منظمة العفو الدولية تحذر من كارثة في الأراضي الفلسطينية

مؤتمر لبحث تحسين أوضاع اللاجئين تستضيفه عمان

TT

حذرت الامينة العامة لمنظمة العفو الدولية امس، من ان انتهاكات حقوق الانسان المتزايدة في الاراضي الفلسطينية تنشر بذور كارثة ستكون لها عواقب وخيمة. وقالت ايرين خان، في رسالة مفتوحة وجهتها لزعماء دول الاتحاد الاوروبي، بعد رحلة استغرقت اسبوعا في اسرائيل والاراضي الفلسطينية: «نحن نشهد تدهورا سريعا في مجال حقوق الانسان واتساع الحصانة من العقاب»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. واضافت انها تتوقع «انتشار العنف وانهيار المؤسسات الفلسطينية، التي تعاني بالفعل من الضعف، وتدهور حقوق الانسان المتراجعة اصلا وازمة انسانية». وانتقدت خان «اطلاق النار المتعمد وغير المسؤول من قبل القوات الاسرائيلية والقصف المدفعي والغارات الجوية، التي تشن في المناطق المكتظة بالسكان في قطاع غزة».

وانتقدت كذلك الناشطين الفلسطينيين لاطلاقهم الصواريخ المصنعة يدويا على الاراضي الاسرائيلية، مما «خلق جوا من الخوف الذي يؤدي بدوره الى تصلب المواقف المؤيدة للقيام برد عسكري قاس».

واضافت ان «اليأس من المستقبل القريب يزيد من العنف ومن تطرف الفلسطينيين، الذين يشكل الشباب غالبيتهم، حيث انهم لا يرون احتمالا للعيش حياة طبيعية». واوصت خان بوضع آلية لمراقبة حقوق الانسان والتحقيق مع المسؤولين عن الجرائم ومحاكمتهم بموجب القانون الدولي، والوقف الفوري لعمليات بيع ونقل الاسلحة لكافة اطراف النزاع في الشرق الاوسط.

كما دعت الى ازالة المستوطنات اليهودية من الضفة الغربية وتفكيك جدار العزل الاسرائيلي وانهاء نظام الاغلاق المشدد في الضفة الغربية ودعت كذلك الى تسوية.

وفي نفس الوقت حث مؤتمر الدول المانحة والمضيفة للاجئين الفلسطينيين، الذي سيعقد في عمان غدا الاثنين، تحسين أوضاع هؤلاء اللاجئين ومستوى الخدمات المتنوعة المقدمة لهم.

وعلى نحو استباقي سيجتمع ممثلو الدول العربية المضيفة للاجئين الفلسطينيين في دائرة الشؤون الفلسطينية الاردنية لينسقوا في ما بينهم للخروج بموقف موحد يتوجهون به لمؤتمر الدول المانحة والمضيفة بهدف الارتقاء باوضاع اللاجئين.

وأعرب مصدر أردني مسؤول في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) عن ثقته بأن الموقف الموحد لممثلي الدول العربية المضيفة سيجمع على ضرورة استمرار الدول المانحة في دعم ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، على اعتبار انها تمثل التزام المجتمع الدولي بقضيتهم الى ان يتم حلها طبقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

على الصعيد ذاته، قال متحدث باسم الاونروا في عمان، إن المؤتمر سيناقش على مدى يومين قضايا تتعلق بعمل الوكالة ومستوى الخدمات المتنوعة التي تقدمها للاجئين في مناطق عملياتها، لا سيما في ما يتصل بالاوضاع المالية والبرامج الطارئة التي تنفذها في الاراضي المحتلة الى جانب التحديات والصعوبات التي تواجهها في سبيل تطوير وتحسين مستوى هذه الخدمات، بما ينسجم مع نسبة النمو السكاني الطبيعية للاجئين في المخيمات.

وتخدم الأونروا نحو 25.4 مليون لاجئ فلسطيني يقيمون في مناطق العمليات الخمس، وهي سورية ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة، علاوة على الاردن الذي يعيش فيه قرابة 8.1 مليون لاجئ منهم.

وتعتزم الاونروا الاعلان قريبا عن مناشدة طوارئ جديدة للعام المقبل بقيمة 245 مليون دولار، تشمل المنظمات الدولية العاملة في الاراضي المحتلة، أملا في أن تلاقي هذه المناشدة التجاوب اللازم من الاسرة الدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة، نتيجة لظروف الاحتلال الاسرائيلي القاسية وتطورات الأوضاع هناك.

وفي الشأن نفسه قال وجيه عزايزة، مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية في الاردن، ان مؤتمر الدول المانحة والمضيفة سيؤكد أهمية الدور الذي تضطلع به الأونروا لخدمة اللاجئين الفلسطينيين وضرورة الحفاظ على المستوى المطلوب والمقبول للخدمات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين في مجالات الصحة والتعليم والاغاثة الاجتماعية.