بوش يؤخر الإعلان عن استراتيجيته للعراق إلى أوائل 2007 .. والبيت الأبيض ينفي فشله

القرار جاء بعد لقائه الهاشمي ومحاورته خليلزاد والقادة العسكريين في بغداد

TT

قرر الرئيس الاميركي جورج بوش تأخير الاعلان عن استراتيجية جديدة بشأن العراق حتى اوائل العام المقبل، وليس قبل أعياد الميلاد كما كان مقررا .

أعلن ذلك البيت الابيض مساء اول من امس بعد أن عقد بوش مباحثات بالدائرة التلفزيونية المغلقة مع السفير الاميركي في بغداد زلماي خليلزاد والقادة العسكريين الاميركيين اول من امس واستمع منهم الى تقييم للوضع في العراق والخيارات الممكنة. وقال البيت الابيض ان الرئيس لن يعلن عن سياسته الجديدة قبل العام المقبل وعلى الارجح سيكون ذلك في يناير (كانون الثاني)، حسبما افادت به وكالة رويترز.

وقال توني سنو، المتحدث باسم البيت الابيض، «لن يحدث هذا قبل العام الجديد» واضاف «انه (بوش) خلص الى ان استراتيجيته لم تصبح جاهزة بعد». وفي وقت سابق قال معاونون ان بوش يأمل الاعلان عن استراتيجية جديدة الاسبوع المقبل قبل عطلة الميلاد. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، تحدث سنو عن مدى تعقيد المهمة، ونفى ان يكون هذا الوضع يعكس فشلا في عمل الرئيس. وقال ان «المسألة ليست انه لا يعرف ماذا يريد ان يفعل (...) لن يتسرع تحت الضغط وهو يريد القيام بذلك بشكل جيد». من جهتها، اعربت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس عن اقتناعها بان بوش سيتريث «لفترة معقولة»، الى ان «يشعر انه اجرى مشاورات كاملة (...) وانه رسم طريقا يثق به ليسير قدما». واشار سنو ايضا الى تسلم وزير الدفاع الجديد روبرت غيتس مهامه خلفا لدونالد رامسفيلد، لتأخير الاعلان عن تغيير الاستراتيجية الاميركية في العراق.

واضطر سنو ان ينفي معلومات افادت بان خطط بوش قلبت رأسا على عقب بسبب حوادث لا يعرفها الجمهور ومعلومات قدمها قادته العسكريون او بسبب مشروع لاقصاء رئيس الوزراء نوري المالكي الذي تضعف سلطته. وجدد البيت الابيض دعمه للمالكي الذي التقاه في التاسع والعشرين في الاردن قبل ان يلتقي الاسبوع الماضي رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية عبد العزيز الحكيم.

واعلن الرئيس الاميركي جورج بوش خلال لقاء اول من امس مع نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي دعم الولايات المتحدة للعراق لتصبح الحكومة العراقية «اكثر فاعلية». وقال بوش في ختام لقائه مع الهاشمي الذي يتزعم الحزب الاسلامي السني «نريد مساعدتكم ومساعدة حكومتكم لتصبح اكثر فاعلية ونريد مساعدة حكومتكم ايضا لتصبح على مستوى خطابها ومثلها العليا». واشاد الرئيس الاميركي بحرارة بالهاشمي الذي فقد اقارب له في اعمال العنف المتواصلة في العراق والذي انتقد بشدة عجز رئيس الحكومة نوري المالكي عن وقف الاغتيالات ووضع حد لنشاط الميليشيات. وقال بوش «رغم حزنه فان الهاشمي ينوي العمل دفاعا عن عراق موحد».

وفي مواجهة ضغوط متنامية لتغيير النهج في حرب العراق، التي لا تحظى بشعبية، يدرس بوش توصيات مجموعة دراسة العراق التي قادها وزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر والعضو السابق بالكونغرس لي هاميلتون. ويدعو تقرير المجموعة الى تسريع وتيرة تدريب القوات العراقية وسحب القوات القتالية الاميركية بحلول أوائل عام 2008. وتجري إدارة بوش أيضا عدة مراجعات أخرى. الى ذلك، قال الجيش الاميركي في العراق امس انه يسرع وتيرة تدريب القوات العراقية وان بعض أفراد القوات الاميركية المقاتلة يعملون حاليا كمدربين. وقال الميجر جنرال وليام كالدويل المتحدث باسم الجيش الاميركي في العراق للصحافيين في بغداد «نحن نسرع من استفادتنا بالفرق العسكرية المؤقتة وفرق الشرطة المؤقتة وفرق الحدود المؤقتة». وأضاف كالدويل ان قائدين اقليميين اميركيين خفضا عدد القوات الامريكية المقاتلة التي تعمل حاليا على تدريب القوات العراقية.

يذكر ان لجنة بيكر اوصت في تقريرها بأن تتطور المهمة الاولى للقوات الاميركية في العراق الى تدريب ودعم القوات العراقية. ودعت الى زيادة عدد القوات الاميركية التي تدعم وحدات الجيش العراقي وتعمل معها.