عشرات القتلى والجرحى في اليوم الثاني للاشتباكات.. وعويس ينفي الاتجاه لمهاجمة بيداوة

وفد من الجامعة والأمم المتحدة و«الإيقاد» يزور الصومال قريبا لوقف المعارك

TT

بينما نفى الشيخ حسن طاهر عويس، رئيس تنظيم المحاكم الإسلامية في الصومال لـ«الشرق الأوسط»، اعتزام الميلشيات الموالية لشن أي هجوم على معقل السلطة الانتقالية في مدينة بيداوة الجنوبية على الرغم من استمرار المعارك العنيفة بين الطرفين لليوم الثاني على التوالي، فقد طالبت الجامعة العربية بوقف فوري لإطلاق النار، وحثت المحاكم والحكومة على إتاحة الفرصة لجهود دبلوماسية مكثفة تقودها لاستئناف عملية السلام المعطلة بين الجانبين.

وتبادلت أمس مجددا المحاكم الإسلامية والقوات الصومالية والإثيوبية القصف العنيف باستخدام المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ بالقرب من مدينة دينسو التي تعبد 110 كيلومترات جنوب غربي بيداوة.

وقال مسؤولون فى المحاكم لـ«الشرق الأوسط» إن القوات الإثيوبية دفعت بنحو 25 ناقلة جنود لتعزيز مواقعها على حدود المدينة، حيث تدور المعارك للسيطرة على مدينة مادوي التي تبعد 40 كيلومترا عن بيداوة، وصفر لونوس التي تقع على مسافة 35 كيلومترا من دينسور ثاني أهم المدن الاستراتيجية جنوب البلاد.

وأسفرت حصيلة الاشتباكات عن سقوط ما لا يقل عن عشرين قتيلا وجرح العشرات، معظمهم من المدنيين العزل، بينما نفى صلاد علي جيلي مساعد وزير الدفاع الصومالي أنباء ترددت حول استيلاء المحاكم على عربات قتال تابعة لقوات حكومته.

وفي محاولة لفرض حصار على معقل السلطة الانتقالية، قررت المحاكم الإسلامية وقف الشاحنات المحملة بالوقود والغذاء المتجهة من العاصمة مقديشو، التي تسيطر عليها، إلى بيداوة.

وقال السفير سمير حسني، مسؤول ملف الصومال لدى الجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط»، إن الجامعة العربية تدعو طرفي النزاع في الصومال إلى الوقف الفوري للاشتباكات الدامية بينهما ووقف أي عمليات عسكرية ضد أحدهما الآخر. وأعرب حسني عن مخاوف عميقة لدى الجامعة العربية من احتمال تطور الأمور وتدهورها عسكريا وأمنيا في الصومال، ما لم يتم وضع حد للأعمال الحربية المتبادلة بين المحاكم الإسلامية والسلطة الانتقالية.

وقال مصادر لـ«الشرق الاوسط» إن هناك ترتيبات مكثفة تجري حاليا تمهيدا لإرسال وفد دولي غير مسبوق يضم ممثلين عن الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمة الأمم المتحدة والإيقاد في مهمة سلام عاجلة للصومال في غضون اليومين المقبلين.

ومن المقرر أن يقوم الوفد بزيارة بيداوة لعقد محادثات مع الرئيس الصومالي عبد الله يوسف، ورئيس وزرائه علي محمد جيدي قبل أن ينتقل إلى مقديشو لعقد محادثات مماثلة مع قادة المحاكم الإسلامية.

وقالت مصادر عربية وأفريقية إن مهمة الوفد الدولي ستنحصر في محاولة إقناع المحاكم والحكومة بوقف إطلاق النار واستئناف عملية السلام بينهما، مشيرة إلى أهمية وضع ترتيبات أمنية لمنع حدوث المزيد من الاشتباكات بين الطرفين والدخول في مفاوضات حول المشاركة السياسية في السلطة. وأكد الشيخ عويس أمس في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» إن المحاكم لا تنوي محاولة اقتحام مقر السلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس يوسف، مشيرا إلى أن ما نسب من تصريحات للناطق الرسمي باسم المحاكم مساء أول من أمس لم تكن صحيحة على الإطلاق.

وقال عويس: «ليس لدينا حاليا أي تفكير في مهاجمة بيداوة، ونحن ملتزمون بالتفاهمات التي تم التوصل إليها مع السلطة الانتقالية عبر جولتي الحوار الأولى والثانية التي رعتها الجامعة العربية في الخرطوم».

في نفس الوقت، نفت الحكومتان الصومالية والإثيوبية مشاركة قوات إثيوبية بصورة أساسية في المواجهات الدائرة في الصومال. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية أن المحاكم الإسلامية تطلق ما وصفه بهذه المزاعم الكاذبة لتضليل المجتمع الدولي، معتبرا أنه عندما يحين الوقت لدخول هذه القوات المعارك، فان هذا لن يبقى سرا لفترة طويلة.