلية. ويقدر العلماء أن الكروموسومات تنقسم 50 ـ 70 مرة خلال حياة الإنسان ثم تتوقف مع بلوغ التيلوميترات آخر قصر ممكن. إذ تطلق التيلوميترات بروتينا اسمه بـ21 يتولى وقف عملية انقسام الخلايا، ونجح رودولف وزملاؤه في إبطال مفعول هذه المادة.

وفي إكار التجارب ذاتها نفسه، عمل الطالب الهندي انهيلي روي خودوري والباحث الصيني زهينيو جو، من مجموعة البروفيسور رودولف، في تنسيل مجموعة من الفئران لا تحتوي كروموسوماتها على مادة بـ21 عن طريق الهندسة الوراثية. ولاحظ الباحثان هذه الفئران وعددها نحو 100 فأر، عاشت فترة أطول من الفئران الاعتيادية. وقارن الباحثون أعمار هذه الفئران مع أعمار فئران عدلت وراثيا بحيث تشيخ أسرع، وتوصلوا إلى أن وقف بـ21 عن العمل يطيل عمر الفئران.

وذكر رودولف أن التجارب أظهرت بأن من الممكن إطالة عمر الفئران التي توقفت عملية انقسام الخلايا فيها. وتفاجأ العلماء حينما لاحظوا أن العملية لم تؤثر على الفئران التي تعمدوا إصابتها بأنواع مختلفة من الأورام السرطانية. وكان المعتقد ان توقف انقسام الخلايا يمكن أن يعمل على وقف نمو الأمراض السرطانية وأن عملية تقدم العمرهي «عرض» من أعراض الحماية الآلية للجسم من السرطان.

وعبر رودولف عن أمله بأن يتمكن فريق العمل، في خطوة لاحقة، من اكتشاف مادة توقف عمل بـ21 ومن دون أن تترك مضاعفات. ويمكن في المستقبل أن يعمل العلماء على إطالة عمر عضو واحد من أعضاء الجسم بمثابة عملية علاجية. بمعنى وقف بـ21 في الكبد المتشمع بهدف إطالة عمر المريض من دون الحاجة إلى عملية زرع كبد جديد. ويفتح اكتشاف علاقة وقف بـ21 بإطالة العمر الآفاق نحو تحسين كامل حياة الإنسان، لأن الفئران الخالية من بـ21 عاشت أنشط وأفضل وأصح من الفئران العادية.