اعلن المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي ان طهران بصدد تحقيق المزيد من التقدم في المجال النووي في حين وصف كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي علي لاريجاني مسودة القرار الذي قدمه الاتحاد الاوروبي بأنه «غير مقبول». وقد سارعت ايران الى التعليق على تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت حول امتلاك اسرائيل للسلاح النووي، معتبرة انها اعتراف من جانب اسرائيل ومحذرة من «خطر محدق» يتربص بمنطقة الشرق الاوسط.
يأتي ذلك في حين شددت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في مؤتمر صحافي على ان المجتمع الدولي يجب أن يستخدم جميع الخيارات ومنها العقوبات لمنع ايران من الحصول على أسلحة نووية.
وفي طهران، نقل التلفزيون الرسمي الايراني عن آية الله علي خامنئي ان الجمهورية الاسلامية «بلغت مستوى عاليا جدا» في التكنولوجيا النووية، مضيفا «بالطبع، ليست هذه نهاية الطريق والامة الايرانية ستحقق مزيدا من التقدم في هذا المجال».
وقد صرح كبير المفاوضين الايرانيين لوكالة أنباء فارس الايرانية «أن مسودة القرار الجديد غير مقبولة بالنسبة لايران لانها تحد من حق إيران في السعي للحصول على التكنولوجيا النووية السلمية».
وأضاف «يجب أن تعلم الدول ذات الصلة أن إيران تتمتع بحق دولي في هذا الصدد وأنها ستدافع عن هذا الحق».
وقال لاريجاني «لكننا لسنا قلقين لان برامجنا النووية لم تستغل أبدا في المجال العسكري ولأن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية موجودون دائما في إيران ويشرفون على مصانعنا».
ووصف لاريجاني طبيعة الملف النووي الايراني بأنها تقنية في المقام الاول، وقال إن مجلس الامن الدولي يجب ألا يتورط في الامر ويجب عدم استخدام القضية لاغراض سياسية.
وقال «يجب أن يتم التعامل مع هذا الامر من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونحن ما زلنا مستعدين لتسوية النزاع عبر المفاوضات المباشرة» حسب ما نقلت وكالة الانباء الالمانية.
وفي ما يتعلق بالتصريحات التي ادلى بها رئيس الوزراء الاسرائيلي حول امتلاك بلاده للسلاح النووي، اعتبرت طهران على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني ان «اعتراف رئيس الوزراء الصهيوني الرسمي يدل بوضوح على الخطر العسكري المحدق بالدول الاسلامية».
وكان اولمرت قد ادرج في مقابلة مع التلفزيون الالماني اسرائيل ضمن لائحة من الدول التي تملك السلاح النووي مبتعدا بذلك عما اعتادت عليه السياسة الاسرائيلية التقليدية في هذا المجال.
وقال حسيني ان «هذا الاعتراف يشير الى الخطر الحقيقي المحدق بأمن واستقرار الشرق الأوسط ويدل على المخططات الشيطانية لهذا النظام لتنفيذ تهديداته واستراتيجيته في الارهاب ومواصلة الاحتلال».
وتابع انه «لا بد من اتخاذ الحلول السريعة والفعالة في مجلس الامن الدولي ومنظمة المؤتمر الاسلامي وغيرها من المنظمات الاقليمية لمواجهة هذه المخاطر الواضحة جدا» على ما افادت وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي برلين، كررت المستشارة الالمانية تحذيرها لايران من الاستمرار في برنامجها النووي.
وقالت ميركل في مؤتمر صحافي مشترك مع ايهود اولمرت «يجب أن يكون جليا لايران أن امتلاك سلاح نووي لن يكون مقبولا، الوقت قد حان ليس فقط للتفكير بشأن العقوبات بل للعمل على فرضها».