قلق إسرائيلي من قدرة حكومة حماس على كسر الحصار

TT

أعربت دوائر صنع القرار السياسي والعسكري في إسرائيل عن قلقها مما وصفته بـ«نجاح حركة حماس في قطع شوط كبير في رفع الحصار المفروض على مناطق السلطة الفلسطينية». ونقلت النسخة العبرية لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية على موقع الإنترنت صباح امس عن مصادر استخبارية إسرائيلية قولها إن زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية لعدد من الدول العربية وإيران تمثل نجاحاً كبيراً بكل المقاييس. وأشارت المصادر الى زيارة هنية والتقائه بالعديد من قادة الدول العربية وإيران تدل على أن حركة حماس نجحت في مراكمة الشرعية العربية لحكومتها، الأمر الذي يمثل تطوراً بالغ الخطورة بالنسبة لإسرائيل. وأوضحت المصادر الإسرائيلية أن نجاح حماس في تأمين مساعدات مالية من بعض الدول العربية وإيران يعني أن حكومة حماس ستكون قد نجحت في تقليص تأثير الحصار الاقتصادي الخانق الذي يفرضه المجتمع الدولي على المناطق الفلسطينية منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي فازت فيها حماس. وأضافت المصادر أن المساعدات المالية التي ضمنتها حكومة هنية ستوفر لها القدرة على دفع رواتب الآلاف من الموظفين لمراحل. وأشارت الى أن قدرة حماس على اختراق الحصار تدفع قادتها الى مواصلة الخط السياسي المتشدد، إذ أن هنية شدد في تصريحات على أن حكومته لن تعترف أبداً بإسرائيل. وأكدت أن الاجهزة الأمنية الإسرائيلية تابعت باهتمام كبير تحركات هنية في العواصم العربية وإيران، والتصريحات التي أدلى بها والمسؤولون الذين كانوا معه. وأبدت المصادر إعجابها بقدرة حماس وحكومتها على المناورة في الساحة الفلسطينية. وأشارت المصادر الى أن الحركة تفرض احتراماً للتهدئة في قطاع غزة، على اعتبار أن هذه التهدئة تخدم مصالحها في الوقت الحالي. وأكدت أن حماس تستغل التهدئة في مراكمة قوتها العسكرية عبر تهريب السلاح والوسائل القتالية وتصنيع الصواريخ لاستخدامها وقت الحاجة. وشددت على أن قسم التصنيع في كتائب عز الدين القسام ـ الجناح العسكري لحماس نجح الى حد كبير في زيادة مدى صواريخ القسام الى 12 كيلومترا، الى جانب زيارة قوة ووزن القدرة التفجيرية لرأس الصاروخ. من ناحية ثانية، شن يسرائيل هارئيل، قائد المستوطنين في الضفة الغربية هجوماً كاسحاً على القيادة الحالية للجيش الإسرائيلي متهماً إياها بالتسبب في تحطيم قوة ردع اسرائيل أمام العرب بسبب فشلهم في إدارة الحرب الأخيرة في لبنان. وقال هارئيل إن الجيش الإسرائيلي وقيادته الحالية يفتقران لأي قدر من الكرامة. واستخف هارئيل في مقال نشره في «هآرتس» امس باستعدادات قيادة الجيش للحرب المقبلة، محذراً من تكبد اسرائيل هزيمة في أي حرب تندلع مستقبلا ما دامت القيادة الحالية للجيش في موقعها. وأضاف «جيشنا يفتقد الأبطال، ولا يتمتع بوجود القادة الكبار الذين يقدمون نموذجا شخصيا ويستطيعون إيقاف التوجهات والميول السلبية». وأضاف هارئيل «لأننا ما زلنا مطالبين بأن نعيش على حد السيف، فأننا نحتاج الى وجود أبطال في جيشنا، أبطال تُكتب الأناشيد وحكايات البطولة حولهم». وأوضح أن الحرب الأخيرة دلت على أنه لم يعد هناك دافع لكتابة مثل هذه الحكايات، لأنه لم تعد هناك بطولات تستحق ذلك». وشدد هارئيل على أن نجاح اسرائيل في الحرب المقبلة يحتم ضرورة إقالة جميع قادة الجيش الحاليين، معتبراً أن هؤلاء القادة لا يتمتعون بأقل قدر من الكرامة.