بيلاروسيا تفسد مشاورات الدول الست حول مشروع قرار العقوبات على إيران

السفير الروسي يغادر الاجتماع محتجا

TT

أثارت الولايات المتحدة غضب روسيا أثناء مشاورات مغلقة عقدتها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، لبحث مسودة مشروع القرار الأوروبي بشأن العقوبات على إيران. وقد أثار الوفد الأميركي قضية قائد المعارضة في بيلاروسيا، ولم تكن هذه المسألة مطروحة على جدول أعمال الاجتماع المغلق للدول الست، مما دفع سفير روسيا إلى مغادرة الاجتماع محتجا وغاضبا على تصرف الوفد الأميركي. ونظرا إلى العلاقات العميقة التي تربط بيلاروسيا الدولة الشيوعية السابقة بروسيا، أحرج القائم بأعمال البعثة الأميركية السفير وليام برنسيك، كما أفادت المصادر الدبلوماسية، سفير روسيا فتالي جيركن عندما أثار في المشاورات المغلقة قضية قائد المعارضة في بيلاروسيا السكندر كوزولين المرشح للرئاسة الذي اعتقلته سلطات بيلاروسيا، وقد أضرب عن الطعام لمدة 54 يوما، وأنهى إضرابه يوم الثلاثاء المنصرم. وقد اجتمعت الدول الست (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين وألمانيا) لبحث مسودة مشروع القرار المعدل حول فرض عقوبات على إيران نتيجة رفضها وقف تخصيب اليورانيوم. ونتيجة لغضب السفير الروسي ومغادرته الفورية للاجتماع، قررت الدول الخمس تأجيل المشاورات حول مشروع القرار. وقد أثار التصرف الأميركي استياء بريطانيا وفرنسا، وقال السفير البريطاني أميري حونز باري «إن هذا ليس أفضل وقت، لكي تثير الولايات المتحدة هذا الموضوع». وعلى الرغم من أن السفير الروسي لم يدل بأي تصريح، غير أن مسؤولا أميركيا قال «أثرنا هذه القضية وهدفنا هو إبراز حالة هذا الفرد ومعنى دولة الديمقراطية في هذا البلد». وذكر السفير الصيني وانغ غوانغيا، إن اجتماع الدول الست كان مخصصا للاستماع إلى موقف روسيا من مسودة مشروع القرار، بعد تلقي السفير الروسي تعليمات من عاصمته بشأن مشروع القرار. وأفادت مصادر دبلوماسية روسية بأن «المحادثات لم تعد بناءة بشأن مشروع القرار بعد إثارة قضية بيلاروسيا»، وأعرب الوفد الفرنسي عن أمله في استئناف المفاوضات حول مشروع القرار على أمل الوصول إلى اتفاق قبل أعياد الميلاد.

ويهدف المشروع الى فرض عقوبات على تصدير وتوريد المعدات والتكنولوجيا التي لها علاقة ببرنامج تخصيب اليورانيوم ولإنتاج الأسلحة النووية. وما زالت روسيا، كما أفادت المصادر الدبلوماسية، تعارض الفقرات التي تدعو إلى فرض حظر على سفر المسؤولين الإيرانيين الذين لهم صلة ببرنامج إيران النووي وتعارض أيضا الفقرة التي تدعو إلى تجميد أرصدتهم المالية في الخارج. وأكد السفير الصيني وانغ غوانغيا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ان «الوصول إلى اتفاق حول مسودة مشروع القرار، ما زال بعيدا ونحتاج إلى المزيد من المحادثات».