مصر: حملة واسعة على «الإخوان» واعتقال 200 من قياداتهم

TT

قامت أجهزة الأمن في مصر فجر أمس بحملة اعتقالات واسعة بين صفوف الإخوان طالت 200 من قيادات وشباب الجماعة، حسب تقديرات الاخوان، على رأسهم المهندس محمد خيرت الشاطر الرجل الثالث في الجماعة، والنائب الثاني للمرشد العام. وقالت وزارة الداخلية المصرية انه بناء على إذن صادر من نيابة أمن الدولة العليا تم ضبط 140 من القيادات والكوادر الإخوانية منهم الشاطر بعد أن توافرت معلومات لدى أجهزة مباحث أمن الدولة تشير إلى دخول جماعة «الإخوان المسلمين» في المنعطف الخطير الذي جنحت إليه مؤخرا عناصر طلابية إخوانية بجامعة الأزهر بإثارة أحداث الشغب التي اندلعت في الحرم الجامعي يوم الأحد الماضي وفرض أوضاع غير شرعية داخل الجامعة.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تطال فيها حملات الأجهزة الأمنية قيادة عليا في الجماعة، بحجم نائب المرشد العام، بالإضافة إلى القبض على 180 من طلاب الجماعة من مدينة الصفا الجامعية «إسكان جامعي» بجامعة الأزهر.

 وشملت حملة الاعتقالات ما يقرب من 20 من القيادات الأخرى بخلاف الشاطر ، أبرزهم المهندس أيمن عبد الغني زوج ابنة الشاطر وهو أمين قسم الطلبة بالجماعة، والمستشار الإعلامي للمرشد العام الصحافي أحمد عز الدين، ومسؤول قسم الطلبة بالجماعة الدكتور محمود أبوزيد.

وطالت الاعتقالات عددا آخر من أساتذة الجامعة المسؤولين عن طلبة الأزهر، مثل الدكتور فريد جلبط أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، والدكتور عصام عبد المحسن الأستاذ بكلية الطب جامعة الأزهر، والمهندس ممدوح الحسيني، والمحاسب ياسر عبده الأمين العام لنقابة التجاريين بالجيزة، ورجل الأعمال صادق الشرقاوي، والمهندس محمود المرسي، والدكتور محمد بليغ بمعهد الرمد بالجيزة، والمحاسب مصطفى سالم، وسيد معروف مدير بشركة عمر أفندي، وفتحي ياسين مدير مدارس المساعي.

وفي أول تعليق له على الموقف قال المرشد العام للجماعة مهدي عاكف في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» انه غير متخوف من أن تطوله هذه الاعتقالات وأضاف: «لا اخشى على نفسي شيئا وأنا على أعتاب الآخرة ولست أفضل ممن يعتقلونهم».

وأكدت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها «أن العناصر التي تم ضبطها متورطة في التخطيط لذلك التحرك وتتزعمه»، وقالت «إن هذه العناصر أعدت مخططا يستهدف استثمار القاعدة الطلابية بالجامعة وحثها على التظاهر وتحريضها على الخروج للطريق العام في محاولة للإخلال الجسيم بالنظام العام وانتهاك القانون».

وأضاف المصدر الأمني «ان المعلومات أكدت أن الكوادر القيادية الإخوانية المسؤولة عن هذا التحرك قامت بإعداد مجموعات من الطلاب المستقطبين والذين تم تجنيدهم، حيث تم تدريبهم على فنون القتال وتسليحهم بالمدي والعصي والجنازير وتكليفهم بالبدء في اعتصامات ومظاهرات وأعمال شغب بأروقة الجامعة والإعداد لدفعهم إلى الخروج للطريق العام وتعطيل حركة المواصلات والقيام بعمليات تخريب للممتلكات العامة والخاصة، وقد حاولوا تنفيذ ذلك بالفعل يوم الأحد الماضي».

والمهندس محمد خيرت الشاطر،56 عاما، النائب الثاني للمرشد العام، يعتبر من أثرياء الجماعة ويعد اكبر قيادة اخوانية يتم اعتقالها، وكان اكبر قيادي إخواني تم اعتقاله قبل ذلك هو الدكتور محمود عزت أمين عام الجماعة لعدة اشهر قبل إخلاء سبيله.

وفي أول رد فعل لطلاب الإخوان في جامعة الأزهر قام الطلاب بالتظاهر داخل جامعة الأزهر احتجاجا على الاعتقالات واعتصموا أمام مكتب رئيس الجامعة للمطالبة للتدخل لإطلاقهم.

وجاء هذا التصعيد وسط حملات إعلامية ضخمة شهدتها الأوساط السياسية والإعلامية في مصر في إعقاب الاستعراض القتالي الذي نظمه طلاب الإخوان بجامعة الأزهر الاحد الماضي وارتدوا فيه ملابس تشبه ملابس كتائب عز الدين القسام وقاموا فيه بأداء ألعاب عنيفة مثل الكاراتيه والكونغ فو في مشهد غير مسبوق داخل الجامعات المصرية، واعتبره البعض كشفا عن وجود ميليشيات عسكرية وعودة إلى التنظيم السري للجماعة.

وحاولت الجماعة عبر الكثير من قيادتها تهدئة الأزمة بإعلان أن ما تم كان خطأ ولم يتم بعلم الجماعة، وبادر طلبة الإخوان بإصدار اعتذار عما قاموا به في بيان رسمي غير انه لم يلق تجاوبا من الكثيرين واعتبروه محاولة للتغطية على نيات وتحركات اخوانية.