جون كيري يدعو سورية إلى احترام سيادة لبنان والتعاون مع حكومة السنيورة

التقى مبارك أمس وبحثا قضايا العراق وفلسطين ودارفور

TT

في بداية جولة له بعدد من دول الشرق الأوسط دعا المرشح السابق للرئاسة الأميركية السيناتور الديمقراطي جون كيري سورية وإيران إلى عدم الإقدام على سياسات قد تلحق الضرر بمنطقة الشرق الأوسط، مطالباً سورية بالتعاون مع حكومة فؤاد السنيورة وأثنى على توصيات تقرير «بيكر ـ هاميلتون»، وقال «إن الديمقراطيين مقتنعون بأهمية الإسراع في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط». وأجرى السيناتور كيري مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك أمس تناولت العديد من قضايا الشرق الأوسط وأفريقيا وعلى رأسها الملف العراقي والوضع في الأراضي الفلسطينية وقضية دارفور. وكيري عضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي. ووصف كيري المناقشات التي دارت خلال استقبال الرئيس مبارك له، والتي حضرها السفير الأميركي بالقاهرة فرانسيس ريتشاردوني، بأنها إيجابية للغاية. وقال إنه بحث مع الرئيس مبارك قضايا مختلفة وبخاصة قضايا منطقة الشرق الأوسط، وما به من «أوضاع صعبة» في مقدمتها العراق ولبنان ودارفور إضافة لعملية السلام في المنطقة وسبل دفعها. وقال في مؤتمر صحافي إنه تم التطرق أيضاً إلى تقرير لجنة «بيكر ـ هاميلتون» بشأن العراق وما ورد بها من توصيات.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت الإدارة الأميركية والكونغرس الأميركي أصبحا أكثر اقتناعا بأهمية الإسراع في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط باعتبارها بؤرة التحرك نحو حل أي مشاكل أخرى بالمنطقة، قال السيناتور كيري إنه وحزبه الديمقراطي مقتنعون بهذا الطرح، مؤكدا أهمية التوصل لحل للمسألة الفلسطينية، معتبرا أن من الحيوي بالنسبة للولايات المتحدة وضع عملية السلام في الشرق الأوسط في بؤرة اهتمامها.

وقال كيرى إن واقع الحال هو أن هذه القضية لم تكن في بؤرة الاهتمام والتحرك خلال السنوات القليلة الماضية والتي شهدت ضياع بعض الفرص الجيدة، مشيرا إلى أنه كان حريصا على الالتقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والتأكيد على أهمية رفع معاناة الشعب الفلسطيني الذي يفتقد حاجاته الأساسية، وحذر كيري من أنه طالما ظل العالم غير منتبه لضرورة تلبية هذه الاحتياجات الأساسية، فإن ذلك سوف يسمح بالضرورة بوجود بإمكانية لان تسود قيم التطرف.

وردا على سؤال حول ما إذا كان الكونغرس سيناقش جعل الشرق الأوسط خاليا من الأسلحة النووية بما في ذلك إسرائيل والعمل على ضم إسرائيل لمعاهدة عدم الانتشار النووي، قال كيري «إننا مهتمون وقلقون ونتطلع لخفض الأسلحة النووية على مستوى العالم»، مشيرا إلى أن «الكثير من أعضاء الكونغرس لهم اهتمام واضح في هذا الشأن». وقال «إنه لا يزال أمامنا طريق طويل يتعين علينا أن نسير فيه قبل أن نصل إلى توافق دولي حول كيفية الوصول إلى المعايير التي يجب أن تحكم موضوع الأسلحة النووية في القرن الحادي والعشرين»، لافتا إلى أن هذه القضية ستكون أحد القضايا الهامة أمام الكونغرس خلال الفترة القادمة. وتابع كيري قائلا «نحن من جانبنا كحزب ديمقراطي سوف نعمل على وضع هذه القضية على طاولة المناقشة بشكل مكثف، وسنعمل في هذا الإطار أيضا على كل ما يؤدي لضمان احترام حسن التعامل مع المواد النووية»، مشيرا إلى أنه على «كل دولة مسؤولية في هذا الصدد، وليس هناك دولة مستثناة من ذلك». وحول رأيه في ما إذا كان يجب الدخول في محادثات أو حوار مع كل من إيران وسورية، أعرب كيري عن اعتقاده بضرورة الدخول في مثل هذا الحوار، مشيراً إلى أن الحوار يعد ضروريا في حالات كثيرة رغم اختلاف المواقف على غرار الحوار الذي كانت الولايات المتحدة قد أجرته مع كل من الاتحاد السوفياتي السابق والصين.

وحول دور سورية في المسألة اللبنانية، قال السيناتور كيري «إن على سورية أن تحترم سيادة لبنان وأن تساعد جهود التوصل للحقيقة في ما يتعلق بأي أمور حدثت وتتعارض مع القانون الدولي وأن تبدى التعاون المطلوب مع حكومة فؤاد السنيورة». وحول السياسات الأمريكية المتوقعة إزاء العراق في الفترة القادمة وبعد تقرير«بيكر ـ هاميلتون»، قال كيرى «إننا جميعا ننتظر نتيجة المشاورات التي يجريها الرئيس بوش مع وزارتي الخارجية والدفاع وغيرهما، حيث ستبدأ بعدها على الفور نقاشات موسعة حول ذلك». وأضاف «إنني لا أستطيع أن أتكهن بالموقف النهائي الذي سيتخذه الرئيس بوش، ولكني آمل أن يدرك الرئيس بوش أهمية التوصيات الواردة في تقرير «بيكر ـ هاميلتون».

وتأتي زيارة السيناتور كيري، الذي كان مرشحا للرئاسة عن الحزب الديمقراطي في انتخابات عام 2004، في مستهل جولة لعدد من دول المنطقة في إطار خطة لتحرك نشط من جانب الديمقراطيين بعد فوزهم بالأغلبية في الكونغرس للوقوف على تطورات الأوضاع عن قرب في منطقة الشرق الأوسط.