اتهام جنود بريطانيين بإطلاق نار عشوائي على مدنيين أفغان

طالبان قد تنضم لمحادثات سلام قبلية لإنهاء العنف في أفغانستان

TT

ذكرت صحيفة بريطانية امس ان عسكريين بريطانيين متهمون باطلاق النار بدون تمييز في الثالث من ديسمبر (كانون الاول) على مارة في قندهار (جنوب افغانستان)، مما ادى الى مقتل شخصين وجرح ثلاثة آخرين.

وقالت «الغارديان» ان رجال البحرية البريطانية اطلقوا النار من آليتهم عند مرورها في المدينة، بعد ان تعرضت قافلتهم لهجمات، مما أثار غضب السكان.

واضافت الصحيفة ان متحدثا باسم مركز القيادة الاقليمي لحلف شمال الاطلسي، جيسون شالك، وعد بأن تجري الشرطة العسكرية البريطانية تحقيقا مفصلا في هذه القضية بعد ان وصف بـ«المروع» التقرير الذي وضع بشأنها.

من جهته، اكد الكولونيل اندي برايس، المتحدث باسم القوات البريطانية في ولاية هلمند (جنوب)، ان العسكريين تصرفوا في اطار القواعد النظامية. وقال «يمكنني ان اؤكد بشكل قاطع اننا لم ننطلق النار بدون تمييز».

وكان وزير الداخلية الافغاني ضرار احمد مقبل اكد في الثالث من ديسمبر ان مدنيا قتل وجرح آخر برصاص أطلقه جنود قوة إحلال الأمن في افغانستان (ايساف) في قندهار.

واضاف ان الجنود «اطلقوا النار على آلية لم تحترم اوامر بعدم الاقتراب من القافلة التي كانت قد اصيبت في انفجار». وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، اكتفى شالك بالقول ان تحقيقا فتح في هذه القضية. وقال المتحدث ان ثلاثة جنود بريطانيين من القوة جرحوا ايضا.

من جهة اخرى، افاد الحلف الاطلسي في كابل ان مترجمين افغانيين كانا ضمن قافلة عسكرية قتلا امس في انفجار شحنة ناسفة تم التحكم بها عن بعد جنوب افغانستان.

وقال المتحدث في كابل باسم «ايساف» بقيادة الحلف الاطلسي لوك نيتينغ «ان الشحنة استهدفت قافلة للقوة الدولية في ولاية اوروزغان (جنوب). فقتل مترجمان كانا ضمن القافلة».

واضاف المصدر نفسه انه لم يصب أيُّ عسكري جراء الانفجار. وتواجه افغانستان هذا العام اكثر الهجمات دموية منذ سقوط نظام طالبان اواخر عام 2001. وقتل قرابة اربعة آلاف شخص؛ معظمهم من المتمردين ومدنيين، اضافة الى جنود افغان واجانب في افغانستان هذا العام، أي اربعة اضعاف العدد الذي سقط عام 2005، بحسب ارقام رسمية.

من جهة أخرى قال مسلحو طالبان امس انهم قد ينضمون الى مجالس قبلية مقترحة تهدف الى انهاء العنف المتصاعد في أفغانستان إذا طلب منهم ذلك.

وتخطط افغانستان وباكستان لتشكيل مجالس منفصلة ومشتركة في البلدين في محاولة لإنهاء التمرد الذي تسبب في اندلاع أسوأ قتال منذ الإطاحة بحكومة حركة طالبان في كابول عام 2001 .

لكنهما لم يتفقا على من الذي سيشترك في هذه المجالس وأين أو متى تعقد. ويقول زعماء حكوميون وسياسيون في الجانبين ان العناصر المعتدلة على الاقل في حركة طالبان يجب ان تشارك في أي محادثات لانهاء القتال. وقال قاري محمد يوسف المتحدث باسم طالبان بتليفون يعمل بالقمر الصناعي من مكان سري: طالبان هي أكبر قوة سياسية وعسكرية في افغانستان وبدونها لن ينجح أي نظام.

وعرضت كابل عدة مرات إجراء محادثات مع طالبان وفقا لشروط صارمة مثل التخلي عن الدعم الاجنبي وهو ما رفضه مقاتلو الحركة الاسلامية في كل مرة. وقال يوسف ان طالبان لم توجه لها دعوة للانضمام الى المجالس. وقال انه اذا وجهت لهم دعوة فانهم سيحددون الشروط. واضاف حتى الان يبدو انها مجالس على مستوى الحكومة بين باكستان وافغانستان. اذا تم تجاهل أي جماعة فانها لن تكون سوى اجتماع سياسي». واضاف: «الذين يصفون طالبان بأنها ضعيفة هم حمقى». والهدف من المجالس على امتداد الحدود التي تخرج عن نطاق السيطرة هو توحيد زعماء العشائر الذين فصلت بينهم الحدود الاستعمارية وتنشيط الحكم المحلي والتقليدي حيث لا جدوى من حكم الحكومة.