الشرطة البريطانية تستبعد فكرة وجود مؤامرة أو جريمة وراء مصرع ديانا

التقرير النهائي مكون من 833 صفحة واستغرق إعداده 3 سنوات ولجنة التحقيق أكدت رضاها عن اختبارات الحمض النووي

TT

استبعدت الشرطة البريطانية امس كليا وجود مؤامرة وراء مصرع الاميرة ديانا في حادث سيارة في باريس في 1997. وبعد تحقيق استمر ثلاث سنوات اعلن المدير السابق لشرطة اسكتلنديارد جون ستيفنز، أن «الادعاءات» بوجود مؤامرة كما يقول محمد الفايد والد دودي الفايد صديق ديانا الذي قضى معها في الحادث «لا أساس لها».

كما نفى الشائعات التي تحدثت عن ان الأميرة ديانا كانت حاملا وانها خطبت سرا لدودي الفايد على ان يتزوجا في الصيف.

وقال «ليس هناك مؤامرة لقتل اي من الاشخاص الذين كانوا في السيارة. انه حادث مفجع مأساوي». موضحا ان السيارة كانت تسير بسرعة فائقة وان السائق كان قد تناول كميات كبيرة من الكحول. واوضح ان «ديانا لم تكن مخطوبة ولم تكن تستعد لذلك».

وقال ستيفنز، إن ديانا التي طلقت من ولي العهد البريطاني الامير تشارلز قبل الحادث بعام واحد لم تكن حاملا كما لك تكن تعتزم أن تخطب إلى دودي الفايد.

وقال رئيس لجنة التحقيق، اللورد ستيفنز، في مؤتمر صحافي إن «التقرير يقدم وصفا مفصلا للحادث»، مؤكدا أنه «لا توجد مؤامرة وراء الحادث أو أدلة تدعم المؤامرة المزعومة».  وأكد ستيفنز أن «لجنة التحقيق التقت بـ 300 شخصية»، مضيفا أن السلطات الفرنسية أجرت أيضا تحقيقات معمقة في الحادث. وقال ستيفنز: «إن هنري بول، سائق السيارة التي كانت تقل ديانا ودودي «كان مخمورا، وأن السيارة كانت تنطلق بسرعة كبيرة». واوضح ستيفنز قائلا «نحن راضون عن نتائج اختبارات الحمض النووي التي أجريت في فرنسا» بشأن السائق. وقال ستيفنز «آمل أنه بهذا العمل الذي قمنا به خلال ثلاث سنوات، يكون ملف الحادث قد أغلق». وأمل الاميران وليام وهاري ان تضع نتائج التحقيق الذي أجرته شرطة اسكتلنديارد حول مصرع والدتهما الاميرة ديانا، والذي نشر امس، حدا للتكهنات التي احاطت بالحادث الذي تسبب بوفاتها.

واختتم رئيس فريق التحقيق تلخيصه للتقرير قائلا: «ليس لدي شك في أن التكهنات التي دارت حول ما حدث هذه الليلة سوف تستمر، ولكني لا أعتقد أنه يوجد أي دليل مادي يؤكد وقوع جريمة». وقال: «لا توجد مؤامرة أو محاولات للتستر عليها». وردا على أسئلة الصحافيين، أكد رئيس لجنة التحقيق أنه لن يعلق على اتهام محمد الفايد، والد دودي، بتجاهل شهود عيان مهمين، والتغطية على مؤامرة حدثت.

وردا على سؤال حول أسباب رؤية اللجنة لعدم إحكام حزام الأمان حول ديانا ودودي، رغم الشهود الذين أكدوا ربط تلك الأحزمة قبل انطلاق السيارة، قال ستيفنز «ليس لدينا إجابة قاطعة عن بعض التفاصيل». وطلب ستيفنز من الصحافيين ضرورة الإطلاع على التقرير بالكامل كوحدة واحدة، والذي يبلغ حجمه 832 صفحة.

وكان الصحافيون يطاردون الاميرة ديانا والفايد يوم 31 أغسطس (آب) وهما في طريقهما من فندق ريتز إلى منزل الفايد. وتوفي السائق هنري بول أيضا جراء الحادث. وكان تحقيق فرنسي في الحادث قد توصل إلى أن السائق فقد السيطرة على السيارة لأنه كان يقودها تحت تأثير الخمر والعقاقير المخدرة.

وأعلن ستيفنز أن لجنة التحقيق لا تتهم أي جهة معينة، ولا المصوريين الصحافيين) بالتسبب في الحادث، مضيفا أن «سلسلة طويلة من الوقائع أدت إلى وقوع الحادث». وكان دودي الفايد ، 42 عاما، والاميرة ديانا ، 36 عاما، قتلا في 31 اغسطس 1997 حين اصطدمت سيارتهما بعمود في نفق الما بباريس.

وقبل نشر التقرير الذي تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه امس، وأتى في 833 صفحة رفض نتائجه مستبعدا فكرة الحادث وقال محم الفايد للقناة الرابعة لاذاعة هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) «كيف يمكنني القبول بمثل هذا الامر المثير للصدمة؟ ادرك في اعماق قلبي انني الشخص الوحيد الذي يعرف الحقيقة». وأوضح الفايد انه وظف خمسة من افضل الاخصائيين في الطب الشرعي في بريطانيا وان نتائجهم تتناقض مع نتائج التقرير الذي وضعه ستيفنز.

واثبت التحقيق ان نسبة الكحول في دم السائق كانت اعلى ثلاث مرات من مستوى الكحول المسموح به لسائقي السيارات بحسب القانون الفرنسي.

وتابع الفايد قوله: «ان اللورد ستيفنز فعل ببساطة ما طلبت اجهزة المخابرات منه القيام به». وزعم أن ديانا وابنه قتلا في «مؤامرة بريطانية» أشرف عليها الامير فيليب زوج الملكة إليزابث الثانية. وتوصل تحقيق أجرته السلطات الفرنسية لمدة عامين في 1999 الى أن هنري بول سائق الفايد الذي قتل أيضا هو السبب لانه كان ثملا وكان يقود السيارة بسرعة كبيرة للغاية.

وثارت التكهنات مرة أخرى عام 2004 عندما اتضح أن ديانا كتبت خطابا الى رئيس خدمها السابق بول باريل قبل عشرة أشهر من مقتلها قالت فيه انها تعتقد أن تشارلز يحاول قتلها.