الدول الست تحرز «تقدما جوهريا» في المفاوضات حول مشروع العقوبات على إيران

بنود في مشروع القرار لا تزال تثير جدلا

TT

لا تزال الدول الست عاجزة عن التوصل الى مشروع قرار يقضي بفرض عقوبات على إيران في مجلس الامن رغم الحديث عن تقدم في هذا الاتجاه اذ لا تزال بعض بنود المشروع الاوروبي لا تحظى بإجماع كل الاطراف. وقد واصلت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا اول من امس مشاوراتها بشأن مشروع قرار يدعو إلى فرض عقوبات على إيران تستهدف بالدرجة الأولى المعدات والمواد وتكنولوجيا ذات الصلة بإنتاج وتطوير الأسلحة النووية. وبالرغم من حديث السفير البريطاني أميري جونز باري عن احراز تقدم، غير أن الاتفاق بين الدول الخمس الكبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) الى جانب ألمانيا لا زال يعاني من عثرات وما زال نص مشروع القرار الذي قدمته بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى أعضاء مجلس الأمن يواجه بعض المعارضة على بعض بنوده الأساسية من قبل روسيا والصين والولايات المتحدة. وسبقت مشاورات الخمسة الكبار تعديلات قدمتها روسيا على مسودة المشروع وتعديلات أخرى قدمتها الولايات المتحدة. وعقب انتهاء اجتماع الدول الخمس وألمانيا، قال السفير البريطاني «كان الاجتماع جيدا وحققنا تقدما جوهريا».

وعبر عن امله في التوصل الى اتفاق حول نص خلال الاسبوع الجاري وان تصوت عليه الدول الـ15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي «في اقرب وقت ممكن».

وتحدث السفير الفرنسي جان مارك دو لا سابليير عن «تقدم» غير أنه اقر بوجود خلافات في حين أوضح سفير روسيا فيتالي تشوركين «ان هناك قضايا مبدئية تم الاتفاق عليها». مؤكدا «على ضرورة التركيز على تخصيب اليورانيوم ومعالجته والمفاعلات النووية التي تعمل على الماء الثقيل والصواريخ البالستية».

والمشروع الذي يستهدف فرض عقوبات محددة على إيران وفق المادة 41 من الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة يأتي كرد على رفض طهران وقف برنامج تخصيب اليورانيوم في فترة زمنية لا تتجاوز يوم 31 في أغسطس الماضي. وقد استثنى المشروع مفاعل بوشهر الإيراني الذي تقوم روسيا تزويده بالطاقة النووية. وأكد السفير الروسي معارضة الفقرة التي تدعو إلى فرض حظر السفر على المسؤولين الإيرانيين الذين لهم صلة بالبرنامج النووي ويرى جيركن أن هذا الحظر غير مناسب في الوقت الحاضر. وأبدت روسيا والصين أيضا تحفظاتهما على الفقرات التي تدعو إلى تجميد الأرصدة المالية للأفراد والمؤسسات والمنظمات ذات الصلة ببرنامج إيران النووي. وقال السفير الروسي ان ثمة غموضا في بعض العناصر الواردة في نص مشروع القرار تحتاج إلى توضيح. ومن جانبه، أكد السفير الصيني وانغ غوانغيا أنه من المبكر الحديث عن تقدم في المفاوضات بشأن مشروع القرار. وقررت الدول الخمس وألمانيا العودة إلى العواصم للنظر في التعديلات الأميركية والروسية على مسودة المشروع على أمل استئناف المحادثات في بداية الأسبوع المقبل ويتطلع مقدمو المشروع إلى التصويت على مشروع القرار قبل عطلة أعياد عيد الميلاد. وكان تشوركين اشاد بالمسودة التي صاغتها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الا انه عارض اقتراح حظر سفر المسؤولين المرتبطين ببرنامج ايران النووي والصاروخي.

وأرفقت بمشروع القرار لائحة بأسماء 12 مسؤولاً لفرض حظر السفر عليهم بمن فيهم عدد من المسؤولين المرتبطين بمنشأة نطنز لمعالجة الوقود النووي وكذلك بمفاعل آراك الايراني الذي يعمل بالمياه الثقيلة وقائد الحرس الثوري الجنرال يحيى رحيم صفوي. وفي لاهاي اكد كبير المفتشين عن أسحلة الدمار الشامل السابق في الامم المتحدة هانس بليكس اول من امس ان اعطاء ضمانات امنية لإيران يمكن ان يقنع طهران بالحد من طموحاتها النووية وتجميد تخصيب اليورانيوم.