الناخبون الإيرانيون يختارون اليوم أعضاء المجالس البلدية ومجلس الخبراء

الانتخابات اختبار لشعبية أحمدي نجاد وقدرة الإصلاحيين على مواجهته

TT

يختار الناخبون الايرانيون اليوم اعضاء المجالس البلدية الى جانب اعضاء مجلس الخبراء الهيئة الاكثر نفوذا في الجمهورية الاسلامية والمكلفة اختيار المرشد الاعلى للجمهورية ومراقبة نشاطاته وحتى اقصائه. وترتدي الانتخابات البلدية بشكل خاص اهمية كبيرة باعتبارها اختبارا حقيقيا لشعبية الرئيس محمود احمدي نجاد الذي حقق فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية الاخيرة فضلا عن انها فرصة للاصلاحيين للعودة بقوة الى الحياة السياسية بعد سلسلة من الهزائم الانتخابية.

وتقدم انتخابات مجلس الخبراء على انها صراع بين المحافظين والاصلاحيين، غير ان انصار المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي هم الذين يهيمنون عليه بأغلبية يتوقع ان تعززها هذه الانتخابات.

ورسميا تتنافس ثلاث قوائم في الانتخابات التي تجرى على المقاعد الـ86 «للمجتهدين» المتخصصين في علوم الفقه الذين يشكلون احدى دعامات نظام الجمهورية الاسلامية.

ومن ابرز هذه اللوائح قائمة المعتدل مهدي كروبي التي تحمل اسم حزبه «اعتماد مللي» (الاعتماد القومي) والتي تضم المحافظ البرغماتي والرئيس الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني، اما القائمة الاخرى فهي قائمة المحافظ المتشدد اية الله محمد تقي مصباح يزدي تحت اسم «نخبة الحوزات والجامعات».

وبالنسبة لرفسنجاني يعتبر هذا الاقتراع اختبارا كبيرا لقدرته على المحافظة على نفوذه على الساحة السياسية، اما بالنسبة لاية الله مصباح يزدي الذي يقدم كثيرا على انه المرشد الروحي للرئيس محمود احمدي نجاد، فانها فرصة لتقييم قوته.

اما القائمة الثالثة فهي قائمة «علماء الدين المجاهدين» المحافظة الموالية كليا لاية الله خامنئي والتي يتوقع ان تعزز اغلبيتها في المجلس الحالي في مهمة يراها معارضوها سهلة جدا لا سيما بعد ان جعلتها عملية اختيار المرشحين التي ينفرد بها النظام الانتخابي الايراني الاوفر حظا.

ويرجع لهؤلاء التحقق من المعلومات الفقهية للمرشحين ومدى ولائهم للنظام، والنتيجة انه من بين 498 تقدموا لترشيح انفسهم لم يقبل المجلس سوى طلبات 164، وهو عدد مماثل تقريبا لعدد المرشحين في الانتخابات السابقة التي جرت 1998 وكان 167، وقد اعتبره كروبي من جديد اختيارا «ظالما».

واضافة الى رفض ترشيح المرأة الوحيدة التي تقدمت للانتخابات، فان الضحية الاولى لعملية الانتقاء هذه كانت فصيل الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي الذي يمثل «جماعة علماء الدين المناضلين»، فقد عدل خاتمي عن التقدم بقائمة لعدم كفاية المرشحين الذين اجاز المجلس ترشيحهم، لكنه شجع انصاره على التصويت لـ«الشخصيات القديرة التي ستترشح عن طهران ومدن اخرى».

ويرى المرشح الوحيد من غير علماء الدين في هذه الانتخابات محسن اسماعيلي ان «الرأي العام ليست لديه فكرة واضحة عن انشطة المجلس ما يفقد الشعب الدافع الى المشاركة في الانتخابات» على ما افادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وعشية الانتخابات البلدية، عززت الماكينات الانتخابية دعوتها للناخبين المقدر عدددهم 46.5 مليون ناخب للتوجه بكثافة الى صناديق الاقتراع لاختيار أكثر من 113 ألفا من اعضاء المجالس المحلية بالمدن والقرى من بين قرابة 233 ألف مرشح.

وفي حين وحد الاصلاحيون صفوفهم للانتخابات البلدية، انقسم المحافظون بين انصار نجاد واولئك الذين يدعمون عمدة طهران محمد باقر قاليباف الذي هزم في الانتخابات الرئاسية عام 2005. وقال محمد جاهانيان استاذ العلوم السياسية لوكالة رويترز للانباء «اعتقد ان انصار احمدي نجاد سوف يربحون، ولا يثق الايرانيون بعد بالاصلاحيين للتصويت لهم».