نقل موقوفي «خلية سبتة» إلى مدريد للتحقيق معهم

خضعوا للمراقبة 8 أشهر.. ومعلومات عن اعتزامهم استهداف قاعدة عسكرية

TT

كشف مسؤولون إسبان أن اعتقال 11 شخصا في مدينة سبتة التي تحتلها اسبانيا في شمال المغرب، يشتبه في انتمائهم إلى تيار السلفية الجهادية، جاء بعد تلقي قاضي التحقيق الإسباني المكلف الإرهاب بالتاثار غارثون معلومات من الاستخبارات المغربية، إذ تم اخضاعهم للمراقبة منذ مارس (آذار) الماضي.

وأوضحت المصادر ذاتها أن القبض على اعضاء «خلية سبتة» تم بعد التأكد من استعدادهم للقيام بأعمال إرهابية خلال اجتماعاتهم بمسجد «الدرقاوية» الموجود بسبتة، مشيرة إلى أن المعتقلين كانوا يعدون لأعمال ارهابية ضد قاعدة عسكرية اسبانية.

وأكدت مصادر مطلعة في سبتة، لـ«الشرق الأوسط» أن عناصر الأمن المشاركة في هذه العملية قدموا في غالبيتهم من مدريد، وانتشروا في أزقة مدينة سبتة في ساعات متأخرة من الليل قبل أن يداهموا منازل المشتبه بهم في الساعات الأولى من أول من أمس، موضحة أن بعض المعتقلين اقتيدوا إلى سيارات الشرطة وهم معصوبي الأعين أثناء نقلهم إلى إدارة الشرطة بسبتة.

والمعتقلين هم: عبد الكريم شايب عبد العزيز، ومحمد طارق شايب عبد العزيز، وحسلين مصطفى محمد، وكريم عبد السلام محمد، ومحمد فؤاد محمد عبد السلام، ومصطفى عبد الرحمن أحمد، ورضوان أحمد عبد الرحمن، ويوسف عبد الرحمن أحمد، وأحمد عبد الرايات لاربي، وأحمد مصطفى محمد، رشيد مصطفى محمد. وتتراوح أعمارهم بين 23 و30 سنة.

وقد تم نقلهم امس الى مدريد وسط حراسة مشددة، ومن المفترض ان يستمع اليهم قاضي التحقيق الإسباني غارثون سيستمع إليهم في غضون اليومين المقبلين للاشتباه في علاقة بعضهم بتفجيرات 16 مايو (أيار) 2003 بالدار البيضاء وتفجيرات 11 مارس (آذار) 2004 بمدريد.

وكشفت التحقيقات الأولية معهم عن وجود علاقة لهم بخلايا متطرفة في المغرب وبريطانيا تابعة لتنظيم «لجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة«، التي يعتقد المحققون أنها وراء تفجيرات الدارالبيضاء ومدريد. وأفادت مصادر أمنية إسبانية أن الشرطة عثرت على وثائق وبيانات تظهر بوضوح علاقة المعتقلين بتنظيم «القاعدة«، وأضافت أنهم ينتمون الى خلية كانت في مرحلة التدريب، أهم أنشطتها تجنيد العناصر الأصولية. وكان وزير الداخلية الإسباني ألفريدو بيريث روبالكابا اكد ان قوات الأمن اعتقلتهم بعد أن تأكدت بأنهم قرروا الانتقال الى تنفيذ أعمال إرهابية إثر انتهاء المرحلة التدريبية.

كذلك أفاد مدير عام الشرطة والحرس المدني، بأن قوات الأمن قررت اعتقال أعضاء الخلية بعد أن تبين لها، بعد أشهر من المراقبة، بان اعضاءها قرروا «الانتقال الى العمل بعد المناقشة». وأضاف أن الشرطة داهمت 12 منزلا عثرت فيها على وثائق عديدة تقوم حاليا بترجمتها وتحليلها.

ويعتبر قاضي التحقيق غارثون، في مذكرة التحقيق، أن المعتقلين ينتمون الى «السلفية الجهادية» وبالتحديد الى خلية ذات تأثير الكبير على أئمة سبتة. ويعتبر أن كريم عبد السلام محمد، الملقب «ماركيتو»، هو أحد زعماء هذه الخلية، وأنه، استنادا الى معلومات الوحدة المركزية للمخابرات الخارجية التابعة للشرطة الإسبانية، خطّط لسرقة أسلحة ومتفجرات بصفته المسؤول عن الشؤون اللوجستية للخلية. ويضيف غارثون في المذكرة ان زعيم الخلية الآخر هو محمد فؤاد عبد السلام الملقب «فؤاد»، الذي اعتقل في مستشفى سبتة العسكري حيث كان برفقة والده المريض.