«معاريف»: الاتحاد الأوروبي وأميركا سيعرضان على سورية فوائد اقتصادية

مقابل قطع علاقاتها مع إيران وحزب الله وحماس

TT

ذكرت مصادر إسرائيلية مطلعة أن وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير سيقوم بعرض صفقة على الحكومة السورية تقضي بتشكيل قوة دولية لمراقبة الحدود بين سورية ولبنان لمنع عمليات تهريب السلاح الى حزب الله، مقابل منح دمشق عوائد اقتصادية كبيرة. وسيعد شتاينماير سورية بأن يصدر البرلمان الأوروبي قراراً بتوطيد العلاقات الاقتصادية مع سورية، الى جانب المزيد من الخطوات لبناء الثقة بين الجانبين. وذكرت صحيفة معاريف في عددها الصادر امس أن الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي بإطلاع إسرائيل تعكفان حاليا على اعداد الخطوط العامة للصفقة التي سينقلها شتاينماير لسورية، وتتضمن تعهد الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي للنظام السوري بإغلاق ملف التحقيق في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، مقابل تخلي سورية عن علاقتها مع ايران وحزب الله وحماس. وحسب الصحيفة فإن الصفقة التي تعكف الأطراف الثلاثة على بلورتها تتضمن تعهد الغرب بإخراج سورية من قائمة الدولة المساندة للارهاب مثلما حدث مع الرئيس الليبي معمر القذافي، وتشجيع استثمارات اقتصادية كبيرة فيها، وحتى اتاحة عودة محدودة لسورية للبنان، مقابل قيام سورية بقطع علاقتها مع حزب الله وقطع امدادات السلاح إليه، وعدم منح ملجأ لقيادات حركات المقاومة الفلسطينية، وتحديداً قيادة حركة حماس.

ونوهت الصحيفة إلى أن إسرائيل تبدي حماساً كبيراً للصفقة التي لم تعرض بعد على الحكومة السورية، على اعتبار أن إسرائيل لن تكون في المرحلة الأولى على الأقل مطالبة بالتخلي عن هضبة الجولان، وذلك بخلاف توصيات لجنة بيكر هاملتون التي قدمت للرئيس الأميركي جورج بوش والتي تعتبر أن حل الصراع بين سورية واسرائيل متطلب ضروري لعودة الهدوء للمنطقة، بما يخدم مصالح الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، حيث تشدد توصيات لجنة بيكر على أن تخلي إسرائيل عن هضبة الجولان هو شرط للتوصل لتسوية بين إسرائيل وسورية. وأشارت الصحيفة الى أن الصفقة يعكف عليها بشكل خاص دبلوماسيون ألمان على اعتبار أن المانيا ستحل محل فنلندا في رئاسة الاتحاد الاوروبي في يناير (كانون الثاني) المقبل. وحسب الصحيفة، فإن نقطة الانطلاق في هذا العرض تفترض أن النظام السوري قد وصل الى نقطة يتوجب عليه طرح بدائل اخرى للشعب السوري غير حالة اللاحرب واللاسلم السائدة حالياً. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية وعسكرية رفيعة في تل ابيب قولها إنه يتوجب عمل كل شيء من أجل منع مواصلة سورية تطوير علاقاتها مع كل من ايران وحزب الله وحماس. الى ذلك ذكرت الصحيفة أن كلاً من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ومستشار الأمن القومي الأميركي ستيف هادلي يؤيدان العودة الى المبادرة العربية التي طرحتها قمة بيروت العربية لحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. وأضافت الصحيفة أن ايال توربوفيتش رئيس ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت والياهو تورجمان مستشاره السياسي يقومان حالياً بسلسلة اتصالات مكثفة مع الادارة الأميركية حول الظروف التي تسمح لإسرائيل بالاعتراف بالمبادرة العربية، منوهة الى أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني تعرب في الغرف المغلقة عن تأييدها لهذه الخطة، في حين يؤيدها بشكل واضح وجلي وزير القضاء مئير شطريت. وكشفت الصحيفة النقاب عن أن عدداً من قادة السلطة الفلسطينية من بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس لجنة الأمن في المجلس التشريعي محمد دحلان يشاركان في الجهود لإقناع اسرائيل بقبول المبادرة العربية. وأضافت الصحيفة أن كلاً من الادارة الاميركية وبعض الدول العربية تعكف حالياً على ادخال بعض التعديلات على المبادرة العربية لتمكين اسرائيل من الموافقة عليها. من ناحية ثانية نقلت الصحيفة عن مصادر امنية اسرائيلية رفيعة قولها إنه يتوجب بكل قوة احباط المشروع النووي الايراني ومنع طهران من تطوير اسلحة ذرية، على اعتبار ان ذلك سيجبر العديد من الدول العربية على تطوير مشاريع نووية تكون عواقبها أكثر خطراً على إسرائيل.