باريس تؤكد أن لا تغير في موقفها من دمشق وتأمل في تعاونها مع تشكيل المحكمة الدولية

TT

من المنتظر أن يكون الملف اللبناني على لائحة المسائل الشرق أوسطية الساخنة التي سيناقشها القادة الأوروبيون اليوم وغدا في القمة التي يعقدونها ليومين (14 و15 ديسميبر/كانون الاول) في بروكسيل. وستصدر القمة «إعلانا» خاصاً بالموضوع اللبناني ـ السوري وآخر بالنسبة للملفين الفلسطيني والإيراني. وقال جيروم بونافون، الناطق باسم قصر الأليزيه أمس، إن القادة الأوروبيين سينصبون على الملفات الساخنة خلال عشاء العمل الليلة وسيفعل وزراء الخارجية الشيء نفسه بالتوازي. وتريد باريس أن يكون الإعلان الذي صدر عن القمة الفرنسية ـ الألمانية الأخيرة القاعدة التي سيبنى عليها الإعلان الأوروبي مع الأخذ بعين الاعتبار البيان الرئاسي الذي صدر عن مجلس الأمن أول من أمس تعليقا على التقرير الذي رفعه الى المجلس أمين عام الأمم المتحدة كوفي أنان في الأول من الشهر الحالي. وكان «الإعلان» الفرنسي ـ الألماني الذي صدر في الخامس من الشهر الحالي قد حث سورية على «وقف التدخل في شؤون لبنان الداخلية»، وعلى «التوقف عن دعم القوى التي تعمل على زعزعة استقراره واستقرار المنطقة وأن تقيم معه علاقة ندية تحترم سيادة كل جانب».

وقالت مصادر فرنسية رئاسية إن الرئيس شيراك «يأمل في أن تكون سورية لاعباً إقليمياً مسؤولاً وملتزماً خدمة السلام واحترام سيادة وسلامة كل الأطراف». غير أن باريس التي تربط «عودة العلاقات الطبيعية مع سورية وبين «تغيير نمط التصرف السوري» ليست مستعدة بعد لانتهاج الدرب الذي تسلكه الدول الأوروبية الأخرى في الانفتاح على سورية. وقالت المصادر الرئاسية إن «لا شيء في تصرف السلطات السورية من شأنه أن يحفزنا على تغيير موقفنا من دمشق وبالتالي فإن موقفنا لا زال على حاله». وتؤكد المصادر الفرنسية أن كل الأطراف الأوروبية التي «انفتحت» على دمشق «لم تحصل على شيء منها وآخرهم وزير الخارجية الألماني».

وينتظر أن يحث الإعلان الأوروبي على الالتزام بإنجاح مؤتمر باريس 3 الدولي لمساعدة لبنان اقتصاديا وماليا. وقال بونافون إن «مسار التحضير للمؤتمر جار». غير أنه امتنع عن القول ما إذا كانت الدعوات الرسمية أرسلت أم لم ترسل. وتحوم شكوك حول إمكانية عقد المؤتمر المذكور إذا لم يتحسن الوضع السياسي في بيروت ولم تعد المؤسسات الدستورية وتحديدا الحكومة ومجلس النواب الى العمل بشكل طبيعي. وفي سياق مواز، أعربت الخارجية الفرنسية عن «ارتياحها» لتقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. ووصف جان باتيست ماتيي، الناطق باسم الخارجية عمل اللجنة بأنه «دؤوب ودقيق» مجددا دعم فرنسا الكامل للجنة ولرئيسها، في سعيه الى «توفير براهين تكون مقبولة من المحكمة ذات الطابع الدولي التي نأمل إنشاءها في أسرع وقت».