مصدر إيراني دبلوماسي: نريد صيغة «رابح مقابل رابح» مع واشنطن

حذر من إضعاف نصر الله لوجود اتجاهات راديكالية في حزب الله

TT

قال مصدر دبلوماسي ايراني رفيع المستوى في باريس إن المساعي الأميركية لفتح حوار مع طهران والطلب منها مساعدة الولايات المتحدة الأميركية في العراق يجب ان تقوم على صيغة «رابح مقابل رابح» مشددا على ان طهران لن تقبل باي حال من الاحوال وقفا مسبقا لنشاطات تخصيب اليورانيوم انما قد توافق على وقف زمني محدد للتخصيب اذا ما تبين لاحقا وجود مبررات لذلك. وقال المصدر في لقاء مغلق في باريس إن المساعي الاميركية للحوار مع طهران «لن تكون مثمرة لأن واشنطن لا يمكنها من جهة طلب المساعدة من طهران ومن جهة أخرى الدفع نحو إقرار عقوبات علينا في مجلس الأمن الدولي بخصوص الملف النووي». وطالب بصيغة «رابح ـ رابح في ما يمكن أن يحصل وليس الوصول الى رابح من جهة وخاسر من الجهة المقابلة» مشيرا الى مجموعة من المسائل التي تريد إيران «بوادر» إيجابية بشأنها والتي تضمن مصالحها الحيوية ومن ذلك مصالحها الأمنية في الخليج.

وقال المصدر إن بلاده «لن تقبل بأي حال من الأحوال وتحت أي ظرف طلب الغربيين بوقف مسبق لنشاطاتها النووية شرطا للعودة الى طاولة المفاوضات». وفي أي حال، يقول المصدر الإيراني إنه «ليس متأكدا من أن واشنطن تريد في الوقت الحاضر التوجه الى طاولة الحوار مع طهران والبحث في الملفات الخلافية، ولكن لا نستبعد أن نصل الى ذلك يوما ما» مشترطا تعاطيا أميركيا مختلفا في ما خص الملف النووي. ورأى المصدر أن فرض عقوبات «إذا ما أقر، سيؤدي الى قيام إيران باتخاذ إجراءات مضادة» من شأنها أن تضر بالمصالح الغربية وتنسف مساعي واشنطن للحصول على مساعدة إيرانية في العراق.

ويقول المسؤول الإيراني إن طهران «لم تقل إنها ضد وقف التخصيب في المطلق بل إنها، على العكس من ذلك، يمكن أن توافق على بادرة من هذا النوع إذا ما تبين، بعد العودة الى طاولة المفاوضات، أن ثمة حاجة لوقف هذه النشاطات لوقت محدد. غير أن وقفا مسبقا للتخصيب ولغيره من النشاطات النووية الحساسة ليس مقبولا البتة». وفي الموضوع اللبناني، اعرب المصدر الإيراني عن استغرابه لما نقله رئيس الوزراء اللبناني عن وزير الخارجية منوشهر متقي الذي قال إنه يفضل أن «تبقى شبعا تحت السيطرة الإسرائيلية». وأكد المصدر الإيراني إن «طهران لا تتدخل في الشأن اللبناني ولكنها ترى أن ميزان القوى قد تغير في لبنان (بعد الحرب الإسرائيلية الصيف الماضي) وأنه يتعين بالتالي أخذ هذا التغير بعين الاعتبار واتباع سياسة واقعية». وأفاد المصدر بأن طهران «نصحت حزب الله بالتعاون» لكنه حذر من إضعاف أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي وصفه بأنه «شخص عقلاني وماهر» باعتبار أن هناك «اتجاهات أشد راديكالية داخل حزب الله» ما يعني أن تنحي نصر الله ووصول قيادات أخرى سيجعل التوصل الى حل أكثر صعوبة. ولذا يعتبر أن المخرج هو في أن تقبل الأطراف المعنية «تسوية» تحظى بالإجماع وترضي جميع الأطراف.