الحكيم: العراق أصبح قاعدة للإرهاب .. والكل غير راض عن الملف الأمني

قال إن الدول المجاورة لا تملك «المفتاح السحري» لحل أزمة البلاد ولكن عليها دعم استقرار البلاد

TT

قال رئيس كتلة «الائتلاف العراقي الموحد» رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، عبد العزيز الحكيم، ان «الجميع غير راض عن طريقة التصرف مع الملف الامني» في العراق، واعداً بأن العام المقبل سيشهد تغييرات في التعامل مع الملف الحساس. وأضاف الحكيم في مؤتمر صحافي مقتضب مساء اول من امس، في ختام زيارة رسمية الى بريطانيا، ان «العراق اصبح قاعدة للارهاب» وان على الدول الاقليمية الوعي بضرورة استقرار العراق ولعب «دور ايجابي» فيه. وعن تصريحات بعض السياسيين العراقيين، المنتقدة لمعالجة الحكومة الحالية للملف الامني، قال الحكيم: «هذه تصريحات سياسية تدل على تقييم خاص لدى هؤلاء، ولكن لا احد راض عما يحصل في العراق والجميع غير راض عن طريقة التصرف مع الملف الامني». وأكد ان تغييرات ستتم في الحكومة العراقية قريباً تعالج هذه المسألة، ولكنه امتنع عن الخوض في تشكيل جديد للحكومة أو تغيير الوزراء، قائلاً ان «رئيس الوزراء نوي المالكي بين رغبته في ذلك» وانه سيتم في الوقت المناسب.

وحول فشل الخطط الامنية حتى الآن لحماية بغداد، قال: «يتحمل العراقيون مسؤولية الامن، وهناك افكار تطرح لايجاد الامن في العراق وستتضح الصورة مستقبلا». وأضاف ان الهاجس الامني كان مهماً في جميع لقاءاته في واشنطن ولندن وعمان في الايام الماضية وان افكاراً عدة طرحت خلال الاجتماعات، وستتبلور في المستقبل القريب. ولفت الحكيم الى ان الاعلام كان «غير دقيق» في نقل تصريحات عنه في واشنطن طالب فيها ببقاء القوات المتعددة الجنسية في العراق، موضحاً: «لم اطالب بذلك، ولكن قلت ان المجلس السياسي للامن الوطني العراقي والحكومة العراقية هما اللذان طلبا ذلك»، بناءً على تقييمها للوضع الحالي في العراق. ودعا الحكيم دول الجوار الى التعاون على استقرار بلاده، «اذ اصبح العراق اليوم قاعدة للارهاب». واضاف: «نطمح لبناء نظام اقليمي، ويجب ان ترى القوى الاقليمية بأن استقرار العراق مهم بالنسبة لها، بدلاً من مكان لتصفية الحسابات». وتابع ان «العراق لم يعد يشكل تهديداً لدول الجوار كما كان الوضع في عهد نظام صدام حسين السابق». ورداً على سؤال لـ«الشرق الاوسط» حول دور دول الجوار، قال الحكيم: «مشاكل العراق خارجية وداخلية، والمفتاح السري ليس بيد دول الجوار او غيرها، ولكن ذلك لا يعني ان ليس لها دوراً في هذا الشأن». وأضاف: «يمكن لدول الجوار ان يكون لها دور ايجابي في العراق»، موضحاً ان ذلك الدور يمكن ان يكون من خلال «مسك حدودها مع العراق وتبادل المعلومات الاستخباراتية ومتابعة الارهابيين». وعن لقائه برئيس الوزراء البريطاني توني بلير اول أمس، قال الحكيم: «لمسنا دعما لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي ودعما للمصالحة الوطنية ومساعدة القوات العراقية في مواجهة العنف». واضاف انه اوضح لبلير «الدور المهم الذي يمكن ان تلعبه الحكومة البريطانية للتطوير، خاصة في جنوب البلاد». وأشار الى ان لقاءاته في واشنطن ولندن اظهرت له ان «المسؤولين مقتنعون بضرورة تسليم السيطرة الامنية» الى القوات العراقية. وتابع ان الرئيس الاميركي جورج بوش اظهر خلال لقائهما الاسبوع الماضي «تصميم وإرادة للتوصل الى الاهداف التي يراها مهمة في العراق، ولا اشعر بأن لديه حالة من حالات التراجع».

ورداً على سؤال اذا كان قد حمل رسالة من طهران الى واشنطن أو يعمل وسيطاً بين الطرفين، قال الحكيم: «ليست لدي محاولات وساطة بين الولايات المتحدة او بريطانيا مع ايران، ولم اناقش هذا الموضوع اثناء زيارتي».

وداخلياً، شدد الحكيم على ضرورة المصالحة الوطنية، قائلاً ان «الباب مفتوح امام الجميع (للتصالح)، ما عدا التكفيريين والصداميين الذين هم اعداء الشعب العراقي كله». وامتنع الحكيم عن الحديث مباشرة عن المصالحة مع اعضاء في حزب البعث العراقي، قائلاً: «لم اسمِّ احداً، ولكن قلت التكفيريين والصداميين والمصالحة مع من لم تلطخ ايديه بالدم». ورداً على سؤال حول الميليشيات وضرورة حلها، قال الحكيم: «هذه قضية شائكة»، مركزاً على الاختلافات في تشخيص الجماعات المسلحة في العراق، بين تلك التي «قاومت النظام السابق» وتلك التي «تشكلت بعد الحرب»، الا انه لم يطرح رؤية لطريقة حلها.