اختطافات متبادلة بين المخابرات ولجان المقاومة على خلفية مقتل الأطفال الثلاثة

الزهار يلمح إلى أن الجريمة تأتي في إطار صراعات داخلية في الجهاز

TT

تواصل تدهور الأوضاع الامنية في قطاع غزة والضفة الغربية، بعمليات اختطاف متبادلة وإطلاق النار أصيب خلالها 4 فلسطينيين، وألمح وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني محمود الزهار الى ان جريمة قتل الأطفال الثلاثة في غزة قبل أربعة أيام، جاءت في نطاق الصراعات الداخلية في جهاز المخابرات الفلسطينية.

وقال الزهار ان من ارتكب جريمة قتل أطفال ضابط المخابرات بهاء بعلوشة، هو من حاول قتل مدير جهاز المخابرات العامة طارق أبو رجب، بوضع عبوة ناسفة في المصعد الكهربائي في مقر الجهاز في شمال غزة، قبل عام ونصف العام. وأضاف في خطاب ألقاه خلال لقاء جماهيري نظمته لجنة العلاقات العامة في حركة حماس في مسجد الإصلاح بحي الشجاعة شرق مدينة غزة أنه عندما تم اكتشاف حقيقة منفذ محاولة اغتيال ابو رجب تم تهريبه من غزة، ويعمل الآن في جهاز المخابرات بالضفة.

واعتبر الزهار أن عمليات الاغتيال وحالة الفلتان الأمني، تأتي في إطار من تعهد «بترقيص الحكومة خمسة بلدي» على حد تعبيره. واتهم الزهار جهات فلسطينية بالاتصال بدول العالم ومطالبتها بمحاصرة الحكومة الفلسطينية حتى تسقط في غضون ثلاثة شهور.

الى ذلك تسود حالة من التوتر الشديد بين «لجان المقاومة الشعبية» وجهاز المخابرات الفلسطينية نتيجة عمليات خطف متبادلة بين الجانبين على خلفية ارتكاب جريمة قتل الأطفال. فقامت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية باختطاف أحد ضباط جهاز المخابرات العامة، رداً على اعتقال أحد عناصرها بدعوى علاقته بجريمة قتل أطفال الضابط بهاء بعلوشة.

وقالت مصادر فلسطينية إن عددا من الأشخاص أصيبوا بجروح في اشتباك أثناء عملية اعتقال هشام مخيمر الناشط في لجان المقاومة الشعبية من قبل جهاز المخابرات. فردت الألوية باختطاف الرائد محمد أبو صيام. وقال أبو عبير الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية ان الإفراج عن صيام مرهون بالإفراج عن مخيمر. وأوضح أبو عبير أن مخيمر ناشط بألوية الناصر ولا علاقة له بجريمة اغتيال أطفال الضابط بهاء بعلوشة بغزة، نافياً أي علاقة للألوية بهذه الجريمة. وأشار أيضاً إلى وجود اتصال سابق بينه وبين العقيد في جهاز المخابرات العامة سامي بعلوشة (عم المقدم بالجهاز بهاء بعلوشة الذي قتل أطفاله الثلاثة)، حيث أبلغه بضرورة التنسيق مع ألوية الناصر إن كان لدى جهاز المخابرات أي شك أو اشتباه بعلاقة أحد عناصر الألوية بالجريمة.

ونفى أبو عبير بشدة وجود أية علاقة لألوية الناصر صلاح الدين بجريمة اغتيال الأطفال بغزة، موضحاًَ أنه اتصل بالعقيد بعلوشة بهدف تقديم المساعدة والتنسيق، وليس القيام بعمليات اعتقال دون علم الألوية وتوريطها بالجريمة، على حد قوله. لكن مصدرا في المخابرات العامة، أعلن عن اعتقال أحد المشتبهين الرئيسيين في الجريمة.

وقال المصدر، إن دورية من المخابرات العامة توجهت إلى منطقة المطينة شرق مدينة غزة، وفوجئت بإطلاق نار كثيف عليها، مما أدى إلى إصابة ثلاثة من أفرادها بجراح حرجة، من بينهم ضابط، إلا أن الدورية تمكنت من اعتقال هشام مخيمر أحد المشتبه بهم. وأشار المصدر، إلى أنه لا يعنيها ما إذا كان مخيمر له علاقة بجناح أو فصيل عسكري، ويهمها التأكد ما إذا كان متورطاً في جريمة الاغتيال، كما يهمها أيضاً الكشف عن جميع الأفراد الذي نفذوا هذه الجريمة.

ولفت المصدر، إلى أن جهاز المخابرات فوجئ باختطاف الرائد ابو صيام، مشددا على أنه لن يطلق سراح مخيمر، حتى انتهاء التحقيقات.

على صعيد أخر حمل نائب رئيس كتلة حماس في المجلس التشريعي يحيى موسى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) مسؤولة الفلتان الأمني. واتهم موسى ابو مازن بالصمت إزاء رفض الأجهزة الأمنية الانصياع لوزير الداخلية سعيد صيام، والتغاضي عن ممارساتها غير المنضبطة التي تسببت في حالة الفلتان الأمني، من أجل أن تظهر الحكومة ووزارة الداخلية بالعاجزة. ودعا موسى الرئيس إلى عدم توتير الشارع الفلسطيني «من خلال اتخاذ خيارات مهلكة تعمل على توتير الساحة الداخلية، وإلى عدم الرضوخ إلى للإملاءات الأميركية والإسرائيلية والتخندق مع الشعب الفلسطيني». وأضاف نحن أمام مسلسل مخطط وممنهج، تدار فصوله في القنصلية الأميركية بالقدس، وهناك فريق فلسطيني يتنقل من مرحلة إلى مرحلة، ضمن رؤية وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الهادفة إلى إشاعة الفوضى الخلاقة، من أجل التأسيس للانقلاب على السلطة، وإرجاعها إلى قضايا التنسيق الأمني، وعقد الصفقات المشبوهة، وإضاعة المشروع الوطني الفلسطيني. على صعيد أخر اعتبر الزهار أن جريمة قتل الأطفال تأتي في إطار إرباك الحكومة الحالية وإفشالها، متهماً جهات فلسطينية بعمل كل ما في وسعها من أجل ذلك. وقال « أول خطوة كانت بعد نتائج الانتخابات، الاتصال بجهات أجنبية والقول لهم: حاصروهم مادياً وستسقط الحكومة في ثلاثة شهور، ونحن خياركم»، مشيراً الى أن اسرائيل أوقفت نقل عوائد الضرائب التي تجمعها لحساب السلطة». وذكر أن عوائد الضرائب تبلغ حوالي 45 مليون دولار شهريا، مؤكدا أن هذه المبلغ يغطي نصف نفقات الرواتب. وأضاف «أن أميركا لم تدفع في الفترة الماضية سوى 18% من حجم المساعدات من خلال منظمات غير حكومية ومؤسسات، وتصرف الأموال على أبحاث مدفوعة الثمن وتروج لأهداف معينة، إلى جانب بعض الإذاعات والصحف الصفراء، على حد وصفه. وأضاف «الفترة الثانية بعد الحصار بدأت بعمليات اغتيال لقادة وكوادر حماس، مثل اغتيال الدكتور حسين أبو عجوة، والقاضي بسام الفرا، وأبناء عائلة الغليان في خان يونس، ومحمد التبر». واتهم الزهار رئاسة السلطة بالتراجع عن وثيقة الوفاق الوطني، مؤكداً أنها باتت تطرح المحددات التي فرضتها الولايات المتحدة وتتضمن «الاعتراف بإسرائيل، ونبذ العنف، والاعتراف بالاتفاقات السابقة». وأضاف «فلنسأل إسرائيل، هل ستوقف الطائرات والصواريخ، وهل التزمت باتفاقيات ومنها معبر رفح المغلق».