سعد الحريري: حزب الله القائد الفعلي للمعارضة ويحاصر السرايا الحكومية بناء على توجيهات إيران

قال إنه نبه طهران إلى خطورة الدور الذي تلعبه في التفريق بين المسلمين

TT

وجه رئيس كتلة «تيار المستقبل» النيابية، النائب سعد الحريري، انتقادات عنيفة الى حزب الله متهماً اياه بأنه يحاصر السرايا الحكومية في بيروت «بناء على توجيهات من ايران»، كاشفاً انه بعث برسالة الى القيادة الايرانية عبر سفيرها في بيروت، منبهاً اياها من «خطورة الدور الذي تلعبه في بث التفرقة بين المسلمين» في لبنان.

واكد الحريري، في مقابلة اجراها معه التلفزيون الجزائري وبثت امس، ان «ليس في استطاعة اي تيار سياسي في لبنان ان يتغلب على آخر، لأن لبنان بلد التعايش ورسالته كبيرة جداً في الاعتدال والديمقراطية والحرية واحترام رأي الآخر»، مشيراً الى «ان لبنان بلد مبني على فئات سياسية وطوائف عدة». وقال: «المعارضة يترأسها فعلياً حزب الله. وهو العامل الاساسي في توجيه الاهداف التي يريدها. والاهداف التي يضعها حزب الله هي اهداف اقليمية ولا علاقة لها بالداخل. المشكلة المطروحة اليوم هي مشكلة لدى الحزب. وهناك ازمات عدة في لبنان: رئاسة الجمهورية والحكومة والمحكمة الدولية والقرار 1701 ومؤتمر باريس ـ 3».

ورأى ان من المستحيل ان يدار البلد وكأن فيه غالبا ومغلوبا. وعلى الجميع ان يكونوا غالبين وعليهم ايضاً النظر الى هواجس الآخرين وفي طريقة لايجاد حل لها. صحيح ان الاحتقان اليوم كبير جداً، وسببه ان المعارضة افتعلت مشكلة وهددت بالشارع، والشارع ليس الحل. ما نقوله ان لدينا دستوراً وقوانين واتفاق الطائف وأماكن عدة للحوار. وهذه المشاكل تحل بالحوار. مشكلة رئيس الجمهورية مثلاً، وكما تعلمون كانت سورية موجودة في لبنان، وكانت تحكم بأمرها في الشؤون اللبنانية. وما نقوله هو ان هذا الرئيس لم يختره اللبنانيون، بل فرض عليهم من خلال التهديد والترهيب. فلننتخب اذاً رئيساً جديداً، وكذلك تكون هناك ضمانة لحكومة ترتاح اليها المعارضة من حيث توزيع عدد الوزراء». وافاد الحريري انه في ما يتعلق بموضوع المحكمة الدولية فنحن نصر عليها لان لبنان تعرض خلال الثلاثين عاماً الماضية لسلسلة اغتيالات طالت رؤساء جمهورية ورؤساء حكومات ورجال دين وصحافيين وصحافيات. ومورست كل انواع الترهيب لاغتيال الديمقراطية الموجودة في بلدنا. نحن نقول ان المحكمة الدولية هي لحماية كل اللبنانيين وكل القيادات السياسية فيه وتمسكنا بها ليس طلباً للثأر من أحد، لانه بالنسبة الينا لا شيء سيعيد الرئيس رفيق الحريري وبالنسبة الى الرئيس امين الجميل لا شيء سيعيد نجله وكذلك بالنسبة الى آل تويني وسائر ذوي الشهداء».

وسأل: «كيف نحمي لبنان من مجرم استباحه طوال ثلاثين عاماً من القتل والإجرام والإرهاب؟ علينا ان نقول له انه آن الاوان لوضع حد لهذا الارهاب. والآن هناك من سيقوم بمعاقبة القاتل والمجرم. اذا تفاهمنا على كل هذه الامور، عندها لن يكون أي طرف غالباً او مغلوباً. ونكون نحن كأكثرية وهم كمعارضة قد عرفنا سوياً ما هي هواجس كل طرف. نحن لا نسعى وراء السلطة بل نحن وراء الدولة. نريد بناء الدولة. اما طرحهم اليوم فيقتصر على حكومة الوحدة الوطنية ونيلهم من خلالها الثلث المشارك. فكيف يكون الثلث للمشاركة، في حين ان هناك حزباً واحداً يملك حقاً حصرياً للقيام بعمل خطير كشن حرب على اسرائيل وخطف الجنود في أية لحظة، ولا تكون للدولة اي سلطة او قرار في اتخاذ هذه الخطوات؟».

ورأى الحريري ان «ليس الحزب وحده الذي تأثر في لبنان من جراء الحرب الاسرائيلية بل كل لبنان وكل اللبنانيين تأثروا بها. نحن حريصون على المقاومة، ولكن يجب عليها هي ان تكون حريصة على لبنان وليس فقط على نفسها».

وقال: «نحن، كحكومة وسلطة واكثرية، نرى اليوم ان هناك رئيساً للجمهورية يتبع لسورية ولحزب الله، ورئيس مجلس النواب اصبح طرفاً في المعارضة، أفلا يحق لنا كأكثرية ان ندير البلاد بالطريقة التي نراها اصلح للبنان؟ ما هو افق المعارضة اليوم وما هي استراتيجيتها والمشروع الذي تقدمه للبنانيين؟ كل المشروع المبني عليه هو ان تكون لدينا استراتيجية دفاعية. لسنا ضد ذلك، لكن المفترض ان تكون لدينا استراتيجية دفاعية لكل لبنان، استراتيجية للاقتصاد اللبناني والإنماء والثقافة والعلم ايضا. وبالنسبة الينا لبنان هو مشروع حياة لا مشروع موت.. ما هو الافق الذي يعطيه حزب الله في مشروعه للبنان؟ كل ما يقوله هو ضرورة ان تكون لدينا علاقات مميزة مع ايران وسورية فقط، بينما كل العلاقات مع الدول الاخرى لا تنفع لبنان. نحن لسنا ضد وجود علاقات مع ايران وسورية. وقد اقررنا خلال الحوار الوطني ان تكون لدينا علاقات دبلوماسية مع سورية وترسيم الحدود بيننا. لكن يجب ان تكون لنا علاقات مميزة وممتازة مع كل دول العالم لأننا نستفيد من هذا الامر كلبنانيين، خصوصاً ان هذه الدول، من خلال جهودها وجهود الحكومة اللبنانية والرئيس فؤاد السنيورة وقوى 14 آذار، استطاعت ان تغيّر قرار مجلس الامن ليكون في مصلحة لبنان بعدما كان في مصلحة اسرائيل».

ورأى الحريري ان المشكلة الرئيسية لدى المعارضة هي «ان النظام السوري لا يريد المحكمة الدولية». وقال: «بعد انتهاء الحرب على لبنان من قبل اسرائيل»، قال (الرئيس السوري) بشار الاسد بوضوح ان قوى 14 آذار هي منتج اسرائيلي ويجب الانقلاب السياسي عليها بعد النصر الالهي الذي حصل. هناك أمر عمليات أتى من الخارج. وقيادة حزب الله وحلفاء سورية في لبنان يريدون تنفيذ تعليمات سورية وايران».

وشدد على ترابط الحلول، قائلا: «مقترحاتنا الفعلية هي ان نضع كل شيء على الطاولة. لا نستطيع ان نحل مشكلة واحدة. لا يستطيعون القول انهم يريدون الحكومة مع الثلث الضامن. يجب ان نبحث معهم في هواجسنا كأكثرية. ويجب ان نكون واقعيين في بلد ديمقراطي، وان نحترم الدستور.. ما نقوله هو ان للجميع هواجسهم، فلنضعها على الطاولة ونحل كل الأزمة. انا لا اقول ان هذه الازمة ستحل كلها مرة واحدة ولنضع مراحل للحل. لنأخذ موضوع المحكمة واقتراحات الامين العام للجامعة العربية ومبعوث الرئيس السوداني ونضعها على الطاولة وفي موضوع رئاسة الجمهورية نحدد وقتا لانتخابات مبكرة. ألم يقولوا انهم يسيرون وفق ثوابت الكنيسة المارونية؟ نحن نسير بها ايضا. ولنضع خطوات لحل هذه الازمات».

ونفى الحريري بشدة امكانية القبول باعطاء ثلث الحكومة للمعارضة، كما رفض الاتهامات بانه اخل باتفاق مبدئي مع المعارضة، ولم يتم الالتزام به بسبب ضغوط اميركية، قائلا: «انا اقول لهؤلاء الذين يطلقون مثل هذه التهم الباطلة: ان سعد الحريري لا يتقاضى اموالا من الاميركيين. انما هم يتقاضون اموالاً من ايران. كل اموالهم وكل سلاحهم وتدريبهم وأكلهم وشربهم وكل ما يملكه حزب الله يأتي من ايران. قرارهم بالتأكيد ليس في يدهم. يتهموننا بأننا نمتلك ميليشيا، هم الميليشيا. انظر ماذا حل ببيروت، جاءوا الى بيروت وتظاهروا فيها وحطموا المنازل والسيارات فيها. التعديات اصبحت واضحة للعالم العربي والاسلامي وللبنانيين».