بدأت جولة جديدة في الصراع بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري أمس للسيطرة على مجلس الشيوخ الاميركي بعد ان أجريت عملية جراحية للسناتور الديمقراطي تيم جونسون، وصف وضعه الصحي على اثرها بـ«الحرج ولكن المستقر». وفي حال تعذر جونسون عن القيام بمهامه، سيخسر الديمقراطيون غالبيتهم في مجلس الشيوخ التي حصلوا عليها بفارق مقعد واحد في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
ومن المرتقب ان يتولى الحزب الديمقراطي الغالبية في مجلس الشيوخ بعد بضعة اسابيع في بداية السنة المقبلة، ولكن هذا الامر اصبح الآن مثار شكوك بعد مرض السناتور جونسون. وكان جونسون، 60 عاما، ويمثل ولاية ساوث داكوتا، نقل على عجل الى المستشفى امس، عندما كان يحضر ندوة صحافية. وعقب عودته الى مكتبه في الكونغرس شعر بإعياء شديد مما تطلب نقله الى المستشفى مجدداً، وذكر مكتبه في وقت لاحق انه يعاني جلطة دماغية. وأجريت له عملية جراحية في المخ في المستشفى الجامعي «جورج واشنطن» في العاصمة الاميركية مساء اول من امس حيث ما زال يرقد.
وقالت الناطقة الصحافية باسم السناتور جوليان فيشر لـ«الشرق الاوسط»: «العملية كانت ناجحة وجونسون يتعافى»، لكنها لم تستبعد ان تجرى له عملية جراحية اخرى، مشيرة الى ان ذلك امر سيقرره الاطباء في وقت لاحق. وقالت فيشر: «إن أسرة جونسون خاصة زوجته باربارا متفائلون». وفي حال توفي جونسون، او عجز عن ممارسة مهامه، فإن الدستور يقضي بان يعوضه في مجلس الشيوخ حاكم ولاية ساوث داكوتا الجمهوري مايك راوندس، وفي هذه الحالة ستتغير الخارطة الحالية في مجلس الشيوخ من اغلبية ديمقراطية الى اغلبية جمهورية. وكان الديمقراطيون حصلوا على الأغلبية في الانتخابات الجزئية لمجلس الشيوخ، حيث اصبح لديهم 49 مقعداً في حين عاد الى صفوفهم اثنان من اعضاء المجلس الذين فازوا كمستقلين وهما ينتميان أصلاً للحزب الديمقراطي. وبالتالي اضحى للديمقراطيين 51 مقعداً وللجمهوريين 49 مقعداً. ولكن في حالة غياب او عجز جونسون عن ممارسة مهامه فإن تركيبة المجلس ستصبح 50 مقعداً للديمقراطين و50 مقعداً للجمهوريين، وعند تعادل الاصوات في المجلس، يمنح الدستور نائب الرئيس الاميركي حق التصويت ، وبما ان نائب الرئيس الحالي هو ديك تشيني الجمهوري، فإن الاغلبية ستصبح للجمهوريين.
وقال ناطق باسم الحزب الديمقراطي لـ«الشرق الاوسط» تعليقاً على هذا التحول الدراماتيكي: «نحن متفائلون، حتى ولو اجريت عملية جراحية اخرى للسيناتور الديمقراطي جونسون، فإنه وكما حدث في حالات مشابهة في الماضي، ستستمر عضوية جونسون في مجلس الشيوخ» واشار سيدني بلومنثال الديمقراطي وأحد مستشاري الرئيس السابق بيل كيلنتون، الى انه «سبق ان مرض بعض اعضاء مجلس الشيوخ وتعذر عليهم حضور الجلسات لدورة كاملة لكن لم يتم استبدالهم». واضاف: «الديمقراطيون سيحافظون على اغلبيتهم». ورداً على سؤال حول ما سيكون عليه الموقف بشأن احتمال وفاة جونسون، قال: «معلوماتي الشخصية تؤكد ان صحته في تحسن، والجمهوريون لن يحصلوا على الاغلبية».
وفي المقابل، قال مارك جونستون من الحزب الجمهوري: «المهم الآن هو ان يستعيد السيناتور جونسون عافيته». وبشان مسألة تعويض حاكم ولاية ساوث داكوتا مايك راوندس للسيناتور جونسون في حالة عجزه عن القيام بمهامه، قال جونستون «راوندس يراقب تطورات الاحداث وليس لديه ما يقوله حالياً كما انه ليس من اللائق ايضاَ الحديث عن هذا الاحتمال».
وقالت مصادر البيت الابيض إن الرئيس الاميركي جورج بوش أيقظ فجر امس لإبلاغه بالحالة الصحية الحرجة للسيناتور الديمقراطي تيم جونسون. وقالت لورا بوش لاحدى الشبكات التلفزيونية الاميركية امس: «نحن نصلي من أجله ، كما هو الشأن للاميركيين في ولاية ساوث داكوتا، من أجل ان يتعافى في أقرب وقت».