كرزاي: باكستان تحاول استعباد شعبنا... ولكننا لن نستسلم لها

وفد أفغاني يزور بريطانيا ينتقد «دول الجوار» ودورها في انتشار الإرهاب

TT

اتهم الرئيس الافغاني حميد كرزاي باكستان أمس بمحاولة «استعباد» الشعب الأفغاني. وجاء هذا الاتهام في تصريحات ناقدة لاسلام اباد من الرئيس الافغاني للمرة الثالثة هذا الاسبوع، في تصاعد التوتر بين البلدين. وقال كرزاي اثناء زيارته لمدرسة ثانوية في مدينة قندهار الجنوبية التي انطلقت منها حركة طالبان، ان «باكستان لم تتخل بعد عن املها في ان تحولنا الى عبيد. ولكننا لن نستسلم». وأضاف مخاطباً المئات من الطلاب، ان الكثير منهم قد يطمح لتولي مناصب مهمة في المستقبل، ولكن «باكستان تريدكم ان تكونوا بوابين في فندق في كراشي». وصرح كرزاي بأنه الشخص الوحيد القادر على منع الافغان الغاضبين بسبب اعمال العنف التي أودت بحياة نحو اربعة الاف شخص هذا العام، من «ملاحقة» الرئيس الباكستاني برويز مشرف. واضاف وسط هتافات الابتهاج من نحو 500 طالب ومعلم وشخصية بارزة، ان «هذا الطغيان بحق شعبنا لا يمارسه الشعب الباكستاني ولكن الحكومة الباكستانية».

وربط كرزاي بين موجة التفجيرات الانتحارية التي شهدتها أفغانستان مؤخرا وزيارة وزير الخارجية الباكستاني خورشيد كاسوري، قائلاً: «قبل وصوله (كاسوري) ارادوا ان يخيفوني، وارادوني ان استسلم. ولكنني لست بخائف». واضاف «أرادوني ان اقبل بأن اصبح عبدهم. ولكن وحتى اذا قتلوا 25 مليون شخص (في افغانستان)، فلن اصبح عبدا لهم». وكان كرزاي قد تولى مهام منصبه في اواخر عام 2001 بعد ان أطاح التحالف الذي قادته الولايات المتحدة نظام طالبان المتشدد. وعاش قبل ذلك في مدينة كويتا جنوب غربي باكستان لعدة سنوات. وتنفي باكستان تقديم الدعم لحركة طالبان التي دعمتها خلال التسعينات، الا ان مسؤولين افغانا أدلوا بتصريحات خلال العامين الماضيين ربطوا فيها بقوة بين اسلام اباد وسفك الدماء الدائر حاليا في افغانستان. وكان كرزاي بدأ انتقاداته ضد باكستان في خطاب حماسي الاحد الماضي، قال فيه ان «الارهابيين من باكستان» يقتلون الاطفال الافغان، وليتهم الحكومة الباكتسانية بشكل مباشر بدعم الطالبان. وردت الناطقة باسم الخارجية الباكستانية، تسنيم اسلام، على الاتهامات، بأن بلادها «تقوم بكل ما هو ضروري لمواجهة التطرف والارهاب ولا تسمح بأن تكون اراضيها ارضا للنشاط الارهابي في افغانستان». وأضافت: «لقد نشرنا 80 الف جندي (لهذه المهمة)، ونتخذ اجراءات عسكرية» لمواجهة الارهاب. ومن جهته، اعتبر وزير الخارجية الباكتساني ان كرزاي يحاول إلقاء اللوم على الغير بسبب المشاكل الأمنية التي تواجه بلاده، قائلاً: «انه رد فعل بشري طبيعي بأن يحاول المرء القاء اللوم على الغير في وقت الصعوبات». ولكنه اضاف: «لا أتحدث عن الرئيس كرزاي وانما الذين لديهم المعلومات، يعلمون ما تقوم به باكستان والثمن الذي ندفعه». وجاءت تصريحات كرزاي ضمن جملة من الاتهامات الافغانية لباكستان بزعزعة استقرار البلاد. ووجه وفد افغاني يزور بريطانيا حالياً اتهامات مماثلة في لقاء مع مجموعة من الصحافيين في لندن أمس. وقالت عضو في البرلمان الافغاني شكرية بركزاي: «الوضع الأمني في البلاد له علاقة مباشرة مع جيراننا»، مضيفة: «هناك دول تريد اثبات نفوذها ودول تخشى من وجود الديمقراطية في افغانستان». وتابعت ان «هناك دولا تريد اثارة المشاكل في افغانستان لاثبات قوتها امام الولايات المتحدة، وعناصر الطالبان يحصلون على دعم منها». ومن ثم وجهت اتهامات مباشرة لباكستان، قائلة: «باكستان تريد لعب دور الاخ الكبير»، مضيفة: «هذه المشاكل من الحكومة الباكستانية وليس من الشعب الباكستاني الشقيق». ولفتت الى ان ايران تلعب دوراً سلبياً في افغانستان ايضاً، موضحة: «هدف ايران الطويل الامد ان تكون القائدة لكل الشيعة حول العالم وهي تحارب من اجل ذلك». ومن جهته، قال استاذ القانون في جامعة كابل، نجيب أمين: «العلاقات مع دول الجوار تتطور ومن المتوقع عقد لقاء سلام بين افغانستان وباكستان الشهر المقبل، ونحن بحاجة لذلك». وطالب اعضاء الوفد الرسمي، الذي ضم ايضاً النائب نور اكبري وممثل وزارة التجارة سليمان فاطمي، المجتمع الدولي بان يواصل دعمه لافغانستان وخاصة في المجال الامني والاقتصادي. وقال فاطمي ان الوضع الامني ليس بالسوء الذي يمثله «الاعلام الغربي» وان هناك حاجة لاظهار النمو في البلاد، مثل ذلك الذي يشهده القطاع الخاص وسوق الاتصالات التي تمثل 10 في المئة من اجمالي ناتج البلاد. ولفت الوفد الى ضرورة التصدي لانتشار زراعة الخشخاش، وان هناك ربط بين الارهاب وتجارة المخدرات التي تمول الكثير من العمليات الارهابية. وقال النائب اكبري: «كل شيء في افغانستان متداخل، فزراعة الخشخاش مرتبطة بالوضع الامني وادارة البلاد، وعلى المجتمع المدني مساعدتنا في هذا الشأن». وفي كابل، قالت صحيفة افغانية تديرها الحكومة أمس ان حكومة باكستان تجهز وترسل متشددين الى افغانستان في أعنف انتقاد حتى الان ضد اسلام اباد في مواجهة أكثر أعمال العنف دموية منذ سقوط طالبان. وقالت صحيفة «انيس» الحكومية البارزة في مقال افتتاحي: «لمدة طويلة تعرض بلدنا لغزوات وتهديدات». واضافت: «الازمة الحالية للتحدي العسكري هو نتيجة لتدخل مباشر وغير مباشر من جانب باكستان».