مثقفون: إنكار المحرقة يتيح تشبيه إيران بالنازية

أحمدي نجاد سعيد لشتائم الطلاب لأنها تظهر «تسامح» نظامه

TT

ارتفعت اصوات داخل ايران تندد بمؤتمر المحرقة النازية، الذي استضافته طهران وأثار موجة استنكار في الغرب. وجاء الانتقاد على لسان مثقفين ايرانيين اعتبروا الا حاجة لايران لانكار المحرقة، للتأكيد على الجرائم الاسرائيلية، وان عقد مؤتمر من هذا النوع يتيح تشبيه ايران بالنظام النازي.

وفي الوقت نفسه، علق الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، في مدونته الشخصية على حادث شتمه من قبل بعض الطلاب، في احدى جامعات طهران، ونعته بـ«الدكتاتور والفاشي»، فكتب انه «سعيد» لشتائم الطلاب التي تظهر «تسامح» نظامه، في حين انه وزملاءه لم يكونوا يجرؤون على «التنفس»، في ظل النظام العلماني.

وفي مقال نشرته صحيفة «اعتماد مللي» (الاعتماد القومي)، تساءل المثقف الاصلاحي الايراني عباس عبدي، «ما الذي يمكن ان يفيدنا انكار المحرقة؟ هل يزيد هذا الانكار من لاشرعية جرائم اسرائيل ضد الفلسطينيين؟ ألا يصب مثل هذا الانكار فقط في مصلحة هتلر والنازيين؟». واضاف عبدي «حتى اذا كنت فلسطينيا، فلا شيء افضل في مواجهة جرائم اسرائيل من ادانة المحرقة والمشاركة في اي مناسبة للتذكير بها».

وتابع «لا اذكر ان انكر مسؤول ايراني المحرقة او مداها، خلال كل هذه السنوات الماضية، لان الايرانيين ليسوا في حاجة لانكار المحرقة لادانة الجرائم الاسرائيلية»، متسائلا «عما اذا كان منظمو هذا المؤتمر قد فكروا، في ثمنه السياسي والاقتصادي».

من جانبه اعتبر صادق صيب الكلام المثقف المعتدل واستاذ العلوم السياسية، ان تنظيم المؤتمر «هدية لاعداء البلاد»، لانه يتيح للكثيرين «تشبيه ايران بالنازيين الجدد والعنصريين المعادين لليهود».

وفي مقال نشرته الصحيفة نفسها، اعتبر صيب الكلام ان على البرلمان ان «يسأل وزارة الخارجية عن الفائدة من تنظيم مؤتمر من هذا القبيل، في الوقت الذي يحال فيه الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي». وخلص الى القول ان «انكار المحرقة ظلم كبير للحقيقة، بشأن ابادة اليهود في الحرب العالمية الثانية».

وقد اعتبر الباحث الفرنسي برونو ترتريه من مؤسسة الابحاث الاستراتيجية، ان الهدف من تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بشأن زوال اسرائيل الى جانب تنظيم هذا المؤتمر، هو اثبات ان ايران لا تخشى عقوبات الامم المتحدة.

وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، قال الباحث الفرنسي ان «احمدي نجاد يعلم تماما ان تصريحاته سيكون لها على الفور اثر في وسائل الاعلام. الامر يتعلق بالسعي الى توحيد وتعبئة الشعب الايراني من خلال ابعاده عن همومه اليومية ومنها البطالة، وتعزيز مكانة ايران وشعبيتها وهي بلد غير عربي وغير سني، لدى العالم